لبي نداء ربك تسلم وتأمن على
نفسك ومالك وولدك
وانضم لفئة المتقين لننهض سويا
بأمتنا
بسم
الله الرحمن الرحيم
لدينا
في كتاب الله الحلول المؤكدة لكل ما يحدث في مصر، لابد وأن أتكلم عن مصر،فالذي
يحدث فيها لا يحدث في غيرها من البلاد، قصة واقعية، تمت أحداثها المفجعة في مصر، مسجل خطر يدخل بيت مكون من رب الأسرة
وزوجته وخمسة أطفال.. المسجل خطر يقتل الأب أمام أولاده....
في
رابع نداء من العلي العظيم لمن به آمن
يصدر قانون في القصاص، واجب
التنفيذ، واضح وصريح... ويكشف كل حاكم ،
ويكشف كل مسلم على حقيقته ... من تعبد؟ وممن تخاف عقابه؟ وبأي منهج وشرع تحكم بين
الناس؟
وإليكم
النداء الذي ينظم حياة الشعوب ويقطع أيدي العابثين بأرواح الناس وأمنهم:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ
وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ
بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ
وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178)
وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) البقرة.
قد
يغيب الحاكم، وقد يغيب القانون، وقد يغيب القائمين عليه، وقد ينعدم الضمير
الإنساني عند بعض الناس، ولكن أين الإيمان بالله؟ أين الرجولة؟ أين الشهامة ؟ أين الإنسانية؟
ولن
أقول أين حقوق الإنسان، فلن نطلبها من الإنسان،
ولكن سنطلبها من الذي خلق الإنسان هذا الذي غرته الحياة الدنيا وصدق عليه ابليس
ظنه... دعاه للكذب فأجاب، ودعاه للقتل فلبى وكأنه يمارس رياضة بدنية، ودعاه للزنى
فسجد له شكرا، ودعاه للكفر فاسرع إليه يرقص..
في
مصر كان في كل منطقة حرامية وبلطجية، ولكنهم كانوا هم حماة الضعفاء، كان عندهم
نخوة ورجولة وسفالة في نفس الوقت.....
لن
ينفع في مصر في وقتنا الحالي غير تلبية نداءات الله لعباده... ولن يطبق شرع الله في مصر حتى
يلبي الناس نداء ربهم....
هو
الذي خلقهم ... وهو الذي يطعمهم... وهو الذي يعاقبهم... وهو الذي بيده سبحانه كل
أمورهم... كيف نطعم طعامه ولا نلبي نداءه؟؟؟
لقد
جعله الله تبارك وتعالى نداءا... فيه أمرا قاطعا... كتب عليكم ... أين نحن شعبا
وحكومة.؟..أين الضمير الإيماني؟ كيف نسمي
أنفسنا مسلمين وقد ضربنا بعرض الحائط كلام
وأوامر ومنهج رب العالمين؟
طبعا
من الواضح تماما أننا لا يمكن أن ننعم بتطبيق النداء الرابع حتى نطبق ما سبقه من
نداءات ،وذلك لأن نداءات الرحمن هي مراحل تدريبية إجبارية في زمننا هذا الذي وجدنا
فيه شيوخ يقولون بإلغاء العقل تحت اسم تعبيده...
لم
يعد أمامنا إلا كلام ربنا المباشر.... علينا على الأقل تطبيق أول خمس نداءات فبهم
نستطيع أن نخرج من أزمة الثقة وأزمة الأخلاق وأزمة الأمن والآمان...
بدأت
أشك في أن اليهود قد دسوا بيننا هؤلاء المجرمين.. حتى لا ينهض الشعب المصري
وبالتالي يظل الحال كما هو عليه ....
عزيزي
الشاب... لقد مضى الوقت الضائع... ولم يعد أمامنا الكثير لنفقده... لقد حانت ساعة
العمل... ولن يصلح لها إلا الرجال... شباب من رجال ونساء... كل فيما يصلح له ...
وكل فيما يتقنه من قول وعمل، إليكم نداءات ربكم، دع الحاكم فيما هو فيه من مشاكل
ومسؤليات ملهاش حصر، ودع المجرمين يمكرون فإن المكر كله لله... ودع الأماني
والأغاني والرقص والدلع فقد حانت ساعة العمل الجاد.. وهو ليس صعبا بل إنه في
متناول يد حتى الأطفال الصغار.
أسمع
معي نداء ربك واحدا بعد الآخر... خذ وقتك في التفكير في النداءات واحدا بعد
الآخر... ثم أقسم بالله عليك أن تضعه في حيز التنفيذ، فأمة الإسلام في حاجة إليك
أيها الشاب، وأنت أيتها الفتاة، وأنت أيها الأب، وأنت أيتها الأم ... هبوا جميعا
ولبوا نداء ربكم ففيه عزكم وأمنكم وآمانكم، ليتني كنت بينكم ، ولكن هاهو كلام ربكم
وكفي به وكيلا وكفي به عزيزا قديرا.. وليا ونصيرا..
النداء رقم ( 1 )
البقرة - الآية 104 يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ
وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
البقرة - الآية 153 يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ
اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلَا تَقُولُوا
لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا
تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
(155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
البقرة - الآية 172يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ
إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
البقرة - الآية 178يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ
بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ
عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ
بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ
اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ
البقرة - الآية 183يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن
قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
هذه النداءات الخمسة وضعها المولى عز
وجل لكل بلد مسلم ليبدأ بها داخليا، نحن في مصر على الأقل محتاجين أن نبدأ بها...
لأن النداء السادس هو عمل دولي يأمر فيه الله كل المسلمين أن يدخلوا في السلم
كافة...
رقم 6
البقرة - الآية 208يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ
الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ.
بعد أن نفرغ من تلبية نداءات ربنا الخمسة، عندئذ نستطيع أن ندخل بقوتنا
وتجربتنا الداخلية في تلبية النداء ، حينئذ نستطيع أن نواجه بها العالم الإسلامي لنقدم له نجاحنا
وفلاحنا كنموذج للنهضة بأمتنا المترامية ا|لأطراف.
في النداء الأول يأمرك رب العالمين بثلاثة أشياء، هذب لسانك وأفكارك وانتقي
كلماتك، ثم كن يقظا مع عدوك الأول وهو الشيطان، وفي هذا النداء نجد فريقان كافر
ومؤمن بالله.. فانضم لفريق المؤمنين تسلم، ونظف قلبك وعقلك من افكار الكفرة
والمشركين.
في النداء الثاني جمع الله تبارك وتعالى بين أعظم أمرين في الدين ألا وهما
الصبر والصلاة، بهما معا تستطيع أن تواجه كل مصاعب وبلاوي الحياة، وبهما تقهر نفسك
العاصية وشيطانك المريد فتجعله تحت قدميك حسالة لا قيمة ولا وزن له، وذلك بالصبر
على طاعة الله والرضا بكل ما يصيبك سواء كان لك أم عليك.
أما عن النداء الثالث أن تأكل من الطيبات حلالا طيبا، فإذا ما طبقتم تلك
الثلاثة فسيكفيكم الله الرابعة والتى تليها. سيعم الأمن والآمان إن نجحنا في تلبية
نداء الرحمن وتطبيقه... وذلك بدليل الآية التالية:
الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ
يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) الأنعام
أرأيتم
كيف نكون من المؤمني ولم نلبي نداء رب العالمين؟.. فإذا ما لبينا وطبقنا هرب الظلم
والظالمين، ونعمنا بالأمن والهدى من رب العالمين.