الصلاة هي معراج المؤمن
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ { 55 المائدة}
***
الصلاة هي معراج المؤمن، وهي غذاء الروح، وهي حياة القلوب، تجعل حالنا دائما راكعين لله رب العالمين
في تعاملاتنا مع الناس عندما نرى الله فيهم وأنه سبحانه وتعالى هو خالقهم وهو يتجاوز عن سيئاتهم أو يحاسبهم فنستسلم لله وندعو لهم ونعفو إن لزم الأمر.. وهذا هو الركوع لله في جميع أحوالنا وتصرفاتنا
***
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا(63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا
{ الفرقان }.
حتى عندما ننام بعد الوتر فإننا نكون ساجدين لله رب العالمين، لأن السجود لله في وترنا كان هو آخر شيء فعلناه في يومنا.. لذلك نستيقظ أيضا على ذكر الله وكأننا انتهينا من الصلاة حالا.. فمن نام على شيء استيقظ عليه ومن مات على شيء بعث عليه .
***
إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ { المائدة 91}وهكذا نكتشف هدف الشيطان الرجيم أن يخرجنا من ويصدنا عن ذكر الله وعن الصلاة، هذا هو هدف عدوك الوحيد لو نجح فيه بفضل تكاسلك وغفلتك فستجد حائط العداوة والبغضاء بينك وبين الناس لأن تركت ذكر الله وتركت الصلاة
***
وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ ۚ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ { الأنعام 72}.
وكأن إقامة الصلاة تحملنا على كفوف الراحة إلى تقوى الله .. لأننا نرى رأي العين مصيرنا الذي سنصير إليه وهو أننا إلى ربنا راجعون .. نرجع إليه في حياتنا الدنيا وقبل الحشر فنتساوى بغيرنا من خلقه ممن لم يقيموا الصلاة.
***
وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ{ الأعراف 170}.
وهذه توضح لنا قيمة من يتمسك بكتاب الله، إنه المصلحين، تجده يصلح حياته وحياة كل من حوله من الناس، سبحانك ربي ما أرحمك، فبجانب كتاب الله أرسل فينا رسوله صلى الله عليه وسلم وهو بنا رؤف رحيم وعلينا حريص عزيز عليه كل ما نعاني الآن .. صلاة ربي وسلامه عليك ياسيدي وقائدة وإمام المرسلين وسيد الخلق كلهم أجمعين .
***
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ لآ الأنفال}.
ونأتي إلى القلب، ذلك الترمومتر الذي نجد فيه المؤشر الصادق والذي لا خداع فيه، مؤشر يكاد يكون أتوماتيكيا، صنع الرحمن الذي خلق الإنسان وعلمه البيان، نجد في قلوبنا مؤشر الحب والكراهية ومؤشر الكفر والإيمان ومؤشر الحالة التى نحن عليها... فتعهد قلبك واغسله وطهره بذكر الله وبالصدقات وبفعل الخيرات وبالإستغفار .
***
فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ { 11 التوبة}.
حدد لنا ربنا من نوالي ومن نصادق ومن نصاحب ومن نؤاخي ومن نتبع وإلى من نتودد ونحب ونثق. إنه الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم يربينا، ويزكينا ويعلمنا فلا تتبع غير سبيل الله ورسوله تنجى من كل تلك المتاهات والحيرة التى تصيبنا في كل مرة نحاول أن نخالل أو نؤيد أو نعترض.
تمسك بكتاب الله وسنة رسوله وإن انتابتك حيرة فاعتكف لله حتى يظهر لك ما يجب عليك فعله واتباعه وبذلك قد نبأنا ربنا في محكم آياته .. يقول الله تبارك وتعالى :
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ { البقرة}.
عندما تظلم حياتنا وتهاجمنا المشاكل والحيرة والقلق فعلينا أن نعود إلى الله مستغفرين وتائبين وذاكرين وحامدين له نعمه الظاهرة كلها فيكشف لنا عن نعمه الباطنة فيُذهب عن الحيرة والقلق وينور قلوبنا وعقولنا فنرى الحق حقا والباطل باطلا بإذن الله
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ... وأرنا الباطل باطلا واجنبنا اتباعه ..
وصل اللهم وسلم وبارك على سيد المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم
والحمد لله رب العالمين