9 nov 2012

الدعاء مصدرا مؤكدا من مصادر الطاقة النوارنية وهو وقاية مما نزل ومما لم ينزل من قضاء الله


الدعاء مصدرا مؤكدا من مصادر الطاقة النوارنية
وهو وقاية مما نزل ومما لم ينزل من قضاء الله
ـــــــــــــ
((الدعاء مخ العبادة))
[الترمذي عن أنس بن مالك]
 الدعاء صلة، لكنها صلة ملِحة، الدعاء صلة ولكنها صلة حقيقية، الدعاء صلة لأنه بُني على حاجة، والحاجة من خلق الله وكأن الله سبحانه و تعالى خلق هذه الحاجة لتكون هذه الصلة، لذلك النبي عليه الصلاة و السلام يقول:
(( عَنْ مُعَاذٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنْ يَنْفَعَ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ عِبَادَ اللَّهِ )).
[أحمد عَنْ مُعَاذ]
لا ينبغي أن يفهم من كلامي هذا أن النبي عليه الصلاة و السلام حينما قال:
((لَنْ يَنْفَعَ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ عِبَادَ اللَّهِ )) [أحمد عَنْ مُعَاذٍ]
 أن لا نأخذ حذرنا، قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ [سورة النساء: 71]
 أمر إلهي، و لكن أن تعتقد أن الحذر وحده و الإعداد وحده و أخذ الاحتياطات وحدها يحميك و يمنعك من قضاء الله، فهذا هو الخطأ في فهم العقيدة، قال تعالى:
﴿ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ[سورة الرعد: 11]
 وقال تعالى:
﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[سورة فاطر: 2]
ما سبق هو جزء من محاضرة للدكتور محمد راتب النابلسي... ماعدا العنوان فهو من عندي.
الدعاء من أكبر مصادر الطاقة النورانية الربانية إذا أخلصنا لله الدين...وذلك بدليل الآية الكريمة التى قال الله تبارك وتعالى فيها:
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) الأعراف.
كما قال تبارك وتعالى :
وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56) الأعراف.
الحالة التى يجب أن نكون عليها دائما في سائر حياتنا هي أن ندعوه خوفا من عقابه وطمعا في رحمته التى قال عنها تبارك وتعالى أنها قريب من المحسنين.
قال أحد الصالحين  على العبد أن يطير إلى ربه بجناحين الخوف والرجاء
ياله من تعبير ومن كلمات معبرة.. فما أجمل أن نستطيع الطيران إلى الله العزيز القدير.. ما أجمل أن يكون لنا جناحين نطير بهما إلى ربنا...
فالطيران يعلو بنا ويرتفع عن الأرض وما يجري فيها ويقع عليها... لقد سخر الله الهدهد لنبي الله سليمان ليطير بجناحيه ويأتيه من سبأ بنبأ يقين...
وكذلك سخر الله سبحانه وتعالى عقل الإنسان ليطير إلى إي مكان في الكون... بدليل الآية الكريمة:
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) الأنعام