23 nov 2015

الدين والحياة .. إن قيمتك في الحياة تكون بقدر مالديك من هذا الدين القيم


بسم الله الرحمن الرحيم
والله زمان دورة العقل والقلب والوجدان

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

لازلت أرى بعض العقول التى تفصل الدين عن الحياة .. فيقول لك إن نصحته لا دخل للدين بهذا .. فأنا لم أفعل شيئا ضد الدين .. وهو يحقد ويغل وينقد ويلوم ويحاكم بغير أصول .. ثم يقول لك هو الذي أخطأ ..

رغم أن الدين أول ما عالج من قضايا البشر عالج قضية الكلام .. أو قضية اللسان .. فالكلمة تعبر عن أفكارنا.. وعن مشاعرنا .. وعن أحاسيسنا .. وعن كل ما يدور في خلدنا .. ويعتمل في صدورنا..

من أجل هذا كان التهذيب والتأديب والتوجيه السليم من أهم مواضيع الدين .. بناء الشخصية السوية السليمة .. تدريب العقل على البحث والفحص وتحري الحق والصواب .. كل هذا في الدين ..

وحد الله تبارك وتعالى بين القلب والعقل.. وحمََل القلب مسئولية اتخاذ القرارات المصيرية .. وجعل من السمع والبصر أدوات تحصيل وتعليم وتجميع العلم والمعلومات..

فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ

ونجد الإنسان يستخدم كل ذلك في أمور تجلب له كثيرا من المتاعب والمشاكل والأحزان .. لأنه حبس نفسه في دائرة ضيقة ينفث فيها شياطين الإنس والجن أفكارهم وسهامهم المسمومة ...

ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

وهكذا نرى أن الله تبارك وتعالى خالق الإنسان وصانعه يقول لكل من لديه شيئا من السمع والبصر وقليلا من العقل قيمتك في دينك .. الدين هو كتالوج صيانتك به تكون ذات قيمة في الحياة .. وبغيره فأنت كغثاء السيل ..

الدين كما قال الدكتور النابلسي منهج حياة كامل متكامل يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية .. إنه الإسلام يا سادة يا كرام .. وأول آداب الدين هو أدب اللسان .. الذي يعبر عن فكرنا وعلمنا أو جهلنا ومشاعرنا ورقينا أو أسفافنا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ

لذلك كان أول نداء في كتاب الله للذين آمنوا عن اللسان .. أدب الكلام .. بعد هذا النداء نجد أن الله تبارك وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم يشرح لنا أهمية الكلمة في حياتنا وحياة الشعوب والأفراد ...

وقبل هذا النداء يبين لنا المولى عز وجل في كتابه الكريم جميع نماذج البشر .. كبيرهم وصغيرهم .. من جميع الملل والديانات .. منذ آدم وحتى تقوم الساعة .. لم يترك نموذجا واحدا بغير تصنيف وتقييم وتوضيح .. لأن المؤمن قريب من الله .. يعلمه ويربيه ويهذبه ويهديه سبل السلام والرشاد ... لذلك وضح لنا ربنا نوعيات الناس .