23 oct 2014

تأخر سن زواج الفتيات .. ومشكلها وحلها الجذري من كتاب الله .. فتابعونا

الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)
( يوسف )
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم .. اللهم أنفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وأخرجنا من ظلومات الجهل والظلم إلى أنوار العلم والمعرفة.. ولا تجعلنا ممن يقول في كتابك بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.. إنما نجتهد في تدبر آياتك لنعمل بها وتكون هي حبل نجاتنا والذي يصلنا بمن بعثته هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم .. أما بعد :
أول معلومة إيجابية نورانية نستخلصها اليوم وكل يوم هي أننا بغير القرآن نحن في غفلة.. كل أمر لا نرجعه إلى كتاب الله فهو من الغفلة، والغفلة من الشيطان والشيطان، وهو عدو لدود مبين .. وأفكاره زبالة من سلة المهملات وهي سلبية ومظلمة وتدعو إلى الإكتئاب والحزن والهم والقلق ...
في حين أن الله تبارك وتعالى يدعو إلى دار السلام .. ويأمرنا بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى واليتامى والمساكين ..
درسنا اليوم هو موضوع الساعة .. وقد قذفت به إلينا أقدار الله تبارك وتعالى .. ليخرجنا ربنا من ظلومات أفكارنا إلى نور العلم والمعرفة .. ومن الغفلة الناتجة عن أهمالنا لكتاب الله إلى الحكمة والموعظة الحسنة، ودرسنا يتكون من مراحل ثلاثة إن شاء الله :
·         المرحلة الأولى من قصص القرآن .
·         المرحلة الثانية من كتب العلم وأولها كتب الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله .. الذي جعل الله منه لسانا عربيا مسلما مؤمنا وموحدا بالله ينصح العالم أجمع ( وإني لا أزكي على الله أحدا ) ولكن الله قد نفع به ملايين من الناس يحدثهم عن الإنسان المعجزة المستمرة إلى يوم الدين .
·         المرحلة الثالثة هي من الأمل وهي من الرجاء وهي مرحلة تحقيق كل ما نرغب ونريده بقوة مهما كان كبيرا وصعبا ورغم كل الظروف ورغم أنف الإنس والجن مجتمعين.
سنبدأ اليوم بالمرحلة الأولى .. ولن نخرج منها حتى تترسخ في نفوسنا.. وحتى تنمو فينا شجرة الحب والإيمان والمعرفة...
والأمر أسهل ما يكون وقد قام عمر ابن الخطاب بعمل بيان عملي أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمام الصحابة ثم وصلنا نحن الآن لنتعظ ونعتبر ونؤمن بالله،  وهذا الموقف يتلخص في الحديث التالي:
كنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وهو آخُذٌ بيدِ عمرَ بنِ الخطابِ ، فقال له عمرُ : يا رسولَ اللهِ ، لأَنْتَ أحبُّ إليَّ مِن كلِّ شيءٍ إلا مِن نفسي ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لا ، والذي نفسي بيدِه ، حتى أكونَ أحبَّ إليك مِن نفسِك. فقال له عمرُ : فإنه الآن ، واللهِ ، لأَنتَ أحبُّ إليَّ مِن نفسي ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمرُ .
إنه الآن يا عمر .. في نفس اللحظة .. كل ما فعله عمر ابن الخطاب أنه فكر إيجابيا وألغى فكرته السلبية الخاطئة في الحال، بعد تفكير لم يطل ولم يدم أكثر من ثواني معدودة عرف أن مصلحته ونجاته تكمن في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فألغى حبه لنفسه من الناحية السلبية .. وقدم لها حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم كعوض عن حبه لنفسه.. وبذلك هو زاد من حبه لها ولكنه حبا إيجابيا ينقذها من النار ومن اتباع خطوات الشيطان ...
المرحلة الأولى
مريم إبنة عمران رضي الله عنها وأرضاها
إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)
الآن دققوا معي جيدا وافتحوا قلوبكم واستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم ومن غضب الله ومن الضلال والضياع والهلاك والحزن والأحزان والأوهام .
إلى كل المسلمين ذكورا وإناثا …
هل نذرتك أمك عندما حملت بك لله رب العالمين ؟
أتوقع أن الإجابة هي لا أعرف... وربما لا لم تنذر هذا النذر .. وربما تكون الإجابة بنعم، نعم إنها فعلت ذلك .. وأنا أقول لك الآن ( خاصة بنات المنتدى هنا )  إذا عليك أن تقرأي هذه الآية على والدتك أو والديك  ليتعرفا على ما كان يجب أن تفعله أي أم عند حملها، فكتاب الله روح ونور وهدى ورحمة وشفاء لما في الصدور.. فلتقم بذلك الآن ..
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)
وهل فعلت والدتك هذا عندما وضعتك؟ إن كانت الإجابة بلا فلتفعل الآن، تعيذك بالله من الشيطان الرجيم ومن الوسواس الخناس ومن كل السلبيات والأفكار الخبيثة المدمرة للنفس البشرية.
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا
  • والآن أنظري في حياتك.. وفي منبتك منذ البداية عندما كنت في بطن أمك..
  • ·         ألم ينبتك ربك نباتا حسنا؟؟
  • ثم ألم يكفلك أبويك ؟ ..
  • ·          ثم ألم يقدموا لك أعز ما يملكون في حياتهم من مشاعرهم وحبهم وعطفهم وحنانهم ورعايتهم الكاملة لك ؟
  • ·         ألم ينفقوا عليك ويعلموك وجعلوك على دين الإسلام ؟
  • ·         لن أستمر في السؤال فما لديكم أنتم أدرى به مني. فالحمد لله رب العالمين.
كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا
أعود فأسأل :
  • ·         هل فكرت ذات يوم أن يكون لك مع ربك محرابا؟ يعني مكان ولو صغير أو حتى ركن من أركان البيت ليكون لك محرابا تذكري فيه ربك ؟
  • ·         ألم يرزقك ربك رزقا خاصا بك ؟ مثل ذكاءك وجمال عينيك وحسن هندامك وحبك للخير ودينا قيما ولسانا فصيحا وعمرا مديدا وصحة وعافية وعافاك من كثير من الإبتلاءات؟
  • ·         هل تعرفي أن هناك بنات صغار وأطفال يستيقظون صباحا على أشلاء أبويهم ؟
  • ·         لن أستمر في الأسئلة وسأترك ذلك لكم شخصيا.
قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا
هل تعرفون نبي الله زكريا؟ وهو من هو .. يسأل مريم أنى لك هذا .. عندما نعبد الله مخلصين له الدين يرفعنا الدرجات العلا .. درجة بعد درجة... وليس هناك حدود في ذكر الله فهو سبحانه لا تنفد خزائنه، وهو سبحانه العاطي الوهاب، لا مانع لما يعطي ولا معطي لما منع.
قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)
كل أفكارها إيجابية .. وبالتالي هي ترى الحق حقا وتتبعه .. وهي على أهبة الإستعداد لأي موقف وأي سؤال مفاجئ لأنها في معية الله .. ومن كان الله معه فمن ضده ؟ .. ومن كان الله ضده فمن معه ؟؟
هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)
عندما يرى أبويك صلاحك وعلامات ذلك في حياتك سيهتدون بهديك .. سيطمئنون عليك وعلى مستقبلك ومستقبلهم وربما تابوا إلى الله وعرفو سلبياتهم وأفكارهم الخاطئة.. فهذا نبي الله زكريا يدعو ربه عندما رأى صلاح مريم وعلامات هداها.
فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ
هنا نستخلص فكرة إيجابية كلنا يعرفها وجربها وهي أننا عندما نكون في رحاب الله فإن الله سيعطينا ما نحتاج وزيادة وربما بغير دعاء ... ( حرف الفاء هنا يدل على الإجابة الفورية من العزيز الحكيم ).
أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39)
الآن هذه البشرى هي حق مكتسب لكل موحد بالله وإلى أن تقوم الساعة.. فالبشرى ربما كانت هنا في حياتنا الدنيا لمن لن يضره عطاء ربه .. فأحيانا العطاء من الله يجعلنا نطغى بعض الشيئ .. ولكن الله بشر عباده المؤمنين بما لم يبشر به غيرهم فقال تبارك وتعالى:
إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرً
( الإسراء).
وقال أيضا تبارك وتعالى:
وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22) ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)
(الشورى)
الآن نعود إلى موضوعنا الأصلي ( مريم التى اصطفاها ربها على نساء العالمين وجعلها آية للذين آمنوا)، فتابع معي رحمك الله فقد قاربت على الإنتهاء .. لأترك لكم الملعب تتقلبون فيه مع آيات الله سبحانه وتعالى:
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)
هذه هي نتيجة الإخلاص لله رب العالمين .. وهي حق مكتسب لكل بنت حفظت فرجها وصانت نفسها وأحسنت إلى والديها .. إذا لماذا لا نلقي بأفكارنا السلبية في صندوق زبالة الأفكار الشيطانية .. ونضع قصة مريم نصب أعيننا، في داخل قلوبنا، ونحذوا حذوها ونخلص الدين لله العلي العظيم (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ).
يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)
أمر الله لمريم هو لكل بنت ولكل إمرأة آمنت بالله، أن تقنت لربها، وأن تسجد له سبحانه شكرا وتقديسا وطاعة وخوفا وطمعا، فيكون حالها في جميع حياتها بسكونها وحركاتها راكعة لله رب العالمين، وهذا هو الإيمان والصفاء النفسي والنقاء الذهني وسلامة القلب من كل ما يعيق اتصالنا بالعلي العظيم ..
ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)
كل ما نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فنحن نؤمن به وهو لنا إرث ورثه علماءنا الكرام وكل من اتبع النبي محمدا صلى الله عليه وسلم ..
إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)
طبعا قد تقول إحداكن : وهل نحن مثل مريم ؟  أقول لكن جميعا نعم .. فإن مريم وكل الأنبياء والرسل هم من يعلمونا تعليم نظري وعملي في قصصهم .. كمثل المدرس الذي يقوم بشرح نظريته في بيان عملي أمام تلاميذه، وهذا هو ما يحدث من كل الأنبياء والرسل من خلال قصص القرآن الكريم .
هذا ما وفقني الله له .. فما فيه من خطأ فمني واستغفر الله لي ولكم.. وما فيه من صواب فمن الله العزيز الحميد وهو رزقا حسنا لكم ولكل من اعتبر به ...
واعلموا جيدا علم اليقين أن الله مع من يحفظه بحفظه.. وأن الله تبارك وتعالى هو معنا حيثما كنا.. معية الرعاية والحفظ والنصر والوقاية من الشيطان الرجيم، ومعية مغفرة وهداية وحبا يزيد بقدر شوقنا للراحة وبقدر زيادة الإيمان في قلوبنا.

فتخلصوا من كل فكرة سلبية في رؤسكم لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والسلبي لا يجتمع مع الإيجابي كما لا يجتمع النور مع الظلام.
ثم أنتظروا المرحلة الثانية .. فهي جميلة جدا وشيقة جدا لأننا سنستمر بإذن الله في رحلتنا مع الدكتور الفقي رحمه الله لنتعرف على ما أودعه الله فينا من قدرات تفوق كل تصور… ثم المرحلة الثالثة وهي كيفية تحقيق آمالنا العريضة خاصة بنات حواء في الحصول على زوج وذرية صالحة بإذن الله تعالى.
سبحانك اللم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. وأستغفرك وأتوب إليك
والحمد لله رب العالمين .