15 nov 2013


كلما ازددت علما ازددت صبرا.. وكلما ازددت صبرا ازددت حكمة

القلب بيت الحكمة
والحكمة لا يعطيها الرب إلا لمن يحب
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
التمرين الثاني
محاولة الحصول على محبة الله
فإذا أحبك الله  ركعت تحت قدميك الدنيا بما فيها وأتتك وهي راغمة
فإذا ما دامت أعمالك الصالحة آتاك الله الحكمة
بسم الله الرحمن الرحيم ... سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. اليوم إن شاء الله سنضع هدفا واضح المعالم وسنبذل كل ما في وسعنا للحصول عليه، وسيكون شعارنا في هذه الحياة الدنيا محبة الله والحياة في رحابها.
سنمرن أنفسنا على كل الأعمال التى بينها لنا ربنا في كتابه والتى يحبها الله تبارك وتعالى .. فإذا ما حصلت على حب ربك فقد حققت ذاتك وزكيت نفسك واحبك كل من رآك أو سمع عنك .. وكنت محبوبا في السماء ومقبولا في الأرض وحالفك التوفيق إينما كنت، وخدمك الكبير والصغير، وطوع لك ربك حتى عدوك يخدمك دون أن يدري...
سنتعرف الآن على الأعمال التى تجلب لنا حب ربنا، وأيضا الأعمال التى لا يحبها الله حتى لا نقع فيها .. وإذا استعصى عليك أمر ما فعليك بكثرة الإستغفار حتى ييسره الله لك، فأحيانا تكون ذنوبنا عائق بيننا وبين راحة بالنا وهدوء أنفسنا..
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ( البقرة 165)
عندما نحب شخصا ما فإننا نطيعه ونلبي له كل طلباته عن طيب خاطر، وأحيانا يكلفنا بما لا نطيق، ومع ذلك نلبي لأننا نحبه،  حبه كما تريد ولكن لا تجعله ندا لله، إجعل خشوعك لله، أعلم علم اليقين أن أمنك وراحتك ونجاتك من النار بيد الله تبارك وتعالى، وكذلك كل أمور حياتك ...
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ
لك دماغ به جهاز في منتهى التعقيد.. عندما درسوه وعرفوا خباياه استطاعوا أن يصنعوا الكمبيوتر، تغذيه ببرنامج معين .. ثم بعد ذلك تعطيه رابط البحث عن المعلومة أو الكلمة أو تشغيل البرنامج فتجده جاهزا أمامك في ثواني...
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ
وهكذا سنفعل مع أنفسنا نفس الشيئ، سنستخدم رابط الحب الإلهي، حب الله ، في الحقيقة أن كل العالم تجده يقول لك أنا أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والسؤال هنا ما هي نتيجة هذا الحب؟ هل أنت سعيد؟ هل أنت مرتاح البال؟ هل أنت راضي ؟  فإن العبرة بالنتيجة.. 
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ     
طيب الآن لدينا طريقة سهلة جدا للحصول على محبة الله، وهي أن يكون حبك لله أشد من حبك لمن سواه.. وأن لا تجعل لله أندادا.. لا تعصي ربك لترضي نفسك، لا تجعل لله أندادا.. تطيع مخلوقا وتنسى الذي خلقك وخلقه، ولكن تصور وعش بخيالك كل ما يصوره لك عقلك وتحبه نفسك من صور محبة الله لك، أبحث عن الآيات التى تسكن قلبك بمجرد سماعها، وتخيل نفسك تعيشها في الجنة، تخيل نفسك ممن يحبهم الله، تخيل نفسك وانت مع كل من أحبهم الله من رسله وأنبياءه والصديقين والشهداء والمستغفرين والمسبحين ، عش هذه التجربة بكل كيانك.. وعلم نفسك أن حياتها الحقيقية في حب الله.. فإن أحبك الله كنت محبوبا من كل مخلوقاته، وما من نفس إلا وتود أن تكون محبوبة ومرغوبة .
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ  
وهذه وسيلة أخرى أقسم بالله على فعاليتها، أن تتوب إلى الله كلما سكت عن ذكره أو نسيت، وأن تتطهر دائما، اعتني بنظافتك الداخلية والخارجية، واعتني بنظافة أفكارك ونظافة مشاعرك، واعتني بكلامك فلا تقول إلا صدقا واعتني بما تسمع فلا تسمع الفاحش من القول أي لا تستمع إليه.. وكل ذلك لتكون أهلا لحب ربك
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا
 إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
لا تعتدي على أحد، وأولهم زوجك، وجارك وأولادك، لا تعتدي على أحد من خلق الله حتى لو كان حيوان أو طائر أو حشرة غير ضارة.. لا تعتدي لا بالكلام ولا باليد ولا بسوء الظن .. لا تعتدي فتفقد حب الله لك فتخسر دنياك وآخرتك ..
الآن يدلنا ربنا على الطريقة المثلى للحصول على حبه سبحانه وبالتالي على الحكمة والخير الكثير من فضله تبارك وتعالى .. يقول المولى عز وجل :
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ
أتاك الله المال ابتغي به الدار الآخرة، دلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مواطن الخير في الأنفاق، أنفق من مالك ومن قوتك ومن علمك ومن حلمك ومن صحتك ومن حبك ومن عطفك ومن حنانك، كلما احتجت شيئا بقوة فعليك أن تنفق مما لديك حتى الإبتسامة ستصبح لك صدقة تجلب لك من الله ما تريده منه سبحانه وتعالى.
وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ
وَأَحْسِنُوا  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
عن الإحسان يحدثنا فضيلة الدكتور النابلسي أكرمه الله وعافاه.. وسنعيش حتى لقاءنا القادم مع حب الله نحاول الحصول عليه بأن نعمل بكل ما جاء في آيات الذكر الحكيم، فإذا ما حصلت على شيء من محبة الله أو الحكمة فلا تبخل بها علينا وعلى إخوانك هنا وهناك وفي كل مكان.







فلسفة الإحسان

فلسفة الإحسان :
 أما فلسفة الإحسان، الله سبحانه وتعالى سخر لك ما في السماوات وما في الأرض تسخير تعريف وتكريم، كرمك إذ منحك نعمة الإيجاد، وكرمك إذ منحك نعمة الإمداد، وكرمك إذ منحك نعمة الهدى والرشاد.
﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾
[ سورة الرحمن]
 فلسفة الإحسان أنه ينبغي أن تقابل إحسان الله لك بإيجادك، وإمدادك، وهدايتك بإحسانك إلى الخلق،
﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾
 والفلسفة الثانية للإحسان أن الله سبحانه وتعالى خلقك لجنة عرضها السماوات والأرض، ثمنها أن تأتي إلى الدنيا، وأن تكون فيها محسناً، والدليل قوله تعالى:
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾
[ سورة الليل ]
 الحسنى هي الجنة، الذي صدق بالحسنى يدفع ثمنها في الدنيا، ثمنها في الدنيا شطران، انضباط وعطاء،
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ﴾
 اتقي الله فأعطى، أعطى من ماله، من علمه، من خبرته، من وقته، من عضلاته،
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴾
[ سورة الليل ]
 الحسنى هي الجنة، ما دام كذب بالحسنى، وآمن بالدنيا، فاستغنى عن طاعة الله، وبنى حياته على الأخذ، فالإحسان عطاء، والأخذ نقيض الإحسان، إنسان يعطي، إنسان يأخذ.
رابط الصفحة :

الصبر والرضا قريننان إن غاب احدهما غاب الآخر

كيف نتحول من حالة التحمل إلى الرضا بقضاء الله لنسعد بالصبر مع الرضا فهما قرينان إن غاب أحدهما غاب الآخر.
تابع التمرين الأول
29/10
الآن سنحاول أن نستعين بالصبر والصلاة لنسعد بأمر الله وتطمئن قلوبنا بآياته ونصدق بالصدق فيكون هو الصفة الغالبة علينا...
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)الصافات.
 بالصدق في الدعاء وبتصديق كلام الله تبارك وتعالى نتحول من حالة التحمل{ تحمل كل ما يمر بنا لأنه لا حول لنا ولا قوة } إلى حالة الرضا بقضاء الله والذي تصاحبه طمأنينة في القلب واستسلام النفس لأمر ربها لأنها تؤمن بأنه هو سبحانه القاهر فوق عباده.. ولأنها لا تحب الألم ولا الشقاء.. فسترى بعين اليقين أن سعادتها في الإستسلام لله رب العالمين ... لا تنسى أن تعامل نفسك على إنها طفلك المحبب إليك الذي يحتاج لعنايتك ورعايتك وحمايتك فزكها ولا تتطاوعها فتشقى ...
بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) البقرة
الوجه هو أكرم شيء في الإنسان، جعل الله تبارك وتعالى فيه مرآة تعكس كل ما يعتمل في داخلنا، العيون هي عالم من الجمال الغامض الذي قد لا يجرؤ الناس أحيانا أن يطيلوا النظر إليها، كما إنها بحر عميق تجري فيه أمواج المشاعر والأفكار..
والوجه يحمل أعقد جهاز على وجه الأرض ألا وهو المخ.. وفيه الجبهة وهي الجزء المسئول عن الخشوع لله رب العالمين ..
ثم به بعد ذلك السمع والبصر وبهما معا نصل إلى الفؤاد، ذلك الشيء الذي تكلم عنه كل علماء الأرض ولم يستطيعوا حتى أن يسموه باسمه الحقيقي الذي اخبرنا به ربنا تبارك وتعالى في محكم آياته:
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ
ولكي نعرف معنى الفؤاد تابعوا معي الآيات التالية :
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) القصص
من هنا نعرف أن الفؤاد محله القلب .. هو مثل الروح لا يسمع ولا يلمس ولا يرى .. هذا خلق الله تبارك وتعالى وهو يظهر وينمو ويترعرع بالإستسلام لله رب العالمين، والفؤاد هو دليل الإيمان بالله العلي العظيم، تجد قلب المؤمن يوجل ويخبت ويرجف ويرتج ويهتز وينبض بقوة عند ذكر الله.. هذا ما سنحاول أن نصل إليه بإذن الله تعالى ...
فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12)
الفؤاد هو أعلى شيئ وأنقى شيئ وأطهر شيء وأصدق شيء في الإنسان وهذا ماتمتع به أشرف خلق الله وخاتم أنبياءه ورسله عليه الصلاة والسلام...
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى
صدق الرؤيا يصب فيه، وصدق الإحساس يصب فيه، وصدق الإيمان يصب فيه، وصدق الكلام يصب فيه، وكذلك صدق الدعاء وصدق الإستغفار، وكذلك كل ذلك ينبع من الفؤاد إن كان صاحبه يتمتع بحياة ....
لكن فيما يبدو لي والله أعلى وأعلم أن الفؤاد لا يعمل بكامل طاقته إلا إذا كان  صاحبه يعيش بنور الله، وله قلب سليم خالي من كل شائبة تشوب فكره ومشاعره وبالتالي إيمانه، وهنا نعود إلى تلك الآية الكريمة:
وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) الصافات.
لابد أن نطهر قلوبنا، بكثرة الإستغفار، وعندي لكم طريقة تعلمتها من فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله، فرغ قلبك من كل مافيه من سوى الله، فرغه من كل حب ومن كل شهوة ومن فكرة ومن كل أعتقاد في غير الله ثم أنظر إلى الحق بعين مجردة ومحايدة فإذا آمنت به  فسيسكن قلبك ولن يخرج منه أبدا.. هذا والله أعلى وأعلم