19 jul 2013

مقدمات الصبر في كتاب الله



10 رمضان
معطيات الصبر في كتاب الله العلي العظيم
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة..
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا
أولا: من أول معطيات الصبر ومقدماته .. أول مستلزمات الصبر.. أن نستمع لكتاب الله العلي العظيم والذي بدأ تلاوته رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تخرج على يديه كل قراء الدنيا...
وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)
ثانيا: أن نتبع كل تعليمات رسول الله صلى الله عليه وسلم التى زكى بها أنفسنا، ونتبع بدقة متناهية ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة...
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)
ثالثا: ذكر الله ذكرا كثيرا في كل أوقات حياتنا، نذكره كلما شعرنا بنعمة الحمد على نعمه، وكلما منحنا كلمة الشكر على ما أعطانا، ونذكره دائما كما علمنا في محكم آياته يحدثنا عن أولي الألباب:
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)آل عمران
فهذا هو الذكر المطلوب، أن نتفكر في خلق الله وفي السموات والأرض وفي أنفسنا وفي كل ما أعطانا من نعم وتفضل علينا من فضل .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
رابعا: نأتي إلى الصبر الذي قرنه المولى تبارك وتعالى بالصلاة، ليزداد عظمة بعظمة الصلاة، ويزداد رفعة وصلة برفعة الصلاة وما فيها من رفعة وصلة وقربا من العلي العظيم ...
وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154)
خامسا: عندما نرى الموت بأعيننا، نكون قد فهمنا حكمة الحياة فلا نجزع، وإذا جزعت نفوسنا فعلينا بالصبر والصلاة، فعن طريقهما سنفهم أن الحياة الدنيا هي دنيا فانية وإنها مزرعة الآخرة، وأن ما عند الله خير وأبقى، والذي لقى حتفه فهو في كنف ربه...
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
سادسا: سينتابك الخوف إن لم تجعل خوفك الوحيد من الله، سيبتليك الله بشيء من الخوف لتعود إليه، وكذلك في كل أمور الحياة، الجوع والفقر والموت والخسارة والربح، كل أمور الدنيا مجتمعة أو على حدى.. فكلما خرجنا إلى شيء من الدنيا وجرفتنا تيارات الحياة وغفلنا ولو قليلا عن ذكر الله فإنه سبحانه وتعالى يصيبنا بتلك المصائب لنعود إليه ، لأن حياة المؤمن التقي لا تصح إلا في كنف الله تبارك وتعالى ..
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)
سابعا: علينا أن ندرك أن المصائب إنما لتذكرنا بأننا لله رب العالمين، هو خلقنا، وهو سبحانه بيده كل أمورنا، وهو وحده سبحانه المعبود بحق، وقد أعد لنا جنات النعيم، وهذا هو مرجعنا إليه، يريد بنا الله سبحانه وتعالى خيرا: { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } .
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة..
ثامنا: مكافأة الصبر وجزاؤه رحمات تتنزل على من صبروا ودعوات من ملائكة الرحمن ومزيدا من الهدى والإيمان... فهنيئا لمن صبر وهو يقدر معنى الصبر وقيمته في حياة الإنسان... وسنعيش الآن مع بعض آيات الصبر:
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) الأحزاب
****
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35) الحج

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ
***
ما أعظم هذا الموقف .. تدبروه وتفقهوا فيه وتفكروا فيما يحمل من أخلاقيات ومعنويا وروحانيات عالية جدا