وَمَنْ يَعْشُ
عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ
مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ
بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ
إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39) الزخرف
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته....
أشتدت
المعركة.. واشتد الخصام.. واشتد التعصب.. وبلغ العند مبلغه.. وقتل الكثير.. منهم
من يعرف لماذا قتل ومنهم من لم يعرف.. والمعركة بين طرف واحد { هم الناس } والطرف
الآخر هو الوهم .. فكرة واهية.. راح ضحيتها كثير من الناس.. وكل من يسب ويتهم
ويدعو على الآخر فقد ساهم في الفتنة وفي اشتعالها...
وأقول
لكل متحمس إن الذي تدعو عليه سواء كان من الإخوان أو من الراقصات فهم مخلوقين
لله.. خلقهم ربهم .. هو جاء بهم إلى هذه
الحياة .. هو سبحانه أزاح المخلوع.. وأقبر المنتصر.. وأنهى حياة الزعيم.. وهو
يتولى الصالحين.. أما الذين يحسبون أنهم مهتدون.. وأنهم يحسنون صنعا .. وأنهم على
حق والباقي على الباطل.. هؤلاء هم الأخسرين أعمالا.. ومصيرهم المحتوم وضحه لك ربك
حتى لا تساهم معهم في إشعال الفتنة أكثر من ذلك.. وحتى تطمئن إلى حكم ربك .. وحتى
تعرف مصير كل من تكبر وكفر وأجرم فقتل وسفك دماء الناس .. إن الله وراءهم
بالمرصاد... فانجو بنفسك وادعو بالخير لبلدك وتمسك بدينك ولا تتبع غير كتاب الله..
وسنة رسوله إن طابقت كتاب الله .. لأن السنة والقرآن لا يختلفان.. وما اختلف من
السنة فليس من السنة ولايجب علينا اتباعه... والآن إليك مصيرا آخر حدده الله في
كتابه :
قُلْ
هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)
أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ
أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105)
ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي
هُزُوًا (106) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107)
خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) الكهف.
الكل الآن يسير وراء شخص أو
مجموعة أو حزب.. أو فكرة.. فهل راجعتم أنفسكم بعض الشيء حتى لا نفاجئ بموقف هؤلاء
الذين اعتبرهم ربهم الأخسرين أعمالا..
أنا لم انتخب مرسي .. ولم
انتخب أي مرشح مهما كان حسن الكلام.. ولكني أدعو الله لي ولسائر المسلمين أن يولي
علينا من يخاف ويرحمنا ويتقي الله فينا..المسألة عند كل عاقل واضحة تماما.. لقد
أوقع الشيطان بيننا.. والدليل أن المعركة في سوريا لم تنتهي ولا يلوح في الأفق أي
دليل أو علامة لكي تنتهي .. والآن نحن على أبواب ذلك.. نحن على شفا حفرة من النار
حفرها لنا شياطين الإنس والجن لعنهم الله ... فهل افقتم ؟؟ هل رجعتم إلى ربكم ؟؟
هل تضرعتم إليه متذللين لكي ينجينا من الفتن؟؟ هل تركتم اتباع خطوات الشيطان؟؟
وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ
وَكَيْفَ
تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ
وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)
على الأقل اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تساهم في التفرقة فتضل
وتشقى.
****
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ
اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ
كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ
إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)
يحذرنا المولى تبارك وتعالى من الموت المفاجئ.. يحذرنا من أن نموت
وقد تركنا الإعتصام به واعتصمنا بأحد من خلقه أو بفكرة صائبة أو حتى ضالة ..
فالمسألة سواء لأن الله قالها صراحة وواضحة أن علينا أن نعتصم بالله { بحبل الله }
وليس بحبل الناس.
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(104)
إذا هذه هي غايتنا.. أو ما يجب أن تكون غايتنا، أن نكون خير أمة..
ونحن فعلا كذلك.. والآن أنا أعرف أن كثير من الشباب سيندفع ويقول لي : لكي نحقق
ذلك علينا أن نفعل كذا أو كذا .. فأقول له بمنتهى الهدوء والثقة أسمع كلام ربك في
الآية التالية عليى تلك:
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ
تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ
لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)
لقد انقسم المسلمين إلى فريقان.. وانقسمت مصر إلى فريقان وبينهما
شباب ضاع.. لم يستطع أن يكون فكرة معينة، لا يرى شيئا غير الظلم والدماء تسبح من
حوله.. أقول لهولاء تمسك بآيات ربك وقرآنه وكلامه واعتصم به فهو سبحانه وتعالى
سيقيك الفتن.
يَوْمَ
تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ
أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ
تَكْفُرُونَ (106)
واحذر
كل الحذر أن تكون من أصحاب الوجوه السوداء والعياذ بالله.. وأذكركم بالصحابي الذي
قتل اسيرا بعد أن قال لا إله إلا الله.. الصحابي كان يعرف أنه يقولها لينجى من
الموت.. فعاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له ماذا ستفعل بلا إله إلا الله
يوم القيامة؟؟ معنى هذا لا تسب أخالك المسلم ولا تساهم في تعذيبه أو قتله.
وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ
فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ
بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108) آل عمران
وفي النهاية اتمنى من الله
العلي العظيم أن يكشف الغمة ويقينا الفتن ولا يجعلنا ممن تسود وجوههم يوم القيامة.
