إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟
(( ما من عبد يعتصم بي دون خلقي أعرف ذلك من نيته، فتكيده أهل السماوات والأرض إلا جعلت له من بين ذلك مخرجا، وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماوات بين يديه))
[ رواه ابن عساكر عن كعب بن مالك ]
ما أجمل أن يعتصم الإنسان بالله العلي العظيم، عندما تصيبنا مشكلة من المشاكل، عندما يجتاح قلوبنا الخوف، ويزلزلنا القلق، وتهزنا المصائب والمفاجآت.. نجزع ونفزع ويصيبنا الهلع، والحل الوحيد لدينا هو أن نعتصم بالله العلي العظيم، ولكن قبل أن نلجأ لسواه، فيكون اعتصامنا مهزوزا وفيه شك كبير، يذهب بإيماننا بعظمة الله العلي العظيم...
عندما كنا صغار كنا نهرع إلى أباءنا عندما يصيبنا شيئ، هذه غريزة وضعها الله فينا لأنه سبحانه سخر لنا والدينا وجعل فيهم حبا ومودة ورحمة...
ولكن عندما نكبر نستغنى عنهم، ونستغنى عمن بعدهم، ونظل في حالة الإستغناء هذه حتى نتصادم مع عجلة الحياة الطاحنة، وربما لم نجد أباءنا فقد رحلوا عنا، فنلجأ لمن هو مثلنا لا حول له ولا قوة فنضل ونشقى، ولا نجني غير كآبة القفا...
والبطولة هنا هو أننا نعتصم بالله العلي العظيم .. وهذا الإعتصام له شروط وضعها المولى في الآيات التالية:
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)
- الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)
- وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)
- وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)
- وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)
- وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)
- وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32)
- وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33)
- وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34)
أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) المعارج.