بسم الله الرحمن الرحيم إذا الميثاق الذي بين الناس ورب الناس هو ما نراه الآن في هذه الآية الكريمة .. أن لا نعبد إلا الله .. طاعتنا وعقيدتنا واستسلامنا وإيماننا وحبنا وإقبالنا لا يكون إلا لله رب العالمين .. هذا الإيمان وهذا الميثاق وهذا الإقبال يظهر واضحا وجليا في معاملاتنا لفئات الناس التى نراها واضحة في الآية .. فالإحسان لابد وأن يمتد من الوالدين إلى ذي القربى واليتامى والمساكين، ثم يستمر حتى بعد وفاتهم.وبالنسبة لعامة الناس أن نقول لهم الحسن الطيب من الكلام ، وكل نقص في الإحسان يقابله نقص في حُسن معاملة الناس .. لأن الكلمة كانت قبل أن تكون كلمة كانت فكرة تحولت إلى عقيدة ثم نية ثم فعل ... فمن لم يتعود إن يصل بإيمانه إلى الإحسان إلى ذي القربى واليتامى والمساكين فلن يستطيع أن يقول حُسنا للناس إلا نفاقا ورياءا والعياذ بالله . من يستسلم لسوء الظن فقد استسلم للشيطان فهو عدونا اللدود والذي أمرنا الله أن نتخذه عدوا .. وعدواته تبدأ بأن يجعلنا نسيء الظن بالناسوفي الحديث الشريف يحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نكرم الضيف.. والكرم أصله عند الله سبحانه وتعالى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
وفي الحديث الشريف يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نكون رجالا .. ويعلمنا أن نكون كرماء .. فإن الكرم نتيجة حتمية لتقوى الله ومعاملة الناس معاملة حسنة.
أولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
نتيجة الصدق في معاملة الناس وإنفاق المال ابتغاء مرضاة الله نتيجته المؤكدة هي تقوى الله ... فكل تقصير في صدقنا مع الله يقابله تقصير في التقوى .
هذا والله أعلى وأعلم
وفي الحديث الشريف يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يبارك الله في عمرنا وكيف تعمر هذه البركة ديارنا، لأن صلة الرحم وحُسن الخلق يجعلونا نشعر براحة نفسية وقوة بدنية وعقلية وعقائدية تجعلنا نُقبل على الحياة بحب وتلقائية وثقة بالله وبأنفسنا.
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا
[سورة النساء ]
لقد وسع الله دائرة الناس ... فمن نجح فعلا في الآيات السابقة فإنه حتما سينجح أيضا في أن يصل بإحسانه إلى الجار القريب والجار البعيد والصاحب الحبيب والصاحب الغريب وكل هذا بغير تكبر ولا فخر ولا بطر .