الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) سورة
إبراهيم.
عزيزي الطالب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنت الآن في أمتحانك،
اتقدم إليك بالأسف الشديد لتأخرنا عليك، ولكن أطمئن فإن الله تبارك وتعالى لا يضيع
أجر من أحسن عملا، وأقدم لك من كتاب ربك كل ما خصصه لك لتقتحم كل العقبات التى
واجهتك وستواجهها..
وسنبدأ بسؤال يحملنا ويطير بنا إلى مصادر النور والطاقة،
والتى أعدها لك ربك لمثل ماتواجهه هذه الأيام...
لكي تسترجع ما في ذاكرتك أنت في حاجة لطاقة، ولكي تقهر
الخوف في نفسك أنت بحاجة لدعم، ولكي تتغلب على التوتر الذي يصيبك كلما واجهك سؤال
لا تعرف إجابته أنت أيضا في حاجة ماسة لشعور أكيد يطمأنك بأن الله معك يسمع
ويرى...
الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ
لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى
صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
في الحقيقة لم أرى أسرع من هذا الحل الأمثل لكل من يواجه
ماسبق من إضطرابات، ولكل من يضيع منه هدوءه عند الإمتحانات ، الحل الوحيد والأمثل
والأسرع والذي يحمل إليك البشرى دائما هو رجوعك إلى الله العزيز الحميد..
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
أنت في حاجة ماسة لأن تجعل الله تبارك وتعالى وليك،
ليخرجك من ظلومات الجهل والتوتر والإحباط والكسل والتردد وعدم الإطمئنان إلى نور
الهدى والرحمة والأمن والآمان والعلم والمعرفة ومعية العزيز الحميد..
وربما سألني
سائل وكيف لنا تحقيق ذلك؟
أولا عزيزي الطالب المسألة سهلة جدا، وهي أنك في الصباح
الباكر، قبل بزوغ الشمس، وقبل آذان الفجر، استيقظ وقل كلمات تقربك من ربك وتمهد لك
نفسك في طريقك إلى الله العلي العظيم ليهب لك نورا وعلما وأمنا وآمانا يصاحبك طوال
يومك..
إذا كان
ثُلُثُ الليلِ أو شَطْرُه يَنزِلُ اللهُ إلى سماءِ الدنيا فيقولُ هل من سائلٍ
فأُعطيَه هل من داعي فأستجيبَ له هل من تائبٍ فأتوبَ عليه هل من مستغفِرٍ فأغفرَ
له حتى يَطْلُعَ الفجرَ
الراوي: أبو
هريرة المحدث:الألباني –
كما قال أيضا صلى الله عليه وسلم : من صلى الصبح جماعة
فهو في ذمة الله، فاحذر أن تكون في ذمة الله وتعصيه، ولكن حاول أن تستفيد بهذه
المعية المباركة في استذكار دروسك ومتابعة دراستك بهمة ونشاط.
كم هو جميل أن تكون في ذمة رب السموات والأرض، تنعم
بهديه، وتسعد بقربه، ويطمئن بذكره قلبك وتهدأ جوارحك وتستمد من كلماته سبحانه
الطاقة والحيوية المطلوبة لتشحن ذاكرتك بكل ماهو نافع وجميل، هذا مالدينا اليوم
وهو من عند الله عظيم، ورزق كريم فأرجو أن يبلغ الحاضر الغائب فإن فلذة أكبادنا
وسواعد مستقبلنا يمرون الآن بفترة هم في أشد الحاجة لعون من يعينهم ، وخير عون هو
ما أعده الله لهم، من كلمات تبعث في نفوسهم السكينة والإطمئنان فيسهل عليه العمل
بكامل طاقاتهم.