30 jul 2015

الإحسان هو وسيلتك لترقى بنفسك وتكون بين الناس محترما ومحبوبا


قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ
أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانً

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإحسان هو:((الإحسان أن تعبد الله كأنَّك تراه))((فإن لم تكن تراه فإنه يراك))


قال سبحانه:إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
[النَّحل:90].
وقوله سبحانه وتعالى:وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ[القصص: 77].وقال تبارك و تعالى:وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ
[البقرة: 83].
وقوله سبحانه وتعالى:وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
[القصص: 77].
وقال عزَّ مِن قائل:إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَالْمُحْسِنِينَ
[الأعراف: 56].
كما قال سبحانه وتعالى وكأنه حكم قضائي لا جدال فيه ولا نقاش:
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُوَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)[الإسراء]



وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا

وكأن المسألة حكم قضائي غير قابل للإستئناف أو المناقشة، فهو حكم من الواحد القهار، فقد قضى بأمرين لا نجاة لنا بدونهما، أن لا نعبد إلا إياه، وهذا ما علمنا ربنا أن نقوله17 مرة في اليوم، ثم قضى أيضا أن نحسن إلا والدينا،وحرف الباء هنا لنصل إلى مرضاة الله وعبادته على مراده سبحانه وتعالى بالإحسان بالوالدين،بهما نفوز برحمة الله (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَالْمُحْسِنِينَ).

سأل جبريل عليه السلام رسولنا الكريم الصادق الوعد الأمين صلى الله عليه وسلم عن الإسلام وعن الإيمان وعن الإحسان، ثم عن الساعة، فالساعة هي نهاية الرحلة، وساعة الدنيا هي يوم القيامة وساعة الفرد هي أجله وقت أوانه.إذا لدينا مراحل ثلاثة نتدرج فيها رقيا وصعودا في عبادة الله الواحد القهار، وهي:·الإسلام. الإيمان. والإحسان.

سمنضي مع آيات الله العلي العظيم لنعرف نصيبنا من رحمة الله في كل مرحلة، ليكون هذا النصيب والحظ الكبير حافزا لنا للإستمرار في الرقي والنهوض والصعود إلى الدرجات التى قدرها لنا ربنا.

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)
[فصلت]
إذا من الإحسان تطبيق النداء الأول بأن نحسن أنتقاء واختيار الكلمات، ليكون كل كلامنا طيبا كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.((وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)) ((وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)) ((اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)) ((وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ)) ((لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ)) ((وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا))

الإيمان بالله العلي العظيم يجعلنا نفوز بكل ما سبق من بشرى وولاية الله لنا وفضله ومعيته سبحانه وتعالى السراء والضراء ثم لنا عنده في الآخرة أجرا عظيما إن شاء الله فلنحافظ على إيماننا بالله ولا نشرك بعبادة ربنا شيئا.

اللهم أجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. وادخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، وتوفنا مسلمين لك الوجه والدين.. أنت ولينا في الدنيا والآخرة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين.
عباد الرحمن سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، لقد نزل جبريل عليه السلام ليعلم الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أن يسألوا عن كل شيء، فالسؤال يزيدنا علمنا ويقينا، ويصاحبه دائما هدى من الله ورحمة، وهو لغيرنا مصباح منير..

إن لم يكن لديك سؤال لأنك فاهم المسألة فاسأل لغيرك، علينا أن نتصور أن س من الناس قد اختلط عليه الأمر، أو أن هناك شيئا غير واضح، سؤالك سيساعده لفهم المسائل وكذلك رؤية الحقائق بإذن الله تعالى وبفضله، فهو سبحانه الذي قسم لنا كل ما تعلمنا.
سبحانك اللهم وبحمدك ... أشهد أن لا إله إلا أنت ... أستغفرك وأتوب إليك .

درجات الوصول بالذكر الموصول



وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
الأمر من الله واضح وصريح، ولا يحتاج لتفسير، ومن حيث خرجت، من أي مكان، ومن أي فكرة يجب أن نولي وجهنا شطر المسجد الحرام....


وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ
وكأن الأولى هي الخروج بأفكارنا ونوايانا، وهذه هي للخروج من أي مكان نتواجد فيه، والله أعلى وأعلم، فإن صح هذا التعبير فنحن بدون شك مقصرين...

وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ

ماذا هناك في المسجد الحرام؟ إنها الكعبة، وقصة الإسلام التى بدأت ودارت هناك منذ عهد خليل الرحمن إبراهيم عليه أفضل الصلاة والسلام...

وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ

وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

إذا هناك الجذور، الأصل في الرسالة المحمدية، رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبالله عليكم كيف نصلي وكيف نتحرك في حياتنا دون أن تكون هذه الرسالة العظيمة المجيدة في بالنا دائما؟


لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ
من الطبيعي أننا نتحرك في الحياة مع الناس، نبيع ونشترى، لهم دينهم ولننا ديننا، وهذا هو المهم أن لا ننسى أبدا أننا نحمل رسالة الإسلام في تعاملنا مع الناس.


إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ
إذا هناك فئة من الناس سنجدهم دائما في طريقنا، وفي كل زمان ومكان وحتى تقوم الساعة، بعض الناس قد تعود الظلم والحياة في الظلام، فماذا نفعل معهم ياربنا ...

إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي
لن ينجينا من الظلم إلا خشية الله، فخشيته سبحانه مرتبطة ارتباطا وثيقا بذكره وذلك نجده واضحا في الآية التالية:
طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا

إلا تذكرة لمن يخشى، هنا تكمن العبرة من الدين كله، ومن حركاتنا المتشعبة في الحياة، فكل سعي وكل حركة وكل فكر يجب أن يكون في إطار خشية الله إن كنا له عابدين.

وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)

علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول في كل صباح ومساء:
<< مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ يَوْمِهِ وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ لَيْلَتِهِ " >>.
وهذا الحديث يدعم الآية، يأمرنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نؤدي شكر النعمة في الصباح والمساء وطول العمر.ونواصل مع الآيات التى نحن بصددها اليوم، حتى لا نتوه في زحمة الكلام، والهدف والغرض الأساسي هو الحصول على مفاتيح الصبر والذكر لنصل إلى غاية العبادة وهي الإخلاص لله وحده، فتابعوا معي رحمكم الله:
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)
والخطوة التالية هي كالآتي:


كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو فينا، وهو منا، وهو يتلو علينا آيات الله، في كل مرة أخي وأختي في الله تدخل في قلوبنا معنى آية من آيات الله سنتذكر على الفور سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن عليه نزل القرآن وفي قلبه سكن القرآن، فإن استحضرنا ذلك في قلوبنا عندما نقرأ القرآن فسنجد أنفسنا نتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأننا نراه أو نعيش معه.



وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)
كل الأفعال جاءت بصيغة الفعل المضارع، يزكينا، ويعلمنا الكتاب والحكمة، ثم يعلمنا ما لم نكن نعلم، هذه سارية المفعول حتى تقوم الساعة، سنتعلم نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نكن نعلم، وسيتعلم من يأتي بعدنا ما لم يعلموا من الكتاب والحكمة، فصلوا عليه وسلموا تسليما، صلى الله عليك وسلم يا سيدي يا رسول الله.


فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)
كل ما سبق هو خطوات تعلمنا كيف نذكر الله ونشكر له سبحانه نعمه التى لا تعد ولا تحصى، ومن لم يفعل فقد ستر نعم الله، أي حجبها عن الناس، فكل نعمة لدينا، كل علم وكل ملكة وكل موهبة يجب أن نجندها في خدمة البشرية والناس أجمعين، لنصبح خير أمة فعلا وقولا وعملا.


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
الآن سنستعرض سويا الخطوات التى تعتبر مفاتيح الإستعانة بالصبر والصلاة، ولكن هل تعرفون قدر الصلاة؟لقد استدعى لها الله سيد الخلق وأكرمهم وأشرفهم وخاتم رسله وأنبياءه صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى ليعود إلينا بأول فريضة فرضت فوق سبع سموات، ومع ذلك قد ذكر الله تبارك وتعالى الصبر قبلها.مفاتيح معية الله تبارك وتعالى باتباع الخطوات المذكورة في الآيات:


·وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ·وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ
·إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي
·وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)
·كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)·
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)
·يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
ولكن لا يجب أن ننسى أننا بصدد الوصايا، وأن هذا النداء هو وسيلتنا الفعالة لعدم الشرك بالله العلي العظيم.


قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ·
أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
لنا لقاءات قادمة إن شاء الله، لأن عدم الشرك بالله هو حبل النجاة من الظلم والظلومات لأن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ‏اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ


قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ :
أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا .
ولدينا نداء من رب العالمين لعباده المؤمنين يأمرنا فيه ربنا بالإستعانة بالصبر والصلاة لنخلص الدين لله رب العالمين:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
(153 البقرة)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وتب علينا واغفرلنا وطهرنا من الشرك كله ظاهره وباطنه، وأعيننا اللهم على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك.

هل نستطيع أن نتأخر في تلبية استدعاء رئيسنا في العمل ؟ بالطبع لا ؟ هل نؤجل حصولنا على شيء نحبه وتهواه أنفسنا لبرهة من الوقت؟ هل يعقل أن نعبد الله ولا نلبي نداءات؟ بالطبع لا ..

لذلك وبناء عليه :
مطلوب من حضراتكم حفظ نداءات سورة البقرة حسب ترتيب نزولها هنا في هذه الصفحة، يعني تقريبا نداء واحد كل أسبوع أو أكثر حسب سرعة فهمنا وتطبيقنا له، وأنا أولكم...·
أيها السادة لا جدوى من قراءة القرآن بدون تطبيقه فقد قال العلماء أنه هجر للقرآن.
·ولا جدوى من حفظ القرآن بغير تطبيقه فيكون شاهدا علينا بدلا من أن يكون شاهدا لنا يوم القيامة.
·لا جدوى من فهم النداء بغير العمل به.
·ولا جدوى من الوصايا لو لم نعمل بها ونوصي بها غيرنا.
الآن سنتكلم قليلا عن الصبر والصلاة وعلاقتهما بالإخلاص لله فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى به في كثير من الآيات...
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
(5 سورة البينة)
ولدينا أخرى خطيرة جدا وفيها تقسيم لكل من الإنس والجن:
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)
(سورة الأعراف)
والآن سنعيش مع النداء الثاني لنعرف ما هي الأخلاق التى ادخرها لنا ربنا لنتحلى بها بعد أن نتخلى عن كل خًلق سيء يجرنا جرا إلى الشرك بالله والعياذ بالله :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
لبيك ربي وسعديك، إن الحمد والنعمة لك والملك... لا شريك لك لبيك.مما لا شك فيه أن الله قد أعطانا هنا لقب مؤمن بالله، وفي تكملة الآية يعطينا معطيات وحيثيات الثبات على الإيمان:
اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
كلنا يعرف أن الصلاة فرضت في سدرة المنتهى، حيث تم العروج بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خصيصا ليعطينا ربنا الصلاة ويكتبها علينا في جو سدرة المنتهى حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إلا سيد الخلق كلهم أجمعين الذي اصطفاه ربه من بين خلقه ليكون للعالمين هدى ورحمة مهداة من العزيز الحميد صلى الله عليه وسلم... ومع ذلك فقد قدم الله تبارك وتعالى الصبر على الصلاة لما له من أهمية بالغة بالغة بالغة...
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ‏اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
إذا فالصبر لنستعين به في أمور الدنيا، فلا يوجد شيء على وجه الأرض إلا ويحتاج لصبر بإقتناع، فالصبر هو أداة تدريب النفس للتلقي عن الله العلي العظيم نفحات وهبات وبركات الصلاة...
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ‏اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
الآن لدينا بمنتهى الوضوح أمورا ثلاثة، الإستعانة، ثم الصبر ثم الصلاة، وهذه الثلاثة توصلنا بإذن الله إلى معية العزيز الحميد ..سنتكلم بالتفصيل إن شاء ربنا الرحمن عن الصبر وضياءه وأخلاقه.. وعن الصلاة والراحة المنشودة ونفحاتها والغاية المطلوبة منها في المرات القادمة إن شاء الله.

الإخلاص هو الفارق بين التوحيد والشرك
عن الإخلاص نقلت لحضراتكم بعض ما قيل عنه من إحدى المجلات الإسلامية :أما الإخلاص فعمل قلبي محض تنعكس آثاره على الجوارح، وهو روح الأعمال؛ إذ نسبته للعمل كالروح للجسد. وعلى قدر ما يحقق العبد من الإخلاص في اعتقاده وعمله يكون ترقّيه في سلك المخلصين.وعلى هذا النحو، ينبغي التفريق بين مصطلح التوحيد ومصطلح الإخلاص؛ لأن الدلالات تختلف والعلاقات تتشابك؛ فالتوحيد إفراد لله - تعالى – بالربوبية والألوهية وصفات الكمال ونعوت الجلال، والإخلاص هو روح الأعمال بالنسبة للعباد، وهو الفرقان بين التوحيد والشرك.ونحن هنا لنستعين بالصبر والصلاة على إخلاص الدين لله رب العالمين والتخلص من كل شبهة شرك، في أفكارنا أو مشاعرنا أو نوايانا.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
(153 البقرة)

وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104) وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ
(سورة يوسف)
راجعو معي الآيات وردوا إلى حيويتي ونشاطي بأسألتكم حتى أطمئن عليكم، فإن الله تبارك وتعالى ينادي علينا ليأمرنا بما ينفعنا وينهانا عن ما يضرنا، وهنا سنستعين بالصبر والصلاة لنخلص أفكارنا وقلوبنا من كل شبهة شرك بالله والعياذ بالله.

سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك