9 jul 2013

رسالة



رسالة إلى كل مصري
رسالتى أوجهها أولا إلى كل من ينتمي للإسلام ولو بالاسم فقط .. وهي دعوة لكل مسلم موحد بالله.. وإلى كل مصري ولد في مصر أو في خارجها ..وإلى كل من في قلبه ذرة حب لمصرنا الحبيبة..دعوة موجهة إلى كافة شباب مصر ... العامل والمهندس والدكتور.. والتاجر والحارس والبائع والراعي.. علينا أن نوحد الجهود.. ونوحد وجهتنا.. ونوحد أهدافنا.. وهذا التوحيد لابد له من ان ينبع من منبع واحد... ويصب في مصب واحد.. وهذا لايمكن أن يكون إلا إذا كان المعبود واحد.. والحمد لله رب العالمين على أنه لا إله إلا الله، ولا معبود بحق سواه.. إن أمتنا العربية.. وأمتنا المسلمة، غنية بكل عناصر الحياة، وشبابنا في الداخل والخارج هو قوة ضاربة تهتز لها الجبال إذا ما اتحدت كل فيما يخصه.. فلو أن كل فئة من فئات الشعب اتحدوا،، كل في مجال تخصصه، الصناع والزراع والتجار والأطباء والمهندسين .. هذه النقابات الموجودة بمصر.. والمنتديات التى هي كل يوم في اتساع وانتشار، .. لو كل هؤلاء اجتمعوا على امر الله ، لأصبحنا قوة ضاربة ترهب الأعداء وتحطم العقبات، ومن حسن الحظ أن هناك في مصر تجمعات واتحادات ونقابات وفئات... ولكن ينقصنا أن نرتوي من ينبوع واحد.. من ماء واحد,, وهذا الينبوع قد جاء به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهو موجود بين ايدينا في كتاب الله، فهو قرآن يتلى إلى يوم  القيامة..إن ما ارمي إليه هو ما جاء في سورة الأنعام من وصايا الرحمن لعباده الكرام.. يقول المولى عز وجل آمرا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم :
{{  قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا }}
 يامر المولى عز وجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعونا إلى التوحيد بالله.. ألا نشرك به شيئا.. وهذا هو المطلوب الآن في مصر..وقد يقول قائل .. أفي هذه الظروف تحدثنا عن الدين؟؟ أقول له ولكل من لديه عقل واعي وحس مرهف وقلب مؤمن بالله .. اقول له نعم ، إن ما ينقصنا الآن هو التوحيد.. توحيد صفوفنا، وتوحيد قلوبنا، وتوحيد اهدافنا، وتوحيد مجهودنا، التوحيد بكل صوره.. فيكون المنبع واحد والمصب واحد,, فلا نختلف.. فيكون شعارنا {{ إنا لله وإنا إليه راجعون }} وهناك نداء من المولى عز وجل ينادي فيه عباده الذين به آمنوا: {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة }} وهنا أرى والله أعلى وأعلم ، أن المولى عز وجل يوجهنا بالطريقة المثلى والصحيحة لنواجه أمور حياتنا، بالصبر وبالصلاة، فبهذه الطريقة يكون معنا بعزته وقدرته ورحمته ورعايته سبحانه، ثم ينبهنا إلى شيء في غاية الأهمية، وهو أن الذي يموت في سبيل الله هو حي يرزق عند ربه، والموت في سبيل الله ليس فقط في ميدان الحرب، بل يدخل فيه كل من قام بعمل في سبيل الله، إبتداءا من إماطة الأذى وحتى لا إله إلا الله، أي لا نجزع من مصيبة الموت، ولكن علينا أن ننتبه لما هو أهم، وهو إبتلاء ربنا لنا ، ولقد ضرب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوي رحمه الله مثلا{{ ولله المثل الأعلى}}  أن الطفل الذي يمشي مع أبوه في الشارع لا يجرأ أحد من الأطفال أن يتعرض له، لأنه في حماية أبوه، كذلك عندما يكون الإنسان في رعاية مولاه.. وذلك بالصبر على الطاعة، فإذا خرج عن هذه صادفته الإبتلاءات، وحتى عندما بنتلى  إذا تذكرنا أننا أصلا لله، مخلوقين له سبحانه، وإنا إليه راجعون، فيطمأن القلب، وتبدوا على الإنسان علامات الإيمان وذلك بما في قلبه من يقين بالله الواحد القهار. هذا والله أعلى وأعلم .
الآن نعود إلى راس موضوعنا:
{{  قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا }}
وهناك آية عظيمة في سورة التوبة اذكرها كلما قرأت عن عدم الشرك بالله، ألا وهي : {{ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)}} التوبة..لقد جمع المولى عز وجل في هذه الآية كل مجالات الشرك..وكل المجالات التى تصادفنا في حياتنا اليومية من أمور الحياة، وهنا هو المجال الحقيقي للتوحيد، فإن أحببت أباك، أخاك، أبناءك، أو العشيرة، أو المال، أو التجارة، أو المسكن الذي نضع فيه كل ما نجنى من خيرات الله، لابد وأن يكون هذا الحب للإشخاص، أو للإشياء، لا بد وأن يكون في الله وبالله، وذلك تصديقا لحديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : {{ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }} .. إن غاية كل منا هي عبادة الله حق عبادته، ونبذل في ذلك الجهد والمال والنفس حتى يرضى عنا الله عز وجل، كذلك يجب أن توجه من تحب لنفس الغاية وتعينه عليها، فيكون حبك له في الله وبالله،
هذا والله ولي التوفيق ... وأرجو أن لا أكون أطلت ،  فهذا الموضوع أخذ كل فكري ولبي لسنوات طويلة، وقد أطلقت عليه اسم وصايا الرحمن لعباده الكرام، وهي الوصايا العشر بسورة الأنعام. وقد ألحقت به جميع نداءات الرحمن للمؤمنين منذ النداء الأول وحتى آخر نداء قبل الوصايا، وقد وجدت علاقة قوية ووثيقة بين كل نداء وبين الوصايا.. خاصة وأن المولى عز وجل قد قسم الوصايا العشر إلى ثلاثة أقسام أو ثلاثة مراحل.. المرحلة الأولى ختمها ب: ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون، وكأن المولى عز وجل يقول لنا: لا يصح لأي عاقل أن يفرط في تلك الوصايا، أو أراد أن يقول سبحانه وتعالى لنا : إن أردت أن تكون عاقلا فعليك بتطبيق هذه.. هذا والله أعلى وأعلم .. كما إنني رايت فيها الدستور الإلهي السمائي الذي نزل به الروح الأمين، ليكون دستور الأمة الذي لا يمكن أن يغيب من قلوبنا أو عقولنا، أو بيوتنا، بل يجب أن نوصي بها أولادنا وأحفادنا وكل من سنسأل عنه من قبل الرحمن .
هذا والله أعلى وأعلم ..
والآن إن تحظى هذه بموافقتك إنشاء الله، أرجو إعلامي بهذا حتى أكمل بحثى في هذا الموضوع..
وفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه وما فيه خير لبلدنا الحبيب ولأمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته