15 ago 2013

حرر عقلك من افكار الآخرين يتحول إلى طوق النجاة فينقذك من الغرق في متاهات العقول

عندما يتحرر العقل يصبح طوق النجاة لصاحبه، يخرجه من الظلومات إلى النور

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) يس

عندما تتحرر عقولنا من كل النظريات والأفكار  السلبية والتى هي بالتأكيد تأتينا من أبليس وجنوده، إذا نستطيع أن نرى النور الإلهي والذي يأتينا من خلال اتباع المنهج ومن القرآن الكريم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ

     لو لم تكن آية لتاه عقلي... أمن المعقول أن يعبد الإنسان عدوه اللدود؟ أنعبد الشيطان الذي رفض السجود لآدم وعصى ربه.. وأقسم ليقعدن لنا الصراط المستقيم؟ عدو أظهر عداوته لبني البشر .. واحتقرنا احتقارا شديدا، وأعلن في إصرار  وعداء بالغ خطته الدنيئة ليفسد علينا حياتنا، وحياة أولادنا،.. ثم بعد ذلك نتبعه بمحض إرادتنا الحرة،  الآن سأعيد على مسامعك ما قاله بلسانه المدنس العاصي لرب العالمين:


لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)  الأعراف...
هنا يقسم أنه سقعد لنا على الصراط المستقيم.. سيحول بيننا وبين الإستقامة، وقد نجح..
 ولكن كيف يأتينا من بيبن أيدينا ومن خلفنا وعن اليمين وعن الشمال؟؟..
إنها الأفكار التى يأتينا بها هو و جنوده من الإنس والجن، {الأصدقاء والأقارب وخلافه}، يقول د/ابراهيم الفقي : أنت اليوم حيث كانت أفكارك بالأمس.. أي بالأمس جاءتك الفكرة، واليوم قمت بتطبيقها، فإن وجدت خيرا فاحمد الله، وإن وجدت غير ذلك فلا تلومن إلا نفسك.
واسمع المزيد:
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) الإسراء
هنا يحتقرنا، أأسجد لمن  خلقت طينا.. فكيف لا نتخذه عدوا..ثم يتابع عداوته ووعيده لبني البشر.
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62)
لقد توعد ذريتنا أيضا .. لذلك تدب المشاكل بين الآباء والأبناء والأهل والأصدقاء.. فلنحذر.
وفي موقف آخر عاود يقول:
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) الأعراف
هو يرى نفسه خيرا منا... لقد كرم الله آدم وبنيه، والشيطان الرجيم يحتقرنا... أفلا تتخذه عدوا؟
فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) سورة ص
الآن مولانا العظيم يذكرنا بعداوة الشيطان، ويوضح لنا الخلاص من كل براثينه وخططه الفتاكة التى هي كالمبيد الحشري، تقضي على التفاهم وتنزع الرحمة وتدعم النفور والمشاكل الأسرية:..
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60)
 وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ
     هنا لقد قسم الله سبحانه وتعالى العالم كله إلى جزئين، إلى قسمين، قسم يعبد الله، وقسم يعبد الشيطان... بمعنى بسيط جدا، أن كل معصية لله هي في حد ذاتها طاعة للشيطان، وكل طاعة لله تخرجك من عبادة الشيطان إلى عبادة الواحد القهار...
كيف نستطيع أن نتغلب على دواعي الشر فينا ونتجنب الوقوع في المعاصي؟
إن ذلك لن يكون إلا إذا تركنا عداوتنا للناس، واتخذنا الشيطان عدوا، وهو ضعيف ولا سلطان له علينا، بدليل قول رب العالمين :
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)
إذا توكلت على الحي الذي لا يموت فكفى به وكيلا، سيكفيك ويهديك ويخرجك من الظلومات إلى النور
رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66)
يقول لنا مولانا إن كان لديك طموح وآمال وآماني فلا تبتأس ولا تتخذ غير الله وكيلا فهو الذي سخر لنا كل شيء وحملنا في البر والجو والبحر، ثم هو يرزقنا وفينا الكافر والعاصي، وذلك لأنه بنا رحيما.
من فضل الله علينا أن بعث فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فيه :
 لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129) التوبة
ومن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا أنه قد لخص لنا المنهج الإسلامي كله في حديث قصير ولكنه هو حبل النجاة الذي طرفه عند من يمسك به، وطرفه الآخر بيد الواحد القهار. واسمع معي رحمك الله المنهج الذي إن اتبعناه نجونا من النار.. ومن غضب الله .
الحديث:
عن أبي ذر جندب بن جنادة ، و أبي عبد الرحمن معاذ بِن جبل رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال{: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن} . رواه الترمذي وقال: حديث حسن .
المنهج الإسلامي كله وضعه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أشياء، تقوى الله، وكلما وقعنا في معصية علينا بالتوبة فهي حسنة تمحو الذنوب بإذن الله، ثم نرتفع ونرتقي في الدرجات العلى بمعاملة الناس بالأخلاق الحسنة الكريمة.. فقد قال صلى الله عليه وسلم : أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا.
الآن أذكر نفسي وإياكم بآيات الرحمن التى يدعونا فيها للرجوع إليه، والإيمان به:
إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)مريم
ـــــــ
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97)مريم
وفي هذه بشرى لمن يتقي الله ربه .. بشرى من رب العالمين،لكل من يتبع الرسول ليمضي في حياته سعيدا مبتهجا ومطمئنا، يرى بعيني رأسه وبقلبه دائما مصيره الذي سينقلب إليه يوما ما.
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)
بمجرد أن نتوب ونعود إلى الله، ندخل في زمرة هؤلاء المحظوظين الذين تتنزل عليه صلوات الله وملائكته، ليخرجنا من ظلومات الحياة التى وقعنا فيها بسوء تصرفنا.
تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)
  ولكن يجب ألا ننسى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتبع سنته فهو دليلنا إلى كل ذلك، واسمع معي رحمك الله قول ربه فيه :
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47)الأحزاب
لن ننعم بالهدوء والراحة والإطمئنان، لن نجد ضالتنا في الدنيا من الحب الخالد المنزه من كل غرض، والبعيد عن الدنس، ولن نجد سعادتنا الأبدية إلا إذا اتبعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله بالحق هدى ورحمة للعالمين . والذي هو لنا سراجا منيرا، يأخذ بيدنا إلى الهدى، ويبعدنا عن الظلم والظلومات.. ويشق لنا بكلماته المضيئة طريقا سلسا ممهدا نحو النجاح والفلاح.

نجاحك في الحياة متوقف على مدى رؤيتك لحقيقتها فيزداد قربك من واهبها أو بعدك عنه سبحانه

إلى أي شيئ تسعى في حياتك
إلى النجاح.. أم إلى الفلاح.. وهل تعرف الفرق بينهما
الثلاثاء 25/12/2012
كلنا يتوق للنجاح في مشوار حياته.. وكل منا يبذل وسعه ليصل إلى غايته.. وكثير منا تعثر وقام ثم تعثر ثم قام.. وكثير منا أيضا تركوا الصراع واستسلموا.. وآخرون استطاعو بقوة إرادتهم التغلب على الفشل...وبما أن الله يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر.. وبما إنه سبحانه هو خالقنا ومولانا.. قد وضع لنا أسسا يسيرة للوصول إلى ما هو أجمل وأشمل وأكبر وأدوم من النجاح ألا وهو الفلاح. وجعل ذلك في قرآن يتلى إلى يوم الدين .. وجعله وسيلة مهذبه ومؤكدة للوصول إلى غاياتنا بنزاهة ورجاحة عقل
وأجمل من
هذا وأعجب أنه
سبحانه خصص لنا في
كل بقاع الأرض من ينادي علينا
كل يوم خمس مرات بأعلى صوته حي على الصلاة
حي على الصلاة ... حي على الفلاح... حي على الفلاح
ربي ما أرحمك وما أعظمك أن جعلت فينا وفي كل لحظة من
عمر الدنيا من ينادي علينا ويذكرنا بما فيه صلاحنا ونجاحنا وفلاحنا .
النجاح قد عرفه كل من نجح من البشر،أن نتجح في عملك ، في دراستك، في مشروعك، في علاقة اخوية أو أسرية أو زوجية.
ولكن هذا النجاح قد يستمر لفترة معينة وينتهي... وقد يصاحبه فشل في جانب آخر من جوانب الحياة.. مثل الأب الذي ينجح خارج بيته في كل شيئ ثم يفشل مع زوجته وأسرته إلى آخر كل تلك الأمثلة التى نراها في واقع حياتنا كل يوم.
ولكن الفلاح يختلف تماما، الفلاح هو أن تنجح في الدنيا والآخرة،  فلاحا يصاحبك فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، فلاحا يهديك إليه ربك،  فلاحا له ثمرة لا تنتهي تقطفها في حياتك ومماتك ويوم تعرض على ربك... فلاحا ينعم به كل من حولك.. كل من تخاطبه.. كل من تقوم بنصحه، كل من أحبك ، وكل من يتبعك .
        هذا الفلاح لا يمكن أن يأتي بعده إخفاق أبدا مادمت خاشعا في صلاتك لله... فلاحا لايتركك وحيدا أبدا... فهو دائما معك كظلك.. وربما يسبقك بسيرتك العطرة إلى كل من يهتم بأمرك أو تهتم أنت بأمره.... فلاحا وضع الله شروطه في سورة المؤمنون، وهو أيضا فلاح في الحوار المهذب الناجح الفعال والمحبب إلى كل الخلق من كان منهم صديقا أم عدوا،  فالعدو العاقل يحترم كل ماهو جيد ومتقن وجميل.
وفي النهاية هو فلاحا يجعلك من ورثة الفردوس التى اعدها الله للخاشعين
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)المؤمنون.
احبابي واخوتي في الله .. هل رأيت بعيني رأسك كيف أن الإستغفار والتسبيح ووذكر الله يحملنا إلى الخشوع لله رب العالمين .. هنيئا لمن استغفر الله بصدق وبكت عيناه من كثرة ما فرط في جنب الله .. وهنيئا لمن ذكر الله في نفسه ووجل قلبه ودمعت عيناه من ذكر الله.. وهنيئا لمن فحص بعقله مواطن الغفلة في نفسه ومواطن الضعف عنده ثم استغفر الله لما كان منه وتاب إليه وتضرع أن يقوي ضعفه بالإيمان..
هنيئا لمن كان هذا حاله فإنه أول طريق الخشوع الذي يقربك من ربك ويجعلك من ورثة الفردوس الأعلى.. فعندما نصحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسأل الله الفردوس الأعلى كان يقصد أن نخشع لله في صلاتنا وأن  نعرض عن اللغو، ونخرج الزكاة ونحافظ على فروجنا وآماناتنا وعهودنا.
 ثم نحافظ على صلاتنا بعد كل ذلك فقد عرفنا قيمتها واصبحت هي أثمن مالدينا واعظم نعمة اعطاها لنا ربنا بعد أن استدعى لها نبينا صلى الله عليه وسلم إلى مافوق سبع سماوات ليعود إلينا بالهدى والصلاح والحب والمودة والقرب من العزيز الجبار المتكبر الذي لا شريك له في الملك .. سبحانك ربي وبحمدك .. هنيئا لمن قرأها ووعاها وعمل بها فسيكون الفلاح من نصيبه بإذن الله تعالى وبفضله ...
إذا تقرَّب العبدُ إليَّ شِبرًا تقرَّبتُ إليه ذِراعًا
عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، يَرويه عن ربِّه ، قال :
( إذا تقرَّب العبدُ إليَّ شِبرًا تقرَّبتُ إليه ذِراعًا ، وإذا تقرَّب إليَّ ذِراعًا تقرَّبتُ منه باعًا ، وإذا أتاني مَشيًا أتَيتُه هَروَلَة (
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:7536
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
كل مخلوق على وجه الأرض يتمنى بل ويسعى جاهدا ليحقق النجاح في حياته .. وكثير جدا من الناس قد حققوا فعلا النجاح في حياتهم ، ويقص علينا التاريخ قصص نجاحهم وكيف نجحوا وعوامل النجاح في هذه الدنيا.. ولكن العزيز الجبار المتكبر الذي خلق الإنسان وأسجد له ملائكته قد وضع له في كتابه شروط الفلاح والذي هو اكبر من النجاح مليارات المرات.. وهذه الشروط سهلة وبسيطة وفي قرآن يتلى إلى يوم الدين ..فعش معها دقائق فربما تمنيت أن تفوز بالفردوس الأعلى.

عندما نعيش مع اسم من الأسماء الحسنى ونستشعره فهذا والله حظ عظيم وسعادة بالغة وراحة ما بعدها راحة

وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)
 وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16) النحل
جعل الله سبحانه وتعالى لكل شيء علامة .. ستجد علامة قربك أو بعدك عن الله في حياتك.. طريقة تفكيرك .. كلماتك.. تصرفاتك .. مشاكلك.. المشكلة التى لديك  هي من نفس نوع تقصيرك  مع الله..  .. كل ما أصابك مما ينغص عليك حياتك  هو بمثابة  رسالة من ربك أنه سبحانه وتعالى معك يسمع ويرى ويتابعك ولا يريدك أن تبتعد كثيرا .. فلبي واستغفر وتب إليه تنجو من العذاب والضلال والهلاك .
لقد
جعل الله
 تبارك وتعالى لكل
 شيئ حقيقة وعلامة
جعل لإستغفارك علامة، وهي أن يذهب
عنك وطأة الذنب فترتاح وجعل لتسبيحك علامة وهي أن
 تستشعر في نفسك عظمة الإسم لذي به تسبح  ربك ثم إذا غلبت نفسك وقمت ليلا والناس نيام فصلي وتأمل فاتحة الكتاب ستجد أنك أمام أعظم الأسماء.. ويكفيك زخرا وفخرا وحبا وسعادة أن تستشعر حلاوة كل اسم من اسماءه سبحانه
 وهذا في حد ذاته يجعل نفسك تعرف وتلمس معنى  الحب والنور
 والجمال  فكل نفس قد جبلها ربها على حب الكمال والنوال
 والجمال وستجد قلبك وقد رق وهام وغرق في مشاعر
 العرفان وبصراحة بعد معرفة ربك ولو بإسم واحد
 من  اسماءه ستتغير حياتك بالكامل .. ستشعر
 بأنك  كنت  في عداد  الأموات
فذكر الله وكلامه
حياة دونها
الموت.
الحمد لله رب العالمين .. إن الحمد كله لله .. الذي هو رب العالمين .. أي يربينا.. يتابعنا.. ينظر إلىينا بعين رحمته.. يرسل إلينا كلمات ليلفت نظرنا، ونحن نمضي ولا نلتفت.. فيرسل إلينا إنذارا أقوى.. ونبدأ نهتز من الداخل.. مصيبة حلت .. أو شبح مصيبة قادمة.. أو ضعف وهوان ..
كل هذه هي رسائل من الرحمن لنا ليردنا إليه، وهذا كله يتطلب مزيدا من الصلاة، ومزيدا من الإستغفار، ومزيدا من البعد عن المعاصي..
كلنا من النوع الذي يرتكب المعصية دون أن يدري.. فنظرة قاطبة إلى أبويك معصية كبيرة تغضب ربك .. تكلمت على شخص ما، هذه نميمة وغيبة، وهي كاآكلي لحوم البشر..
أريد أن يطمأن الجميع، إتصالك بالله بذكره وتسبيحه وبالإستغفار تكون قريبا جدا من رحمته.. أرمي بهمومك وأحزانك بين يدي الرحمن الرحيم تائبا منيبا إليه سبحانه.. سيأخذ بيديك ويصلح لك قلبك وعقلك وحياتك كلها وحياة كل من تحب وتدعو له بالصلاح..
إصلح ما بينك وبين الله.. يصلح الله ما بينك وبين الناس
هذه سنة الله في خلقه.. كلما واجهت مشاكل مع الناس.. كلما أساءوا إليك.. كلما واجهت أي مشكلة.. فهذا له معنى واحد فقط هو أنك في حاجة أن تعود إلى ربك وتصلح ما بينك وبينه.. ليصلح لك هو حياتك كلها برحمته وفضله وعظيم سلطانه.
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) البقرة
كل خوف يصيبك، وكل مرة تجوع فيها، وكل مرة ينقص فيها مالك أو يذهب عنك عزيز لديك.. كل مرة يزداد حزنك.. أي شيئ ينغص عليك حياتك.. كل هذا من فعل يديك .. ويعطيك الله الفرصة كاملة لتعود إليه إذا قلت بصدق:  { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }..
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
 في التو واللحظة تتنزل عليك رحمته .. ويرسل لك ملائكته لكي يطمأنوك بأن الله معك يسمع ويرى.. ويبشروك بالهداية.. تشعر أنت بأن الله معك قد هداك.. وأهداك راحة بعد عناء.. وهدوءا بعد حيرة وشقاء..
كل هذه الرحمات والنفحات الربانية من أثر الصبر والصلاة.. لن أتكلم فيهما الآن.. حتى نكون جاهزين ومستعدين تماما .. لأنهما من أعظم وأكبر عطاءات الرحمن للإنسان..
بعد قليل سندخل على التمرين الثالث.. تمرين محبب إلى قلوبنا جميعا.. تمرين سيفتح لنا أبوابا وطرقا في الآفاق الربانية.. تمرين سيغير حياتنا... سيجعلنا نشعر بأننا أحياء ولأول مرة .. سيجعلنا نرى ونستطعم ونتلذذ بالحب الصادق الخالد والذي لم يعرفه إلا قليل من عباد الله المخلصين...
لهذا أقول لكم جميعا لا تتغيبوا عنا  فالمرحلة القادمة مرحلة فاصلة .. إذا ما اتبعناها بصدق ستنير حياتنا وتغيرها تغييرا شاملا كاملا بإذن الله وبفضله ..
وإلى ذلك الحين استودعكم الله دينكم وأماناتكم داعيا الله عز وجل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. وأن يجعلنا هداة مهتدين داعين إليه بالحكمة والموعظة الحسنة والعمل الصالح.. وأن يجعلنا ممن يقوا أنفسهم وأهليهم نارا وقودوها الناس والحجارة ...
والحمد لله رب العالمين ..

عندما يحدث التوازن بين قلبك وعقلك.. يتحول العقل تلقائيا إلى صقر يحلق بك في أجواء السماء

هذه محاضرة لفضيلة الدكتور النابلسي، توضح لنا مكانة القلب عندما يكون حالة توازن مع العقل....
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، ثمّ الحمد لله
الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنّا  لنَهْـتَديَ  لولا أن هدانا الله ، وما توفيقي ، ولا عتصاميَ  ولا توكّلي ؛ إلا على الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، إقرارًا بربوبيَّته ، وإرغامًا لمن جحد به وكفر ، وأشهد أنّ سيّدَنا محمّدًا ، صلى الله عليه وسلّم رسولُ الله  سيّد الخلق والبشر ؛ ما اتَّصَلَت عين بنظر ، أو سمعت أذن بخَبر ، اللَّهمّ صلِّ وسلّمْ وبارك على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه ، وعلى ذريته ، ومن والاه ، ومن تبعه إلى يوم الدين .
اللَّهمّ ارحمنا فإنّك بنا راحم ، ولا تعذّبنا فإنّك علينا قادر ، والْطُفْ بنا فيما جرَتْ به المقادير، إنَّك على كلّ شيءٍ قدير .
اللّهمّ علّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علّمتنا ، وزدنا علمًا ، وأرِنا الحقّ حقاً وارزقنا اتّباعه  وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممَّن يستمعون القول فيتّبعون أحْسنه ، وأدْخلنا برحمتك في عبادِك الصالحين .
أيها الإخوة المؤمنون
لازلنا في القرآن الكريم ، ولكنْ في طريقة جديدة ؛ إنَّها التـفسير الموضوعي ، والتـفسير الموضوعي : أنْ تَتَتَبَّعَ موضوعًا واحدًا في القرآن كلّه . هذا نَمَطٌ يُعطيكَ شُمولاً واتِّساعًا في ملاحظة موضوعٍ ما ، ورَدَ في القرآن الكريم .
يا أيها الإخوة المؤمنون
في الإنسان جانبٌ عَقْليّ ، وفيه جانبٌ نَفْسيّ ، وما الإنسان في حقيقته إلاعقلٌ يُدرك ، وقلبٌ يحبّ ، فإذا نما عقله على حِساب قلبهِ فقد اخْتلَّ توازنُه ، وإذا نما قلبه على حساب عقلهِ ، فقد اخْتلَّ توازنه . لا بدّ من أنْ ينْمُوَ القلب والعقل معًا ، والعقل غذاؤُه العلم والقلب غذاؤُه الحبّ.
لذلك : ألا لا إيمانَ لمَنْ لا محبّة له

[ لن تؤمنوا حتى تحابوا ]
[ لا يؤمنُ أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده ، وولده ناس أجمعين ]

إكرام اليتيم والحض على طعام المسكين بين الماضي والحاضر والمستقبل كما أخبرنا الله تبارك وتعالى

إكرام اليتيم والحض على طعام المسكين
بين الماضي والحاضر والمستقبل كما أخبرنا الله تبارك وتعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
من رحمة المولى عز وجل بالإنسان .. أن صور لنا كل الماضي، من تاريخ الأمم السابقة..وكل الأحداث الكبيرة والمهمة والتى غيرت حياة الأمم تغيير شامل.. وأيضا أعطى صورة مشرقة بالأمل للحاضر الذي نعيشه، ثم صور لنا نهاية المطاف في الحياة الدنيا تصوير دقيق ومؤثر جدا في كل النفوس..
وكل ذلك من الماضي{ تاريخ الأمم السابقة} والحاضر{ حاضر كل إنسان في عصرنا الحالي والعصور المقبلة، إهتماماته، طموحاته، وأهدافه،} بل وصور لنا الحالة التى عليها كل الخلق، من سعادة وشقاء.. ثم في النهاية يصور لنا نهاية الدنيا.. تصوير دقيق ومخيف.. صادق وأمين.. بغير مبالغة أو تزوير.. وكل ذلك في سورة صغيرة من سور القرآن الكريم،.. إنها سور الفجر...هيا بنا نعيش معها لحظات.. فمن بعدها ربما استطعنا أن نحدد طريقنا الصحيح إلى النجاح و الفلاح في الدنيا والآخرة...
وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)
يقسم المولى عز وجل بخمسة أشياء، يقسم بالفجر، وليال عشر والشفع والوتر ثم بالليل..أشياء عظيمة، نمارس فيها حياتنا اليومية بكل ما آتانا الله من مشاعر وفكر وعزم وإرادة، بكل ما يفعل الإنسان ومثيله من الجان على مر الزمان على وجه الأرض.. ثم يسأل المولى سؤال يجب أن ترتعد له أوصالنا، فهو سؤال توكيد وتأنيب وتوبيخ:
هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)؟
يسأل المولى عز وجل هل في كل ما أقسمت كفاية لمن لديه عقل لكي ينتبه ؟؟
نعم يارب العالمين .. كلنا آذان صاغية.. لك الحمد ربي حتى ترضى.. حمدا للطفك ورحمتك بنا.. أخذتنا الدنيا وغرقنا في المعاصي.. وها أنت تنادينا لتدلنا وتمد لنا حبل نجاتنا، هل قلتم معي لبيك ربي وسعديك .. هل قلتم معي كما قال الأولون سمعنا وأطعنا..إذا فلنتابع ونرى ماذا أراد بنا ربنا:..
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ(10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11)فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)
يخبرنا المولى عز وجل بكل الماضي بأحداثه العريضة والمؤثرة، حياة الأمم التى سبقتنا، لن نتكلم عنها هنا، ولكن يجب على كل مسلم أن يعرف هذا التاريخ، لأن المتكلم هو العلي العظيم خالق الخلق، وهو يخاطبنا نحن أبناء هذا العصر والعصور المقبلة فلابد لنا من أن نعي الأمر كله الذي يخبرنا عنه ربنا..
الآن دققوا معي بكل حواسكم.. بقلوبكم .. وعقولكم .. وسمعكم .. وبصركم... لأن الأمر جد خطير جدا.. وهنا سيجد كل منا ضالته في الحياة، وسنجد هنا ما تبحثون عنه في موضوع اليتيم ، لقد أعطاه الله من الأهمية بحيث أقسم لنا بخمسة أشياء عظام وختمها بسؤال لكل من الإنس والجان:
فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)
ينقلنا المولى عز وجل ببلاغة العلي العظيم من الماضي البعيد إلى الحاضر، ويكتب لنا حاضرنا في كلمات، حالنا، حال آباءنا، وأولادنا وحال مجتمعنا الحالى ، لقد اصبحنا نسمع هذه العبارة تقريبا كل يوم بل كل لحظة، يقول لك الغني
الحمد لله أنا ربنا كرمني عملت مستقبلي ومستقبل عيالي.. وكتبت لكل واحد منهم كذا وكذا وكذا .. أليس هذا ما يحدث؟ نعم وبدون شك.. الآن هيا بنا نرى بقية الصورة الدقيقة لمجتمعنا الحالي:
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)
الله أكبر إذا كل نعمة من نعم الله هي إبتلاء.. فعندما يكرمنا ربنا وينعمنا فهذا إبتلاء كبير..وعندما يقدر علينا رزقنا فهذا ايضا إبتلاء.. وهنا الرزق ليس فقط المال.. إنما هو البيت والولد والصاحب والثمرات والأموال والمرض والصحة والعافية.. كل هذه من الأرزاق.. إذا تابعو معي لنعرف ما هي القصة بالضبط..
كَلَّا
يرد المولى تبارك وتعالى علىهما معا بكلا القاطعة.. أنت يا من تقول أن ربي أكرمن .. يقول لك ربك كلا.. وأنت يا من تقول ربي أهانن يقول لك ربك كلا... إذا ما الموضوع؟
كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18)
هذان الشرطان هما للذي قال ويقول ربي أكرمني.. يقول لك ربك الذي أكرمك أن هذا الإكرام هو اختبار لك:



  • هل ستحمد ربك وتضع ما أكرمك الله به في خدمة خلقه؟
  • هل ستعرف أن ربك هو الرزاق ذو القوة المتين، وأنه سبحانه أعطاك أنت ما قد حرم الآخر منه لكي تكرمه وتطعيه مما أعطاك الله ؟
  • ألم تعلم أنه سبحانه وتعالى أمرك بالعطاء وبالرحمة وبالمودة وبإعمار الأرض وأرسل رسوله صلى الله عليه وسلم وقد أوصاك بإكرام اليتيم وقال أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين { وأشار بإصباعيه}؟
  • ألم تعرف أنك عندما وقعت عقد الإيمان مع ربك قد ألزمك بالزكاة كشرط من شروط الإسلام؟ ثم أمرك بإطعام الطعام والأنفاق في سبيله ؟
  • إن كنت قد نسيت كل هذا فها نحن أمام ما ألزمك به الله مرة أخرى .. وهما شرطان ألزم الله بهما كل من شعر أو قال رب أكرمن:



الشرط الأول : إكرام اليتيم .
وإكرام اليتيم لا يكون فقط بإعطاءه صدقة أو لقمة عيش.. ولكن إكرام اليتيم هو كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحتواءه بالعطف والحنان والرعاية وتأمين مستقبله.
الشرط الثاني: الحض على إطعام المسكين.
والحض على إطعام المسكين هو أن تأمر أهل بيتك وعمال مصنعك أو معملك أو يعملون لديك بأن يطعموا المسكين.. فهل يتصور الأغنياء كيف يكون حال المجتمع إذا ما حققنا هذا الشرطان فيه؟
لم ينته الأمر عند هذا الحد بل أوضح لنا ربنا علاج من يشعر بأنه مهان لأن ربه لم يعطيه مثل الآخرين فيضع له المولى تبارك وتعالى أيضا شرطان:
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19)
وأكل التراث هنا هو الكذب والغش والرشوة والسرقة وكل وسيلة غير شرعية للحصول على المال أو على أي مطمع شخصي.
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20)
العلاج الفعال لكل من يشعر بالفقر، هو أن ينزع من قلبه حب المال، وذلك بأن يعرف أن المال هو أكبر إبتلاء وهو سبب كل المصائب التى تحل بالمجتمعات عندما يسيئون استخدامه ولا يراعو حق الله فيه.
والآن نأتي إلى نهاية المطاف... المستقبل الذي ينتظر العالم، كل البشر سيجدون أنفسهم وجها لوجه مع هذا المشهد العظيم :
كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26)
ثم يصور لنا المولى عز وجل، الموقف الذي يرتاح إليه ويتمناه كل إنسان، فقبل أهوال يوم القيامة ينادي الله سبحانه وتعالى على احباب أ حبابه:
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة (27)ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي .30.
إذا هذا هو ما لدي اليوم .. وعن اليتيم عندي لكم محاضرة قيمة جدا لفضيلة الدكتور محمد هدايا.. سانقلها لكم مع رؤية واقعية لموضوع اليتم ... ولكن فيما بعد فقد مضى بي الوقت يجري وقد أنهكتني سرعته..

إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ
السكينةوالمودة والرحمة
نادي العضلات الإيمانية
دروس مهمة


تدريب اللسان على إدارة الحوار كما علمنا الرحمن

إليه يصعد الكلم الطيب

إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) فاطر.

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم،أضع بين أيديكم آخر دروس الدورة الأولي في خلق اللسان، راجيا الله عزو جل أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة...
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا
كثير منا يبذل قصارى جهده من أجل أن ينال العزة من أي طريق، فيبذل في سبيل ذلك عمره، وأغلى لحظات حياته، قد يمضى الساعات الطوال في تحضير الكلمات التى يعتقد أن بها سينال غرضه، وهذا الغرض في غالب الظن أنه عند إنسان مثله..
الله تبارك وتعالى يريد لمن به آمن أن يحفظ ماء وجهه، وأن يرى وجهته بغير تشويش وتزين من شياطين الإنس والجن، فيقول للذي يتملق عند رئيسه، وللذي يريد أن يأكل رأس حبيبه أو صديقه أو صاحبه بما ليس عنده، يقول الله لكل هؤلاء إن كنت تريد العزة فإن العزة لله جميعا.
وهنا أنقل لكم مقولة لعمر ابن الخطاب رضي الله عنه:
إنما ننتصر على أعداءنا بطاعتنا لله ومعصيتهم له، فإن تساوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا.
لقد حدد لنا أقصى ما يحلم به المسلم وهو النصر، أن ينتصر على عدوه أوعلى نفسه، أو على شيطانه، أو على شهواته، أو على من يؤذيه.. إنما كل ذلك لا يكون إلا بطاعتنا لله العلي العظيم ولذلك خلقنا وأرسل رسله عليهم الصلاة والسلام ليدلونا على طاعة الله التى فيها نجاتنا.
إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ
الكلمة الطيبة هي حبل من نور بينك وبين ربك، وهي وصل ووصال، تصعد إلى العلي العظيم مباشرة، سبحانك ربي ما أعظمك، إنه سبحانه يريد لعبده المؤمن التقي أن يكون على أعلى مستوى في جميع المجالات، عندما يتكلم وعندما يدرس وعندما يتعلم ويعلم، وعندما يبيع ويشتري، في جميع معاملاته وفي كل حالاته، وفي كل كلمة ينطق بها إن كانت طيبة فإنها تصعد إلى ربه فيرزقه الله بها الحكمة والتوفيق والهداية والتقوى ويكون بين الناس شامة ومثل يحتذى.
وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ
الكلمة الطيبة هو طريقك الممهد للعمل الصالح، هذه هي عادتنا مع كتاب الله، يعطيك المعطيات، ثم البرهان، ثم النتيجة الحتمية والمضمونه منه سبحانه وتعالى..
لذلك كان أول نداء من العلي العظيم لمن به آمنوا كان في خلق اللسان، علمنا كيف نفكر، وكيف نبحث في أعماق الكلمة التى نسمعها والتى نقرأها والتى نتفوه بها، لنعلم مدى نزاهتها عن كل ما يغضب ربنا.فنادي علينا الرحمن الذي هو بنا رحيم قائلا: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) }، دائما يبين لنا ربنا موقف الذين كفروا حتى لا نكون مثلهم، حتى لا نتكلم مثلهم، ولانفكر مثلهم، ولا نتصرف مثلهم، لأنهم في عذاب أليم.
وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ
مكر السيئات، من أسوأ ما يدور في نفس الإنسان، به يهبط إلى اسفل حيث الظلومات والمتاهات وما يصنع شياطين الإنس والجن من ضلال ونفاق وكذب وغش وخداع وكل الرذائل. لذلك يقول لك ربك لا تبتأس فهم في عذاب شديد.
وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) فاطر
مكرهم سيحيق بهم، فلا تخاف ولا تبتأس إن كنت مع الله ولا تنطق إلا بما هو طيب من الكلام، ولا تعمل إلا صالح الأعمال، فقد حدد المولى تبارك وتعالى كل الكلام على مختلف لغاته ولهجاته وأوطانه حدده وصنفه إلى طيب وخبيث، واسمع معي قول ربك في هذا:
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) إبراهيم.}.
الكلمة التى تقولها إما طيبة، وإما خبيثة، وهي تحدد مصيرك إما إلى جنة وإما إلى نار، وهي تحدد سعادتك وشقاءك، فعندما نتكلم بطيب الكلام يهدينا ربنا ويصلح لنا أعمالنا التى تحدد مصيرنا وحياتنا.هذا وماكان من صواب فهو من الله تبارك وتعالى، وماكان من خطا فهو منى واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين، وأدعوه مخلصا له الدين أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلنا هداة مهتدين، سائرين على نهج الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .

كيف السبيل إلى النجاة من قتل بعضنا بعضا؟

إما أن تفيقوا وتتضرعوا للواحد الأحد وإلا !!!

بسم الله الرحمن الرحيم
لا زلت أرى الحل الوحيد فيما قدمه الله لنا من سنته في كونه وفي خلقه والتى لن تجد لها تحويلا ولا تبديلا...لن أقول رأي ولكن سأضع أمام أعينكم قول ربكم فيما أصابكم:
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)
هذه يخبرنا فيها ربنا أننا لسنا أقل من النمل والنحل والطيور، يعيشون جماعة ويعملون بجد وبغير أهمال وبغير سب ولا لعن ولا نقد.

وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)
وهذه قوية جدا لا أرى فيها فارق بين من كذب بآيات الله ولم يصدقها وبين من لم يأخذها مأخذ الجد ويحاول تدبرها ودراستها وتعلمها ثم يعمل ويعلمها لمن تحت يديه من خلق الله.

قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40)
هل رأيتم معي ؟ عندما يحل بنا العذاب فالحل الوحيد هو أن ندعو الله إن كان إيماننا صادقا، لا نناقش، فلندع المناقشة لأهلها، ولكن نتحد كلنا ونلبي نداء ربنا عندما نادانا 88 مرة قائلا يا أيها الذين آمنوا.. يأمرنا في نداءه الأول أن نهذب ألسنتنا وأفكارنا فلا نتكلم مثل الكفار الذين يكيلون لنا الكيل في كل ثانية من حياتنا. لازال هناك عائلات مسلمة يتابعون المسلسلات التى هي نتاج افكار الشياطين من الإنس والجن، ولازال الشباب يغررون بالفتيات، ولازال الأباء يرتشون، ولازال معظم الناس يعتقدون أن الصلاح والفلاح والهرب من العذاب في يد الرئيس أو الوزير أو !!!!!!.يختم الله تبارك وتعالى الآية بقوله {وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}يعني لن يقبل استقامتك ويعينك عليها إلا الله فلا إله غيره.

بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ(41)

الآية صريحة وواضحة وضوح الشمس لن يكشف عنا الضر إلا الله وليس السياسة والسياسيون.

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ(42)

يقول لنا المولى تبارك وتعالى أن ما يحدث لنا الآن في مصر وغيرها قد حدث في أمم من قبلنا والحل الوحيد هو التضرع إلى الله، والرجوع إليه، والإعتقاد فيه وحده سبحانه فلا إله غيره...

فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)

وهذه والحمدلله أوضح، عدم تضرعنا معناه أن الشيطان قد زين لنا ما نعمل، يا شباب مصر عليكم بالإيمان وتجديده في قلوبكم فأنتم أمل المستقبل، ومستقبل مصر والأمة الإسلامية أمانة في أعناقكم لأن الكبار قد خربوها وقعدوا على تلها.

فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) الأنعام.
أكثر من 1400 سنة والله تبارك وتعالى جعل فينا من يتلو كتاب الله ويذكرنا بآياته التى نسينها.. والنتيجة فعلا أنه فتح علينا أبواب كل شيء، اقمنا ناطحات السحاب والمصانع والتجارة والأموال والثروات التى لا يتصورها عقل هربوا بها للخارج ولازالو يستعملونها ضدنا لإعادة الإنتخابات وخيرة شبابنا الله أعلم بهم .
إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ
السكينةوالمودة والرحمة
نادي العضلات الإيمانية
دروس مهمة