وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ
[ سورة النحل]
(حديث مرفوع) حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ مِنْكَ فِي نِعْمَةٍ وَعَافِيَةٍ وَسِتْرٍ ، فَأَتِمَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ وَعَافِيَتَكَ وَسِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُتِمَّ عَلَيْهِ نِعْمَتَهُ " .
حكمة مستخلصة من الحديث الشريف:
إذا عرفنا أن ما بنا من نعمة وعافية وستر من الله فلن يرهبنا مخلوق على وجه الأرض ولن نخاف إلا من ولي نعمتنا وهو العزيز الحميد ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء
يعني إذا كان كل شيئ لله تعالى .. له ما في السموات ومافي الأرض .. له ما في بداخلنا .. القلب والأمعاء والسمع والبصر وقوة الشخصية والذاكرة وكل ما لدينا هو من عند الله .. فلنجعله لله رب العالمين وهذا ما نستفيده من الحديث الشريف ..
فالرسول صلى الله عليه وسلم دائما يدلنا على الخير ويشرح لنا الآيات في حديث بسيط وسهل ومحبب إلى النفوس ..
فعندما نذكر نعم الله علينا في الصباح وفي المساء فقد أمتلكنا نصف الإيمان والنصف الآخر يكون بأن نجعل كل هذه النعم في خدمة خلق الله وأولهم الأقربون .. وهكذا نكون في مأمن من المصائب التى يعالجنا بها الله عز وجل ليطهرنا من الذنوب..
يقول الله تبارك وتعالى:
[ مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا]
(سورة النساء 147)
إذا العبادة الواجبة علينا نصفها شكر ونصفها إيمان بالله العلي العظيم وهكذا يقينا ربنا العذاب بكل صوره وأشكاله وألوانه إن شاء الله.