من يعتصم معي بحبل الله ثم ندعو معاً إلى الخير؟
كما أمرنا ربنا
***
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
[ سورة آل عمران ]
ينادي عليك ربي إينما كنت وفي أي جهة تواجدت لنتقي الله حق تقاته ونحافظ على إسلامنا حتى آخر لحظة في عمرنا .. والسبيل إلى ذلك أن نعتصم بحبل الله جميعا، لأن الشيطان يبذل جهده ليُفرق بيننا، لذلك إن أردت النجاة فاعتصم بحبل الله، وليكن حالك دائما أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
وهذه الإستعاذة واجبة في الحالات الآتية:
· عندما تغزو الأفكار السلبية رأسك.. فاستعذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
· وعندما يلفت نظرك الشيطان لأخطاء الناس .. إستعذ وتذكر أن لك أخطائك واعتصم بالله.
· عندما تغضب فعليك أن تكظم غيظك كما أمرنا ربنا، وليكن في علمك أن علماء الدنيا قالوا إن الغضب يزول بعد 20 ثانية من كظم الغيظ، وقد أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم نصائح نتغلب بها على الغضب من أهمها السكوت عن الكلام، أو الجلوس إن كنت واقفا أو الإضجاع إن كنت قاعدا، أو ترك المكان.
· وأعلم إن الشيطان يستلمنا ويلعب برؤوسنا عندما نغفل عن ذكر الله.
· وبمجرد أن نقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم يتلاشى ويتصاغر ولا يقربك أبدا ما دمت تذكر الله.
الآن سنعيش لحظات مع آيات الإعتصام بالله لنعرف ما ينتظرنا من خير وفضل عظيم من العلي العظيم :
(( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا )).
[ 146 النساء ].
(( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا )).
[ 175 النساء].
(( فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ))
[ 78 الحج ]
عن الْبَراءِ بن عازبٍ رضي اللَّه عنهما قال : كَانَ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ نَامَ عَلى شِقَّهِ الأَيمنِ ، ثُمَّ قال :
« اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إليْكَ ، وَوجَّهْتُ وَجْهي إلَيْكَ ، وفَوَّضْتُ أَمْرِي إلَيْكَ ، وَأَلجَأْتُ ظهْري إلَيْكَ ، رَغْبةً وَرهْبَةً إلَيْكَ ، لا مَلْجأ ولا مَنْجى مِنْكَ إلاَّ إلَيْكَ ، آمَنْتُ بِكتَابكَ الذي أَنْزلتَ ، وَنَبيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ » .
رواه البخاري بهذا اللفظ في كتاب الأدب من صحيحه .
(( فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ))
[ 78 الحج ]
من شرح للشيخ محمد حسان قال:
الولي هو الذي يدبر لك الأمر أنت وغيرك من الخلق ، فهذه ولاية عامة، أما المولى هو الذي تلجأ إليه وتعتمد عليه وتمتنع به وتحتمي في الشدائد والرخاء وفي السراء والضراء.
وهنا أتذكر نداء من المولى عز وجل لأهل الإيمان يأمرنا فيه بـ:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))
[ المائدة 35 ]
ربما كان الإعتصام بالله هي وسيلتنا إليه سبحانه، من يدري فإنه يعلم ما نُعلن وما نُخفي، فهيا بنا نعتصم بالله ونسارع إليه وندعو إلي الخير كما أمرنا ربنا.. والآن أدعوكم من مكاني هذا :
من يعتصم معي بحبل الله ثم ندعو معاً إلى الخير
كما أمرنا ربنا ؟