2 feb 2014

من أصلح ما بينه وبين الله أصلح له ما بينه وبين الناس

الأساس المتين الذي تقوم عليه العلاقة بين الناس
لا تَدخُلونَ الجنَّةَ حتَّى تُؤمِنوا . ولا تؤمِنوا حتَّى تَحابُّوا . أوَلا أدلُّكُم علَى شيءٍ إذا فعلتُموهُ تحابَبتُم ؟ أفشُوا السَّلامَ بينَكُم
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم خلاصة حكم المحدث: صحيح
من هذا الحديث نعرف أنه لا أمل لنا في الجنة بغير إيمان،  ولا إيمان بغير محبة، ولا محبة بغير إفشاء السلام...
وإفشاء السلام بيننا معناه أن نعيش في سلام ، معناه أن نقدم للآخر كل ما نستطيع من تقدير لأفعاله الطيبة، والدعاء له في حالة وقوعه في الخطأ…
على فكرة المسألة سهلة جدا، فاليوم الذي تستعيذ فيه بالله العلي العظيم من الشيطان الرجيم ومن كل فكرة سلبية مظلمة أو شيطانية فسوف يعيذك الله وستنعم بالسلام أنت أولا مع نفسك.
ولا تؤمِنوا حتَّى تَحابُّوا
سيدنا علي ابن أبي طالب يشرح لنا كيف تسري المودة والمحبة بيننا.. يقول رضي الله عنه :
من أصلح ما بينه وبين الله أصلح له ما بينه وبين الناس
ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله أمر دنياه
ومن كان من نفسه واعظا كان عليه من الله حافظ.
                       ( الإمام علي ابن أبي طالب )
                      من كتاب قوة التفكير د/ ابراهيم الفقي.
عندما يجتمع شخصان مختلفان في الأمزجة والعادات وطريقة التفكير وثقافتهم مختلفة تماما، لابد لهم من أن يلتقوا في شيئ يجمع بينهم ويصبح العامل المشترك بينهم لتستمر الحياة.. وهذا الشيء هو الذي نبهنا إليه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم وشرحه الإمام علي ابن ابي طالب... هذا الشيء هو المحبة في الله.. وهو أن يصلح كل منا ما بينه وبين الله ليصلح الله ما بيننا وبين الناس ونعمل لآخرتنا، ثم نكون لأنفسنا واعظين.
أدلُّكُم علَى شيءٍ إذا فعلتُموهُ تحابَبتُم ؟ أفشُوا السَّلامَ بينَكُم
إفشاء السلام هو أن تعيش مع من تحب في مودة وانسجام، وإذا ما أفسد الشيطان ما كان بينكما فعليكما باللجوء إلى العزيز الحميد فهو سبحانه وتعالى الذي قال:
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) الروم
وقال الله تعالى:
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
والله لو اعتصمت المرأة بالله لهدى لها زوجها حتى ولو كان من العتاة العصاة، وكذلك الرجل لو أعتصم بالله واتقاه فيما يكسب ويجني وفيما يقول لأصلح له الله زوجه ولو كانت من !! ألم تسمعوا قول الله تبارك وتعالى:
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)[ الأنبياء]
إذا البيت الذي يسارع أهله في الخيرات، بحب ومودة فيما بينهم ويمتد هذا الخير إلى خارج البيت وكل محيط الأسرة فهذا بيت قد أصلح الله أهله، وهم بين الناس أهل ثقة ومودة وكرامة.
اللهم يا مقلب القلوب بين يديك ثبت قلوبنا على دينك ياكريم، وارزقنا اللهم حبك وحب من أحبك وحب عمل يقربنا من حبك يا كريم.. ياحنان يامنان يا أكرم من سُئل يا أرحم الراحمين.. والحمد لله رب العالمين .
2 فبراير 2014