9 jun 2013

الحكمة هي ضالة المؤمن


﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً﴾
بسم الله الرحمن الرحيم، وجدت ما سيأتي من ذكر الله، ضمن أرشيف عندي في المحفوظات، وفي الحقيقة لا أعرف من كاتبه، أو من أين نقلته، ولكني أضعه بين أيديكم لما فيه من خير كثير، فربما تكون تذكرة، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً﴾
الآيات ثلاثة أنواع؛ آيات كونية وتكوينية وقرآنية :
﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾
****
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43) ﴾
(( من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطي السائلين ))

****
(( مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ ))

﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
( سورة الرعد الآية: 28 )
(( ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا تحسر عليها يوم القيامة ))

الغافل عن ذكر الله على الإنسان ألا يفضي له بسره أو يستشيره في أموره:
 الآن:
﴿ لَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا ﴾
( سورة الكهف )
 بالمناسبة أتمنى أن تكونوا دقيقين في فهم هذه الآية، معنى أغفلنا أي وجدناه غافلاً، يتوهم بعضهم أن الله خلق فيه الغفلة هذا المعنى مستحيل، لأن: عاشرت القوم فما أجبنتهم أي ما وجدتهم جبناء، وعاشرت القوم فما أبخلتهم أي ما وجدتهم بخلاء:
﴿ لَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا ﴾
( سورة الكهف )
 من وجدناه غافلاً، الغافل عن ذكر الله إياك أن تستشيره، إياك أن تفضي له بسرك يشمت بك أولاً، ويدلك على المعصية ثانياً:
﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(28)﴾
( سورة الكهف )
الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم في حدود ما يعلم ومع من يعرف:
 الآن الله عز وجل يعتب علينا:
﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ(151)فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (152) ﴾
( سورة البقرة )
 يعني كما تفضل الله علينا وذكرنا فذكرنا وسعدنا ينبغي أن نذكر الآخرين بالله عز وجل، فكرة دقيقة، إذا كنت مهتدياً ما موقفك من هذه الهداية ؟ أن تسعى لهداية الآخرين.
 لذلك أكاد أقول لكم ولا أبالغ الدعوة إلى الله في نص هذه الآية فرض عين على كل مسلم في حدود ما يعلم ومع من يعرف بالضبط، الدعوة إلى الله التي هي فرض عين في حدود ما تعلم، سمعت درساً، سمعت تفسير آية، سمعت قصة، الذي سمعته انقله لغيرك:
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) ( سورة البقرة )
أنواع الذكر:
 قد يسأل أحدكم الآن ما أنواع الذكر ؟
1 ـ الباقيات الصالحات ذكر:
 قال تعالى:
﴿ وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ (25) ﴾
( سورة الإنسان )
 بل اذكر الباقيات الصالحات، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، يعني التسبيح من أهم أنواع الذكر، والحمد من أهم أنواع الذكر، والتوحيد من أهم أنواع الذكر، والتكبير من أهم أنواع الذكر، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
2 ـ الاستغفار ذكر: الآن الاستغفار ذكر، قال تعالى:
﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) ﴾
( سورة نوح)
الدعاء ذكر:  الآن:
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) ﴾
( سورة البقرة )
 الدعاء ذكر، الاستغفار ذكر، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر،ذكر
 4 ـ البحث عن أمر الله و نهيه ذكر:
 الآن إذا فتحت كتاب فقه بحثت عن أمر الله وعن نهيه هذا ذكر، وعن حلاله وعن حرامه، وعن ما يجوز وما لا يجوز، أي موضوع في الفقه إذا بحثت عنه من أجل أن تطبقه فهذا نوع من الذكر.
5 ـ الصلاة ذكر:
 الصلاة ذكر:
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) ﴾
( سورة طه)
﴿ أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(78) ﴾
( سورة الإسراء )
6 ـ التفكر ذكر: والتفكر ذكر، قال تعالى:
﴿ قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾
( سورة الأنعام )
﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53) ﴾
( سورة فصلت )
 إذاً هذه أنواع الذكر، مرة ثانية أيها الأخوة، الأمر في الآية الكريمة:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43) ﴾( سورة الأحزاب)
والحمد لله رب العالمين