النداء الثامن
كن نزيها وكن تقيا وكن معطاءا ولكن بغير من ولا أذى
بسم الله الرحمن الرحيم
لدينا اليوم من الله نداءه الثامن.. خاصية وميزة وعلامة وشامة فوق رأس كل من آمن ولبى نداء ربه :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
وهكذا نرى أن الله تبارك وتعالى إنما ينادي على من به آمن ليعطيه ما يقوم به نفسه ويزود به إيمانه ويرفع به بنيانه الإيماني إنطلاقا من حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (( بُني الإسلام على خمس )) أي أن هناك بناء ضخما وصرحا كبيرا يبنيه المسلم بإيمانه وبتلبية نداء ربه ..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ
إن أصعب شيء على النفس البشرية أن تشعر بعجزها وأنها أقل مما تهفو إليه وتفقد ما تتميز به .. لذلك نجد أن الله تبارك وتعالى يعلمنا النزاهة والكياسة والجمال في تعاملنا مع الناس .. نُعطي ولكن بحب .. نعطيُ ولكن باعتراف بأن الفضل كله لله .. وأن الله هو العاطي وليس نحن ..
كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
وهنا نرى هذه الحقيقة أمر واقع في حياتنا اليومية .. الكل يمُن والكل يتظاهر والكل !!!!! إلا من رحم ربي .. لذلك في هذا النداء يربينا ربنا على أن نكون صادقين في إيماننا .. لأن المؤمن الحق الصادق الإيمان يعلم بيقين أن الفضل كله لله ويعلم بيقين أنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى .
دمتم بخير وصحة وزيادة في الإيمان وفي القرب من العزيز الحميد .. أحبكم حبين .. حبا لأنكم أهل ودي وحبا في الله.