الإبتلاء هو
الحبل المتين الذي يشدك شدا إلى الهدى والإستقامة
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ
مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ
عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
))
هذه الآية الكريمة جاءت في ثاني نداء
من الرحمن لعباده الكرام يأمرهم فيه بالإستعانة بالصبر والصلاة.. ولكن لكي نفهم
المقصود منها تماما علينا أن نسترجع الآيات التي سبقتها:
((كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا
وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا
لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ
وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ
الصَّابِرِينَ ))
وعلى قدر
فهمي أقول أن الذي فاته شيء من هذه المعية المباركة من الله ورسوله صلى الله عليه
وسلم فإن الله يبتليه ليعود إليه مرة أخرى .. هذا والله أعلى وأعلم.
*وبالنسبة للخوف تجد أنه الرادع
القوي الذي يرد الناس إلى رب الناس ليأمنوا على أنفسهم مما يخافون.
*والجوع الكل يبتلى به حتى الغني ولو
كان عنده مال قارون.
*ونقص الأموال كلنا يشعر به ويخاف
منه سواء كان غنيا أو فقيرا .. فسبحان الله الذي بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء
قدير.
* أما عن الأنفس فنحن نفقد الناس وهم
أحياء ثم نُظهر الحزن حتى لا يتهمنا الناس بالجفاء.. لكنه نقص دائم إما بأن يذهب
ويتركك حيث أنت وإما ينسى وجودك وإما بالموت المفاجئء.
* ونقص الثمرات نادرا ما يفارق أحدنا
.. فكلنا يشعر بنقص في ماله وولده ودينه وآمانته، وثمرة الإسلام تجدها فقط عند
القابض عليها وعند الذين يعضون عليها بالنواجذ.
هذا والله أعلى وأعلم .. والحمد لله
رب العالمين.