18 ago 2013

المسؤولية

بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
موضوع اليوم :
 أيها الأخوة الكرام, الموضوع اليوم المسؤولية، ولا أدلَّ على ذلك: من أن سيدنا عمر بن عبد العزيز دخلت عليه زوجته فاطمة فرأته يبكي في مصلاه، سألته: ما لك تبكي؟ قال: دعيني وشأني، فلما ألحّت عليه قال: إني نظرت إلى الأرملة والمسكين، وذي العيال الكثير والدخل القليل، وابن السبيل، وذكر أكثر من عشرين صنفاً من هؤلاء الذين يعانون ما يعانون في مملكته، أو في بلدته، فقال: علمت أن الله سيسألني عنهم جميعاً، وأن حجيجي دونهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لم الإنسان مسؤول؟ :
 الإنسان مسؤول، لكن الإنسان أحياناً يترنم بكلمة: مسؤول كبير، ولو علم ما تعني هذه الكلمة لارتعدت فرائصه، الإنسان مسؤول, لأنه قبِل حمل الأمانة، الكون كله عدا الإنس والجن ليس مسؤولاً، يؤدي وظيفة بتسيير من الله تعالى، إلا أن الإنسان حينما عرضت عليه الأمانة قبِل حملها، فقال تعالى:
﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾
[سورة الأحزاب الآية:72]
ينبغي أن تعلم :
 أيها الأخوة, لكن كيف أنك إذا كنت في طائرة، واستخففت بقانون السقوط، هذا قانون ، إن قدّرت هذا القانون، وآمنت به, فإنك تستخدم المظلة، المظلة مبنية على قانون السقوط، طبعاً لك وزن، والمظلة لها مقاومة لهذه المساحة الكبيرة، فمقاومة المظلة للسقوط تكافئ وزنك ، وتهبط بشكل سليم، فأنت إذا آمنت بهذا القانون، وتأدبت معه, نجوت من آثاره السيئة، أما إذا استخففت به, ولم تؤمن به، ونزلت من دون مظلة تنزل ميتاً، فعدم إيمانك بالقانون لا يلغي فعله، وعدم إيمانك بالمسؤولية التي حملت نفسك إياها يوم عرضت عليك لا يلغي هذه المسؤولية، وسواء أأقررت أم لم تقر، آمنت أم لم تؤمن فأنت مسؤول، وسوف تحاسب.
تعريف المسؤولية بمعناها الدقيق :
 لذلك من أدق تعريفات المسؤولية: حالة يكون فيها الإنسان صالحاً للمؤاخذة عن أعماله، مثلاً:
 شركة عملاقة لها مدير تنفيذي، دخله بالملايين، ويوجد مستخدم لتنظيف مكتبه، فإذا هبطت أسهمها إلى الحضيض، وأعلنت إفلاسها, فهذا الموظف المكلف بالتنظيف لا يحاسب، لكن الذي يحاسب الذي يأخذ الرواتب بالملايين، وقد أعطي الصلاحيات الكبيرة.
 الله عز وجل يسألك بقدر اختيارك، أنت مخير، وما دمت مخيراً فأنت مسؤول، المسؤولية حالة يكون فيها الإنسان صالحاً للمؤاخذة على أعماله، وملزم بتبعاتها المختلفة.
هل من الممكن أن نلغي المسؤولية ولماذا؟ :
 وقد قال الله عز وجل:
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
[سورة الحجر الآية: 92-93]
﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً
-لو ألغينا المسؤولية, لكان الخلق عبثاً بلا هدف-:
﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾
[سورة المؤمنون الآية: 115]
 وكل إنسان يعصي الله, يظن أنه خلق عبثاً، وأنه لن يحاسَب، ولكن الصاعقة التي سوف تصعقه: أنه يحاسب عن الكلمة، وعن الابتسامة، وعن الدرهم من أين اكتسبه, وفيم أنفقه؟.
ماذا نستنتج من هذه المفارقة؟ :
 لذلك مرة قال لي طالب: أنا لا أخاف من الله، فأنا أردت أن أجيبه جواباً مفحماً، قلت له: أنت معك حق ألاّ تخاف منه، فازداد غيظاً، وقال: ولمَ؟ قلت له: لأن الفلاح حينما يذهب إلى الحصيد يأخذ معه طفله الصغير، وقد يكون عمره سنتين، فإذا مر إلى جانبه ثعبان ضخم لا يخاف منه، لأنه لا إدراك له، فالذي لا يدرك لا يخاف، أما الذي يدرك يخاف أشد الخوف، الطبيب أحياناً لاطلاعه على الجراثيم والعدوى والأمراض الفتاكة, يخاف أشد الخوف من أكلِ شيء من دون تعقيمه، أما الجاهل فيأكل ولا يتأثر.
من هو الأحمق؟ :
 حدثني أخ قال لي: يكفي أن موظفاً في مطعم مصاب بالتهاب كبد وبائي, إذا دخل إلى الحمام، وخرج، ولم ينظف ما تحت أظافره, يمكن أن يصيب ثلاثمئة إنسان أكلوا في هذا المطعم بمرض التهاب الكبد الوبائي القاتل، فكلما تعمقت في العلم, وجدت أن هناك مسؤولية، فالذي لا يخاف من الله أحمق، والذي لا يدخل الله في حساباته اليومية أحمق، وسوف يدفع الثمن باهظاً سواء أقررت أم لم تقر، أعجبك أم لم يعجبك، آمنت أم لم تؤمن، أنت مسؤول، قال تعالى:
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ *عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
[سورة الحجر الآية: 92-93]
ما هي الأمانة التي قبل الإنسان حملها؟ :
 الحقيقة: أن المسؤولية الأولى أمام الله، إنا عرضنا الأمانة، الأمانة أنه جعلك مخيراً, منحك حرية الاختيار، وأودع فيك الشهوات، ومنحك نعمة العقل، وجبلك جبلة عالية الفطرة، وأعطاك منهجاً هو الشرع، ونصب لك الكون دالاً عليه، فالكون والعقل والفطرة والشهوة والاختيار والشرع هذه أركان المسؤولية، فبالكون تعرفه، وبفطرتك تعرف خطأك، وبالعقل تهتدي إليه، وبالشهوة تندفع إلى أهدافك، والشرع يكون منهجاً ضابطاً لك في حركتك، إذاً:
﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾
[سورة الأحزاب الآية:72]
 الأمانة هي التكليف، والأمانة أنه جعل نفسك بين يديك، فقد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها، قال تعالى:
﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً﴾
[سورة الجمعة الآية: 5]
 ألم يقل الله تعالى:
﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾
[سورة الأحزاب الآية:72]
 يقول لك: فلان تحمل مسؤولية، عرض عليه منصب خطير في زمن صعب, فقبِل هذا المنصب، وتحمل المسؤولية، والإنسان حينما عرضت عليه الأمانة، أيْ أن تكون نفسه ملكاً له ، إذًا:
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾
[سورة الشمس الآية: 9-10]
 نفسه هي الأمانة، وهي المكلفة، إذاً: الأمانة هي التي تعني أنك مكلف أن تعرف نفسك لله، وأن تحملها على طاعتك، وأن تسمو بها إلى الله كي تكون مؤهلة لسعادة الآخرة.
أنواع المسؤولية :
1-مسؤولية دينية :
 أنواع المسؤولية: هناك مسؤولية دينية، وهي: التزام المرء بأوامر الله ونواهيه، وقبوله في حال المخالفة لعقوبتها، ومصدرها الدين.
 سأل شخص النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: عظني ولا تطل، قال له: قل آمنت بالله ثم استقم، -هكذا يروي الحديث-، قال هذا الأعرابي: أريد أخف من ذلك، قال: إذاً فاستعد للبلاء.
 
2-مسؤولية اجتماعية :
 وهناك مسؤولية اجتماعية: أنت ضمن مجتمع، والمجتمع له قوانين، وله أنظمة، وله أعراف، وله تقاليد، فلو خالفت قوانين المجتمع تدفع الثمن، المجتمع يعاقبك، أحياناً يعاقبك بسقوط مكانتك بين أفراد المجتمع.
3-المسؤولية الشاملة :
 أخواننا الكرام, هذه المسؤولية شاملة، يعني ليس عندنا في الدين إنسان معفى من المسؤولية، مَن هو أعظم مخلوق؟ رسول الله، قال تعالى:
﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾
[سورة الأنعام الآية: 15]
 أرسل عليه الصلاة والسلام خادمًا له، فتأخر، أصابه غضب كما يصيب أيّ إنسان، قال له: والله لولا خشية القصاص لأوجعتك بهذا السواك.
 رأى تمرة على سريره، فعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ:
((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ نَائِمًا, فَوَجَدَ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِهِ, فَأَخَذَهَا فَأَكَلَهَا, ثُمَّ جَعَلَ يَتَضَوَّرُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ, وَفَزِعَ لِذَلِكَ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ, فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِي فَأَكَلْتُهَا, فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ))
بشأن القوس
ما هو الدليل من الكتاب على أن المسؤولية شاملة؟ :
 فيا أيها الأخوة: المسؤولية شاملة، والدليل قوله تعالى:
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
[سورة الحجر الآية: 92-93]
 ما ينفد واحد، لذلك: من الحمق أن تقول: يا رب لا تسألنا عن شيء، هذا استهزاء بكلام الله عز وجل، ما هذا الدعاء؟ لا تسألنا عن شيء الله، يقول عز وجل:
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
[سورة الحجر الآية: 92-93]
 وهو يدعو ويقول: لا تسألنا عن شيء.
4-السؤال يشمل المرسلين والمرسل إليه :
 الآن: السؤال يشمل المرسلين والمرسل إليه، قال تعالى:
﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ﴾
[سورة الأعراف الآية: 6]
 هذا الذي يتكلم له حساب عند الله، هذا الذي تقوله للناس هل أنت مطبق له؟ وهذا المستمع مسؤول، سمعت كل شيء، ماذا فعلت فيما سمعت؟ فالله عز وجل سيسأل المرسَل إليه والرسول.
5-جميع أنواع الأعمال :
 الآن: جميع أنواع الأعمال، قال تعالى:
﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾
[سورة الزلزلة الآية: 7-8]
 قال رجل لبائع: أريد بنطالاً، ورجاءً اختر أنت لي اللون على ذوقك، هذا البائع عنده لون كاسد، قال له: هذا أجمل شيء، هذا موديل السنة، خانه، فعلى مستوى انتقاء لون تحاسب، والله لو علم الإنسان كيف سيسأل لارتعدت فرائصه.
 عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:
((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ, وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ, أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ, مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ, وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ, لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا, وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ, وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ, لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ))
 الآن: نكلم أخي بكلام، لا، قال تعالى:
﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾
[سورة ق الآية: 18]
 وفي الأثر:
((قذف محصنة يهدم عمل مئة سنة))
 أحيانا لم تتكلم بكلمة، فلانة واللهِ اللهُ أعلم، ما قال شيئًا، فقط هزّ قميصه، يعني لها إشكال، هل أنت متأكد ومتحقق؟ معك دليل؟.
 فإذاً: أول شيء: السؤال لكل الخلق، الشيء الثاني: عن كل الأعمال صغيرها وجليلها.
6-عن الأقوال :
 الشيء الثالث: عن الأقوال:
﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾
[سورة ق الآية: 18]
7-عن السمع والبصر والعقل والملكات :
 السمع والبصر والعقل والملكات، قال تعالى:
﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً﴾
[سورة الإسراء الآية: 36]
8-الإنسان مسؤول عن عمره وعلمه :
 الآن: أعطاك صحة، ماذا فعلت بهذه الصحة؟ أعطاك وقت فراغ، ماذا فعلت بهذا الوقت؟ أعطاك كفاية، دخلك يغطي حاجاتك، هذه الطمأنينة، أنه لك دخل يغطي حاجاتك، ماذا فعلت بوقت الفراغ؟ الكفاية، والصحة، والفراغ، هذه كلها محاسب عنها، حتى كأس الماء البارد:
﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾
[سورة التكائر الآية: 8]
 عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ:
((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاهُ؟))
 معقول! سبع ساعات على طاولة النرد، وأربع ساعات على المسلسل، وينام مثل الدابة ، وفي اليوم الثاني حمار في العمل!! هكذا الناس، عمل قاس، وانغماس شديد في الشهوات.
((لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاهُ؟))
9- من رحمة الله بنا أن المسؤولية شخصية :
 الآن: من رحمة الله بنا: أن المسؤولية شخصية، قال تعالى:
﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾
[سورة النجم الآية: 38]
﴿قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾
[سورة سبأ الآية: 25]
 لن نسأل عن أمة خلت، قال تعالى:
﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
[سورة البقرة الآية: 134]
 أوضح آية:
﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾
[سورة النجم الآية: 38]
علام تدل هذه الأعمال لعمر؟:
 سيدنا عمر كان إذا أراد إنفاذ, أمر جمع أهله وخاصته، وقال: إني قد أمرت الناس بكذا، ونهيتهم عن كذا، والناس كالطير، إن رأوكم وقعتم وقعوا، وايم الله! لا أوتين بواحد وقع فيما نهيت الناس عن, إلا ضاعفت له العقوبة لمكانته مني.
فكانت القرابة من عمر مصيبة, مثل من محاسبته لأولاده:
 رأى إبلاً سمينة، قال: لمن هذه الإبل؟ قالوا: هي لابنك عبد الله، فقال: ائتون به، وغضب، فلما جاءه قال: لمن هذه الإبل؟ قال: إنها لي، اشتريتها بمالي، وبعثت بها إلى المرعى لتسمن، فماذا فعلت؟ أين المخالفة؟ فقال له: فيقول الناس: ارعوا هذه الإبل، فهي لابن أمير المؤمنين، اسقوا هذه الإبل، فهي لابن أمير المؤمنين، وهكذا تسمن إبلك يا بن أمير المؤمنين، بع هذه الإبل، وخذ رأس مالك، ورد الباقي لبيت مال المسلمين.
 سيدنا عمر معه سيدنا عبد الرحمن بن عوف يتجولان في المدينة، رأيا قافلةً في ظاهر المدينة، فقال لعبد الرحمن: تعال نحرسها لوجه الله، فإذا بطفل يبكي، فقال لأمه: أرضعيه، فأرضعته، ثم بكى، قال: أرضعيه، -يبدو أنه كان عصبي المزاج-، في المرة الثالثة قال: يا أمة السوء أرضعيه، قالت له: ما شأنك بنا إنني أفطمه؟ قال: ولمَ؟ قالت: لأن عمر -ولا تعلم أنه عمر- لا يعطينا العطاء إلا بعد الفطام، يروى أنه ضرب جبهته، وقال: ويحك يا بن الخطاب، كم قتلت من أطفال المسلمين؟ فلما صلى الفجر بالناس, ما سمع الناس قراءته من شدة بكائه، وقال: ربي هل قبلت توبتي فأهنئ نفسي، أم رددتها فأعزيها؟.
 فكل واحد لا يخاف من الله عديم الإدراك، وعدم الخوف من الله دليل أنه لا يدرك، وكلما ازداد الإدراك ازداد الخوف.
خطاب للسيدة فاطمة :
 عن أَبي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ:
((قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾
 قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ, -أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا- اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ, لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا, يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ, لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا, يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ, لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا, وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ, لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا, وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي, لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا))
[أخرجه البخاري في الصحيح]
 هل هناك أوضح من هذا الكلام؟ هل يوجد أقرب لرسول الله من ابنته فاطمة؟ ومع ذلك قال:
((يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ, سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي, لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا))
اقرأ هذا الحديث :
 عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ:
((سَمِعْتُ عَمَّتِي تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ عَمَلًا فَأَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا, جَعَلَ لَهُ وَزِيرًا صَالِحًا؛ إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ))
عن ماذا ينهانا هذا الحديث؟ :
 الآيات كثيرة جداً في المسؤولية، لكن على رأسها:
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
[سورة الحجر الآية: 92-93]
 عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ:
((اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ, يُدْعَى: ابْنَ الْلَّتَبِيَّةِ, فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ, قَالَ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا؟ ثُمَّ خَطَبَنَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ, ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ, فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ, فَيَأْتِي فَيَقُولُ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي, أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ؟ وَاللَّهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ, إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ, يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ, أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ, أَوْ شَاةً تَيْعَرُ, ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطِهِ, يَقُولُ: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ بَصْرَ عَيْنِي وَسَمْعَ أُذُنِي))
أرأيت إلى هذا الظلم؟ :
 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ:
((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ, عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ, عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ, وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ؛ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا))
[أخرجه مسلم في الصحيح، والنسائي في سننه]
 كم من أسرة تحرم البنات؟ كم من أب يحابي أحد أولاده, يعطيه كل ثروته؟.
 بلغتني قصة إنسانٍ ترك قريبًا من ألف مليون، أحد أولاده يعمل حمالا في السوق، والابن الثاني معه مئات الملايين، هذا ظلم.
 لذلك: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ وَالْمَرْأَةُ بِطَاعَةِ اللَّهِ سِتِّينَ سَنَةً, ثُمَّ يَحْضُرُهُمَا الْمَوْتُ, فَيُضَارَّانِ فِي الْوَصِيَّةِ, فَتَجِبُ لَهُمَا النَّارُ, ثُمَّ قَرَأَ عَلَيَّ أَبُو هُرَيْرَةَ: مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنْ اللَّهِ ........ إِلَى قَوْلِهِ: ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))
[أخرجه أبو داود والترمذي في سننهما]
اعلم أنك مسؤول :
 الإنسان مسؤول، والآية الدقيقة:
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
[سورة الحجر الآية: 92-93]
 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
((عُذِّبَتْ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا, فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ, قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ, لَا أَنْتِ أَطْعَمْتِهَا وَلَا سَقَيْتِهَا حِينَ حَبَسْتِيهَا, وَلَا أَنْتِ أَرْسَلْتِهَا فَأَكَلَتْ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ))
 هذه هرة، فما قولكم فيما فوق الهرة؟ شعوب تموت من الجوع، مدن تقصف، عشرات الألوف يموتون من كل جولة من جولات الحرب، ثلاثون إلى أربعين ألف قتيل في حرب العراق، وقبلها مئتا ألف في حرب الخليج الأولى، أرقام مذهلة، هكذا ......
إياك أن تنسى أن الله سيحاسبك :
 أيها الأخوة, لا تجد أشد غباءً وحمقاً من القوي حينما ينسى أن الله سيحاسبه، قال تعالى:
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾
[سورة إبراهيم الآية: 42]
 فكل العقل، وكل الذكاء، وكل الكياسة، وكل التوفيق، وكل النجاح من خوفك من الله، الله كبير، و:
 رأس الحكمة مخافة الله.
والحمد لله رب العالمين
المسؤولية

سبب تدهور حال أمتنا من خلال وجهة نظري التى لا إلزم بها أحدا

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. جعل الله تبارك وتعالى جمعكم هذا مباركا وألف بين قلوبكم وجمعنا وإياكم على خطى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .. فهو زعيم المتحابين في الله .. وهو قائد المتقين .. وهو سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم .. أما بعد
يسعدني أن أوضح إجابتي على السؤال الأول ترحيبا وتقديرا منى لإهتمامكم المفيد..
برأيك... ما هو السر في أن بلادنا العربية خاملة ولا تنهض أبدا منذ فترة طويلة من الزمان؟
أنا من مواليد 51 .. يعني تقريبا عام ونصف قبل ثورة يوليو.. وجدت دين بلا تدين.. ووجدت مدرسين بلا دروس.. ووجدت أجسادا بلا حركة.. ووجدت حركات كثيرة بلا هدف.. ووجدت أهدافا براقة وكلمات رنانة بلا محاولة لتحقيقها.. ووجدت مثلا أعلا بلا مثل.. ووجدت شعارات كثيرة وتحليلات عميقة وتصرفات قوية وعنيفة وكلها تدور في دائرة اللاشيء.. اللا هدف.. اللا عمل.. يأمرني أخي الأكبر بعدم التدخين وهو غارق فيه لشوشته.. يشرح لي مدرس الرياضة قاعدة حسابية وفي يده خشبة جهنمية يضرب بها عشوائيا طلاب العلم .. يحدثونا عن الآمانة ويسرقون مني حقيبة كتبي المدرسية.. يعلومنا الأخلاق والعفة وأجد مدرسين يحاولون الفوز بإحدى المدرسات ليثبت رجولته.. وأشياءا كثيرة من هذا القبيل... ووجدت أيضا أن الجنة هي مكافأة كل عمل صالح بعد الموت وأجد النساء تلطم الخدود ويلولون على من مات واستراح منهم.. ووجدت رجالا يأتونني ليعزوني في موت والدي وكأنه بموته تركني في نار جهنم .. تضارب كبير بين الدين وبين مفهوم الناس عنه .. وهذا هو سبب تخلفنا وضياعنا وضياع شبابنا.. لولا فضل الله ودعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم واستغفاره لأمته لخرجنا من الدين .. فالدين هو ما نراه ونفهمه من الصدق والعفة والآمانة..ومعنى نراه ونفهمه ولا نطبقه فهذا هو الجحيم بعينه.. جحيما في الدنيا نعيشه الآن يفقدنا ثقتنا ببني الإنسان.. وإن استمرينا بغير رحمة ربنا !!!!
لم أكن أريد التوضيح حتى لا يصطدم البعض منا من الذين كانت حياتهم وردية وبعيدة عن مصارعة الحياة.. فالحياة جعلت لنعرف فيها قيمة التواصل مع الله .. ولنتخذ منها وسيلة عبورنا إلى بر الآمان .. ونرسم بأيدينا نهايتنا التى نتطلع إليها من نعيم الآخرة.. وهناك الكثيرون جدا ممن عرفوا هذا وقدموا لنا نماذج نحتذي بها أمثال علماءنا الكرام وأولهم صاحب منتدانا هذا أكرمه الله وعافاه.. أدعو له من قلبي فقد علمنا الكثير وبذل الكثير ووضع خطوات معظم شبابنا على أول طريق الصلاح...
هذا وادعو الله لي ولكم أن يجنبنا الفتن وأن يختم لنا بالباقيات الصالحات أعمالنا وأن يحفظنا من السقوط فيما لا تحمد عقباه.. وخير وسيلة لذلك اتباع قول الله عز وجل ولفت نظرنا إليه في الآية التالية:..

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) سورة إبراهيم
لكل هذا أوصيكم ونفسي بأن نجعل كلامنا كله طيبا حتى نحصد ثمارها الطيبة فالكلمة هي في الأصل فكرة ونية وعزم ثم عمل.. والعمل إما باللسان عن طريق الكلمة وإما بكل الجوارح..
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه


إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ
السكينةوالمودة والرحمة
نادي العضلات الإيمانية
دروس مهمة