1 may 2013

الفارق بين النجاح والفلاح هو كالفارق بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة


حي على الفلاح
بسم الله الرحمن الرحيم
1 مايو2013
رسالة إلى كل من مر وقرأ ثم مضى لحال سبيله وقد أخذ نصيبه مما كتب الله له أن يسكن في قلبه.
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا المقالة أنا اعتبرها تمهيدا لكل من ينوي الزواج، ولكل من يبحث عن زوجة صالحة أو زوجا صالحا، ولكل من أراد أن يخرج من تلك الدائرة الضيقة جدا والتى أحاطت بحياتنا الخاصة والعامة، والتى جعلت كثيرا من الأولاد يتوهون فيما لا يحمد عقباه، وكانت سببا في تأخر سن الزواج، وهذه من أخطر ما يواجه المجتمع من فساد، لأن الشاب عندما يتأخر زواجه فإنه يتجه إتجاهات أخرى خطيرة ولها أضرار كبيرة على المجتمع، خاصة الفتيات فعندما يتأخر زواجها، يصيبها ما نعرفه كلنا...
ونحن هنا في هذا المنتدى نحاول أن نقدم الحلول التى وضعها خالق الخلق الرحمن الرحيم في كتابه الكريم،فلدينا آية خاصة بالسكينة والمودة والرحمة بين الأزواج، وضح الله تبارك وتعالى لنا فيها خطوات لو اتبعناها لتحققت لنا السكينة والمودة والرحمة.. وهي الآيات من 16 إلى 21 من سورة الروم..
أختي في الله قبل أن تبدأي القراءة أريد أن تضعي أمام عينيك شيئا سيريحك نفسيا ويطمئن قلبك ويشرح صدرك بإذن الله، لا تقلقي من المستقبل، واعلمي علم اليقين أن الله تبارك وتعالى عندما يمنعك شيئا تريدينه بقوة فإن هذا المنع هو أكبر عطاء لك، فعندما تحافظين على عفتك وطهارتك تكون مكافأتك عند الله كبيرة جدا حتى لولم تتزوجي، ولنا في قصة مريم عليها السلام أكبر العظات، فهي لم تتزوج ومع ذلك جعل الله منها ومن ابنها آيتان عظيمتان للإنس والجن، وهي ستكون زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أكرمها الله أكثر من كل نساء العالمين فجعلها مثلا لنساء المؤمنين...
وكذلك أتوجه لكل شاب، وأقول له كل ما ستفعله لتفريغ شحنات شهواتك وانت تتجاهل ربك فسيقعد لك في حياتك وفي عقبك وحتى يوم الدين، فإن قانون الله الأزلي أفعل ماشئت فكما تدين تدان، كل ما ستفعله هو عائد لك أو عليك، فاحذر غضب الله، واعلم أنك لوغررت بفتاة سيجعل الله من يغرر بإبنتك أو أختك أو زوجتك، فاتقي وعليك بالصيام حتى ينظر الله في أمرك..
وإلى كل من يريد الفلاح في حياته فلدينا هنا أسبابه فلنقرأ ولنتدبر وعلينا أن نلاحظ الفارق الكبير جدا بين الفلاح والنجاح...
أما الآن فأترككم مع مقالتي المتواضعة والتى قصدت بها لفت نظر حضراتكم للفارق بين الفلاح والنجاح، وللتذكرة، فإن الذكرى تنفع المؤمنين. والحمد لله رب العالمين .
كثيرا من الخلق يتكلم عن النجاح، وقد رأينا على مدار التاريخ  الإنساني  كثيرا من الناجحين، وقد حدثنا الكتاب والمفكرين والفلاسفة والمثقفين عن كيف نصنع النجاح، وعن كيف نجح الناجحون، وكل ذلك كلام منطقي وجميل جدا، وكل ما قرأنا وسمعنا عن أسس النجاح كلام واقعي وقد رأيناه فعلا...
            ولكن الخالق العظيم قد حدث عباده المؤمنين عن شيء هو أكبر من النجاح، وهو دائم ومستمر، وله ثمار يجنيه  صاحبه في الدنيا قبل الآخرة، وهذا الشيء الذي هو أكبر من النجاح هو الفلاح، وكلمة الفلاح على حسب علمي البسيط والمتواضع وكما سمعت شرحها من فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله، هي العملية التى يقوم بها الفلاح عندما يفلح الأرض، المزارع يفلح الأرض أولا، ليتخللها اشعة الشمس، فتقتل الحشرات الضارة وتغذي التربة، ثم يضع البذرة، ثم يرويها، ثم بعد ذلك تكبر الثمرة حتى يوم حصادها، وهذا هو الفلاح، أن يكون لعملك ثمرة، وتلك الثمرة ينتفع بها كل الناس، واسمع معي رحمك الله ما جاء في القرآن الكريم عن الفلاح، الذي هو عند الغرب نجاح :
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)
هنا يقول لنا خالقنا العظيم أنك إذا أردت أن تفلح  في الدنيا والآخرة فعليك أن تزكي نفسك، أما عن النجاح في الدنيا ووسائله فله أهله ممن يؤثرون الدنيا على الآخرة، وذلك بدليل الآية التى تلي هذه:
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) .
وفي موضع آخر يلفت نظرنا المولى عز وجل أن من أراد الفلاح فعليه أن ينظر إلى نفسه أولا، فيعرفها ويمهد لها طريق الفلاح، فإنك مهما اتخذت من أسس وتدابير للنجاح لن تصل إليه إلا إذا اعددت نفسك كما أمرنا المولى عز وجل :
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)
هذا وهناك سورة وضعت خصيصا للمؤمنين،  سميت بأسمهم فهي سورة المؤمنون، وفيها يحدثنا خالقنا العظيم تبارك وتعالى عن أسس النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة:
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
وعلى مدار القرآن الكريم هناك آيات تساند من اتخذ الإسلام دينا وأراد النجاح في حياته العملية، كما يساند أيضا كل من له طموح في الحياة، فإن الله سبحانه وتعالى يمهد له طريقا ممهدا ميسرا ومؤمنا إلى أي غاية يريد، ومن هذه الآيات ما يلي :
وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ
 من يؤمن بالله ويخلص من قلبه لله فقد ضمن الله له الهداية، وهداية الله للعبد تجعله يرى الحقائق مجردة، واضحة وخالية من كل ريب وشك....
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
إذا توكلت على الله فهو حسبك، أي دليلك إلى الصواب، وهو وكيلك في كل الأمور، وهذا أكبر ضمان على وجه الأرض من ملك الملوك القوي العزيز الجبار والقاهر فوق عباده..
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
إذا اتقيت ربك  جعل لك من كل كرب فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ثم يرزقك من حيث لا تدري ولا تتوقع، لذلك من أراد أن يتمتع بكل ذلك فعليه أن ينظف قلبه من كل ما علق فيه، ويفرغه تماما ليدخل الإيمان مع نور الله إلى قلبه ولا يخرج أبدا مادام لله عابدا..
ينادي عليك ربك خمس مرات يوميا في جميع أنحاء الكرة الأرضية وفي الملكوت الأعظم يقول لك المنادي
الله اكبر الله اكبر.. الله أكبر الله أكبر
اشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن لا إله إلا الله
اشهد أن محمدا رسول الله .. أشهد أن محمدا رسول الله
حي على الصلاة .. حي على الصلاة
حي على الفلاح .. حي على الفلاح
الله أكبر .. الله أكبر
لا إله إلا الله
 فهل لبيت وسعيت لتحصل على نصيبك من الصلاة والتى هي قربك من ربك، وأيضا لتنال نصيبك من الفلاح الذي هو نجاح كل خطوة لك في الحياة الدنيا نجاحا لا يفارقك حتى تلاقي ربك ، فلا تتكاسل فهذه صفة المنافقين الذين لا يفقهون.



عقلك هو عالمك السري فاحفظه من عبث الأفكار

عقلك هو عين قلبك 
العقل الفارغ من السفههو ذاك الذي في ملك الرحمن يسبحومن كل بستان يقطف منه زهرةوهو دائما بالجمال معجبوعن الكمال لا ينقطع بحثهوفي كل مرة يعود إلي صاحبه بكثير من الدررولسان حالى لا يجد كلاما يكتبهإلا ما قد سمح به سيديفالحمد لله هي مخرجي ومرجعيومن لا يحمده فقد ذهب عنه من الكلام احسنهفكن للرب حامدا يزيدك مما أنت له أهلفإن كان حسنا زدت فضلا وإحساناوإن كان كرما عم فضلك سائر الأركان.وإن كان صدقا فهنيئا لك بالقرب من الرحمنوإن كنت للإخلاق مقدامافأنت مع خير الخلق في وئامصلاة ربي وسلامه عليه وعلى كل من تبعه بإحسان.******العقل بطبعه معطاء، وعطاءه موقوف على غذاءه، فإن غذيته بكلام البشر ووجهات نظرهم، فقد يضيف أو يزيل أو يصيب ويخطئ...أما إذا تركت له العنان ليسبح في ملك الله فإنه دائما معطاء وعن الخطأ محطات، وبالخير يعود إليك محملا، فعلم نفسك أن تثق بعقلك واترك له العنان في ملك الله يسبح، ولكن راقب لسانك وهذبهولا تنشغل يما يخرج من افواه الآخرين من السفه، ولبي نداء ربك الأول في قل ولا تقل،فإن فعلت فقد أصبحت مهذبا ولله طائعا.وإن لم تفعل فقد أصبحت من عامة الخلق يصيب ويخطئ، فعلى الأقل أحذر من أن يأتيك الموت وانت في الخطأ واقع.