التسبيح يخرجك من ظلومات نفسك إلى
أنوار الواحد القهار
الجمعة 21/12/2012
{ 6 }
***********
فإذا ما وصلت إلى ربك فستجد عنده رسالة لك جاهزة لتأخذها وتضعها في حيز
التنفيذ.. فتسعد بمهمتك الربانية والتى تمحو عنك الظلام وأثره في حياتك قبل وصولك
إلى ساحة التسبيح والغفران...
ربما احتجت للتدقيق والتمحيص لترى رسالتك في الحياة التى أعدها لك ربك
قبل أن تحصل عليها.. فالذي يخرج من الظلومات إلى النور المفاجئ يحتاج لوقت حتى
يتعود على النور فيرى بوضوح...
وإن لم ترى رسالتك فعليك بالتضرع والسجود والدعاء ومزيدا من الإستغفار
والتسبيح ... حتى يأخذ بيدك الرحمن الرحيم ... فيجعلك ترى ما لم تكن تراه من قبل
لآنك كنت في ظلومات نفسك وظلومات الحياة..
هذه المعوقات التى تعوق رؤيتك لرسالتك في الحياة، هي سيرك مع عقارب
الساعة وعكس دوران الكون المسبح لله.. ولكي تخرج من هذه الدائرة عليك بالدعاء تضرع
وخفية، وكثرة السجود لله حتى يأخذ بيدك.
رسالتك قد أعدها لك ربك قبل ولادتك.. كثير منا عرفها وحصل عليها وحولها
إلى حياة مليئة بالحركة والبركة والفلاح الذي هو أكبر مليون مرة من النجاح...
وكثير منا شغلته الهموم وراح اسيرا لأحزانه.. وأخذ يلوم الدنيا والزمن
وكل من استطاع لومه من بني الإنسان.. فخيرا لك أخي في الله أن تدع اللوم وتعود إلى
ربك مستغفرا ونادما ومسبحا وقائلا إنا لله وإنا إليه راجعون... فيكون حالك هو ما
وصفه لك ربك في محكم آياته:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا
أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة.
أما عن رسالتك في الحياة والتى ربما أخفتها عنك همومك، فهي موجودة في
دائرة حياتك.. قد تكون في صورة إنسان يحتاج منك الدعاء والعناية.. مثل زوجتك أو
أبنك او زوجك او امك او اخوك او جارك .. شخص ما أو هدف كبير في الحياة قد جعل منه
ربك رسالتك في هذه الدنيا.. مثلا كأن تكون طبيبا فتعالج المرضى في بلدك واسرتك..
أو مهندسا أو عاملا في مصنع أو حارسا .. كل تلك المهام والأعمال الدنيوية مهما
كانت صغيرة أو كبيرة فهي من الرسائل والمهمات التى جعلها الله لمن آمن به سبحانه من
خلقه، ليجزيهم عنها الجنة...
بالتسبيح نتحرر من كل تلك الظلومات
وهكذا نرى فائدة كبيرة من فوائد الإستغفار والتسبيح... وأول ما نشعر به
هو تحررنا من القيود المؤلمة والأوهام المضيعة للوقت ولطاقة الإنسان... بالتسبيح
نتحرر من كل تلك الظلومات فيخرجنا منها ربنا إلى النور الإلهي .. كما وعدنا في
محكم آياته:
اللَّهُ
وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ
إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) البقرة.
رابط مدونتي في عمرو خالد
رابط ارشيف النادي