17 jun 2013

إن لم نتضرع ونستقيذ الله... فقد وقعنا فيما لا يحمد عقباه.


إما أن تفيقوا وتتضرعوا للواحد الأحد وإلا !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
لا زلت أرى الحل الوحيد فيما قدمه الله لنا من سنته في كونه وفي خلقه والتى لن تجد لها تحويلا ولا تبديلا...لن أقول رأي ولكن سأضع أمام أعينكم قول ربكم فيما أصابكم:
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)
هذه يخبرنا فيها ربنا أننا لسنا أقل من النمل والنحل والطيور، يعيشون جماعة ويعملون بجد وبغير أهمال وبغير سب ولا لعن ولا نقد.
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)
وهذه قوية جدا لا أرى فيها فارق بين من كذب بآيات الله ولم يصدقها وبين من لم يأخذها مأخذ الجد ويحاول تدبرها ودراستها وتعلمها ثم يعمل ويعلمها لمن تحت يديه من خلق الله.
قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40)
هل رأيتم معي ؟ عندما يحل بنا العذاب فالحل الوحيد هو أن ندعو الله إن كان إيماننا صادقا، لا نناقش، فلندع المناقشة لأهلها، ولكن نتحد كلنا ونلبي نداء ربنا عندما نادانا 88 مرة قائلا يا أيها الذين آمنوا.. يأمرنا في نداءه الأول أن نهذب ألسنتنا وأفكارنا فلا نتكلم مثل الكفار الذين يكيلون لنا الكيل في كل ثانية من حياتنا. لازال هناك عائلات مسلمة يتابعون المسلسلات التى هي نتاج افكار الشياطين من الإنس والجن، ولازال الشباب يغررون بالفتيات، ولازال الأباء يرتشون، ولازال معظم الناس يعتقدون أن الصلاح والفلاح والهرب من العذاب في يد الرئيس أو الوزير أو !!!!!!.يختم الله تبارك وتعالى الآية بقوله:
 {وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}يعني لن يقبل استقامتك ويعينك عليها إلا الله فلا إله غيره.
بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ(41)
الآية صريحة وواضحة وضوح الشمس لن يكشف عنا الضر إلا الله وليس السياسة والسياسيون.
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ(42)
يقول لنا المولى تبارك وتعالى أن ما يحدث لنا الآن في مصر وغيرها قد حدث في أمم من قبلنا والحل الوحيد هو التضرع إلى الله، والرجوع إليه، والإعتقاد فيه وحده سبحانه فلا إله غيره...
فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)
وهذه والحمدلله أوضح، عدم تضرعنا معناه أن الشيطان قد زين لنا ما نعمل، يا شباب مصر عليكم بالإيمان وتجديده في قلوبكم فأنتم أمل المستقبل، ومستقبل مصر والأمة الإسلامية أمانة في أعناقكم لأن الكبار قد خربوها وقعدوا على تلها.
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) الأنعام.
أكثر من 1400 سنة والله تبارك وتعالى جعل فينا من يتلو كتاب الله ويذكرنا بآياته التى نسينها.. والنتيجة فعلا أنه فتح علينا أبواب كل شيء، اقمنا ناطحات السحاب والمصانع والتجارة والأموال والثروات التى لا يتصورها عقل هربوا بها للخارج ولازالو يستعملونها ضدنا لإعادة الإنتخابات وخيرة شبابنا الله أعلم بهم .
إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ

كل يلزمه إجتهاده وهو يبحث عن الحق والنوايا إلى الله


كل يلزمه إجتهاده وهو يبحث عن الحق
 والنوايا إلى الله
******
كلمة قالها سالم ابن عبدالله ابن عمر ابن الخطاب... عندما قتل الستة الذين رشحهم عمر للولاية.. فتوجه أهل المدينة إلى عبدالله ابن عمر ليولوه عليهم، فرفض عبدالله ابن عمر، وقال كلمته الشهيرة: لا والله لا أتولي الخلافة أمام دم واحد من المسلمين يراق.. فقالوا له أأنت خير أم على أبن أبي طالب، فقد حارب معاوية.. وموقفك هذا معناه أن علي قد أخطأ.. أو أنك افضل منه، هنا لم يستطع أن يجيبهم بشيء، فوقف إبنه سالم ابن عبد الله أبن عمر وقال قولته الشهيرة: كل يلزمه اجتهاده وهو يبحث عن الحق والنوايا إلى الله...  ثم قال علي ابن ابي طالب اجتهد، واجتهاده لا يلزم أبي، وأبي أجتهد واجتهاده لا يعني أن على ابن ابي طالب على الخطأ، وكلاهما يبحث عن الحق، ونواياهما إلى الله عز وجل.
هذه الكلمة نقلتها من محاضرة عن التابعين للإستاذ عمرو خالد...
وهي بعينها ما نحتاجه الآن في هذا الزمن ... الذي هجمت علينا فيه الفتن من كل جانب.. وانا واثق أن معظمنا لا يعرف ماذا يفعل، وإلى أي فريق ينضم، على كل منا أن يجتهد ويبحث عن الحق، في مكامنه، والحق واحد لا يتعدد وهو في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك لا يلزم أحد بإجتهاده.
يقول الإستاذ عمرو خالد.. بل ويقسم بالله أننا الآن أولاد هذا العصر في أشد الحاجة إلى هذه القاعدة... لا يصح أن يكفر كل منا الآخر.. ولا يصح أن يسب كل منا الآخر.. ولا يصح أن نجهر بالباطل على إنه حق، وأن عميت عليك الأمور... فاذهب إلى رب الكون.. واسأله السلامة والنجاة من الفتن، وادعوه سبحانه لك ولإخوانك... واحفظ لسانك وقلبك ... وقد قرأت مرة حكمة قوية كانت هي سبب هدايتى .. تقول : أحفظ قلبك عن طريق عينيك، وإلا فلن تحفظه أبدا... وهذا معناه أن تغض بصرك ولا تنظر إلى ما حرم الله فتقع فيه...
ولي كلمة أتوجه بها إلى شاب، وإلى كل فتاة، في مصر وسوريا وليبيا واليمن، وفي كل بقعة من بقاع الدنيا، إلى كل من يريد أن يرى الحق ويثبت عليه، إلى كل من ضاع وسط الزحام، إلى كل من حشى رأسه وقلبه بما يفيد وبما لا يفيد... أقول لشباب الثورة.. لقد نصركم الله ونجحت ثورتكم لأنكم كنتم بالملايين في مكان واحد، متحدين، وموحدين بالله، كان هدفكم واحد، اسقاط النطام... لذلك كتب الله لكم النجاح... لم يكن يتصور أحد أن يخرج الرئيس السابق من الحكم .. بل كان المتوقع منه ومن كل من حوله أن يموتوا على ماهم عليه، أهون عليهم من أن يسلموا ويستسلموا ، ولكن الله قد كتب لكم النجاح لأنكم كنتم يدا واحدة.. عليكم أن تتحدوا مرة أخرى، وذلك تلبية لنداء الرحمن لعباده الكرام:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) البقرة
لابد لنا وأن ندخل جميعا في السلم ... ونفعل كما فعل عبدالله أبن عمر... ألا ندخل في صراع، ولا نكون سببا في سفك دماء المسلمين... دعونا نعود مرة أخرى إلى الخالق العظيم.. دعونا نستسلم له كلية... هذا ليس معناه أن نترك الجهاد في سبيل الله... ولكن علينا أن نجاهد أنفسنا.. بتعلم ديننا الحق... وتطبيق منهج الله أولا في أنفسنا وبيوتناوفي كل ما نحن مسئولون عنه... ثم ندع الباقي على الله... اختاروا منكم اتقاكم لله.. وليكن هدفنا الوحيد هو تحقيق الغاية من وجودنا في هذه الحياة الدنيا.. وهذه قد حددها لنا المولى عز وجل .. لكي لا نتوه في زحمة الأهداف واللامبالاة.. فهو هدف جماعي حدده المولى  عز وجل لكل من آمن به سبحانه وتعالى، وها هو هدف واحد.. لأمة واحدة.. تعبد ربا واحد... لا شريك له في الملك..ولم يتخذ ولدا ولا صاحبة:
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الذاريات.
والآن نعود إلى نداء الرحمن الذي أمرنا فيه أن ندخل في السلم كافة... كافة المسلمين، كافة المؤمنين، كافة العابدين، كافة المسبحين، كافة المصلين، الأمر من الله موجه لكل من آمن بالله ربا، وبمحمد رسولا، واتخذ الإسلام دينا، فإن لم نفعل فستكون النتيجة تماما كما اخبرنا الله بها في نفس الآية{ رقم 209 من سورة البقرة } :
فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210) البقرة.
والآن نعود إلى الكلمة الرشيدة.. كل يلزمه إجتهاده... والنوايا لله... أصلح نيتك.. واجتهد في تطبيق تعاليم دينك الحق... واجعل ذلك كله خالصا لله.. وسترى بعد ذلك كيف أن الله عزيز حكيم.