1 abr 2013

طفلك يعكس ما بداخلك، وقد جاء يدلك على عظمة ربك فيما أعطاك



 بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين  صلى الله عليه وسلم
إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)
هذا أول خاطر طيب من نوعه في تاريخ البشرية، إمرأة عظيمة من أصل طيب ، فهي من ذرية آدم عليه السلام الذي خلقه المولى تبارك وتعالى بيده، ثم أسجد له ملائكته، ثم سخر له ما في الكون جميعا، ونوح عليه السلام الذي ظل يدعو قومه 950 سنة ليؤمنوا، كم كان صابرا، وحليما، وشجاعا، ومخلصا لله العلي العظيم، ثم آل إبراهيم عليه الصلاة والسلام، خليل الرحمن، ثم آل عمران.. مجرد سماع اسماءهم ينشرح صدر الإنسان.
رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا
قلبها الطاهر، ونفسها العفيفة،  وأصلها الطيب، كل ذلك جعلها تفكر في الطريقة المثلى ليستمر كل ذلك لعائلتها، كانت تعرف أنها من ذرية أشرف الخلق، ذرية أصطفاها الرحمن الرحيم، كانت تشعر بطهارة آدم وبراءته، وصبر نوح وشجاعته، وقرب إبراهيم من ربه، ثم زوجها عمران عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام..
ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)
بعاطفة الأمومة، أرادت أن تكون ذريتها أستمرارا لمحبة الله والإخلاص له.. استمرارا  للنخبة المصطفاة من عباد الرحمن، فنذرت ما في بطنها محررا.. محررا من كل ما سوى الله، أن يكون ما في بطنها خالصا لله كما كان أجدادها عليهم السلام ...
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)
يخاطب الله تبارك وتعالى كل زوجة، وكل أم أن تسلك نهج إمرأة عمران، أن تعيذ أولادها من الشيطان الرجيم، أن تخلص النية لله، وأن يكون أولادها طيبين طاهرين عابدين لله رب العالمين، فيسبقونها إلى جنات الخلد والنعيم.
وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)
يجب أن نعيذ أولادنا من الشيطان الرجيم، أن نحصنهم بالإسلام، ليس فقط بأن نأمرهم بالصلاة ، ولكن أن تكون كل أم مخلصة لله وتستعيذ بالله العلي العظيم من الشيطان الرجيم، وتحصنهم بحصانة الإسلام والإيمان بالله العلي العظيم، لابد للأم أن تحتضن أولادها، وترضعهم الإيمان بحسن تعاملها وتصرفاتها أمامهم، لابد من أن تسقيهم الإيمان كما تسقيهم من لبنها..
هذا من ناحية الأم، أما عن الأباء فعليه يتقي الله في بيته وزوجته ويعطيها حقها كأنسان يحمل في طيات ثوبها سعادة الأسرة وشقاءها، ثم عليه أن يتحرى الحلال في كسبه، ولا يطعم أسرته من حرام فيفسد الزرع وتخيب الآمال...
عندما ارى موضوع عن الأطفال لا استطيع أن أمنع نفسي من المداخلة.. لم أرى في العالم العربي احدا عرف حقيقة الطفل.. الكل يتكلم ويتكلم ويتكلم ... ولكن هيهات هيهات هيهات أن يمسو الحقيقة ولو من بعيد..
لقد جعل الله الأطفال لنتعلم منهم .. ونرى فيهم عيوبنا.. ويعسكون بتصرفاتهم صلاحنا أو فسادنا.. الذي ربى أطفالا سيقدر كلامي.. انظر إلى طفلك بعد اسبوع او اسبوعان من ولادته.. تجده ينظر إليك نطرات معبرة، ربما يحفظ شكلك.. ربما يدقق في ملامح وجهك.. فأنت عندما تلاعبه يضحك، وعندما تعبث في وجهه يتعجب ثم يبكي
هذا ثم انظر إليه عندما يبدأ في اخذ الأشياء من يدك ثم يرميها بكل قوته على الأرض.. وبعد ان يرميها ينظر إليك.. لأنه قام بعمل كبير وينتظر منك الجائزة أو كلمة تشجيع أو ابتسامة.. ومن هنا تبدأ مشكلة الخجل أو الجرأة.. فبعض الأمهات أو الأباء يبدأ في عتاب الطفل وربما نهره.. انا مش قلتك لا ترمي هذا؟؟ وربما تركته وابتعدت عنه حتى لا تناوله مارماه..
وهنا يبدأ الطفل يشعر بغربة ووحشة وحيرة بالغة.. لذلك نرى كثيرا من الأطفال ينطوي على نفسه، ويخاف من الناس.. لأن أمه أو أبوه قد نهره أو تركه وحيدا.. فالطفل وكأنه يقول إذا كان هذا تصرف ابي وامي فما بالك بالآخرين!! ماذا سيفعلون معي... فتجده وهو لم يبلغ 10 شهور منطوي ويخاف من الناس..
ومع ذلك الطفل ينمو داخليا بكل كيانه يكبر شوية شوية.. وتكبر معه إرادته وإدراكه للإشياء.. ويكون فكرة تظل معه مدى حياته عن امه وابوه لا يغيرها ولا حتى الزمن...
ورغم كل ما يلاقي اطفالنا من العناية المركزة لدرجة الخناق.. أوالأهمال المطلق لدرجة يعاقب عليها القانون البشري.. رغم كل ذلك الطفل يشق طريقه في الحياة...
يبدأ يحبو.. قد ينقلب على ظهره أو على جنبه ولكنه لا يبالي .. يعود لوضعه الطبيعي ويبدأ من جديد.. ثم ينجح في محاولة الحبو.. يسعد جدا بنجاحه.. ينظر حوله باحثا عن كلمة تشجيع.. اقصى ما يفعله الأب هو أن يلعب معه دقائق معدودة ثم يتركه ويذهب.. والأم دائما في المطبخ او في عملها أو تشترى أو بتحكي مع الجيران
كل ذلك والطفل لايبالي .. يقول مش مهم أنا حااعيش لوحدى .. طيب ماانا كنت 9 شهور لوحدي .. أيه يعنى كنت أخر راحة وماحدش بيقرفني في عيشتي.. آسف للتعبيرات..
ثم يبدأ الطفل مرحلته الجديدة مع المشي.. ينظر حوله متفحصا المكان والأشخاص.. هل هناك احد سيساعده؟؟  ياللهول.. هذه الخادمة القاسية قد تضربه أو تنهره أو تتركه يسقط فتنكسر رقبته.. يقول الطفل لنفسه لا ياعم انا حااستنى لما تيجي ماما... وهكذا يتأخر مشي الطفل ربما اسبوع او شهر او اكثر...
وعندما يطول الوقت على الطفل يتخذ قرا ره الشجاع سأبدأ مشوار حياتي وحدي لا بد لي أن امشي انا كبرت خلاص.. هاهاهاها...
يقوم بأول محاولاته... يقع على جدور رقبته.. ربما ضحك عليه ابوه .. ويعمل نفسه بيهزر معاه ويقوله كلام خايب..
 وربما كان محظوظا فتراه امه وتجري عليه وتأخذه في حضنها وتقبله وتشجعه وتهنأه على شجاعته في اتخاذ القرار..{ هذه أم نادرة الوجود }..
المحاولة الثانية للطفل فيها يكون أكثر خبرة.. ينظرحوله مرة ثانية ويشوف أول حاجة قريبة منه يقدر يسند عليها.. ولا يرى غير كرسي مهكع وبعيد.. ماشي زي بعضه حاحاول وامري لله..
وبعد سقوطه مرة وربما مرات يصل إلى الكرسي أو إلى أقرب حائط .. يفرح بنجاحه .. وكل اللذين من حوله يفرحون لحظات ثم يتركونه مع نفسه وحيدا مرة تانية...
الطفل عنيد.. انتم تركتوني وحدي ولكني استطيع ان امشي ووحدي .. ويظل مستندا على اي شيء ويمشي ويصبر على نفسه، وبقوة إرادته وصبره البالغ يتخلى عن المشاية ويمشي وحده.. ثم يجرى.. ثم يبدأ في تكسير الأشياء .. ويبدأ ابويه في توبيخه...
هذه اللحظات الفاصلة في حياة الأطفال هي التى تجعل الطفل خجولا.. يعاني من اضطرابات نفسية.. بداخله خوف وقلق.. أو على الأصح قد ماتت فيه أو أندسرت فيه ملكاته.. فالطفل يولد مكتمل النمو كاطفل..ولكن المعاملة التى يلاقيها ممن حوله هي التى تحدد شخصيته... هذا من الناحية العلمية المنطقية..
الآن هيا بنا على الناحية المعنوية .. وهي الأهم.. خلال وجود الطفل في بطن أمه 9 شهور أو 6 أو 7.. قد طعم وشرب من طعام أمه .. هو يسعد لسعادتها ويحزن لحزنها.. ويسمع بكاءها.. هذا كلام واقعي .. لقد قاموا بدراسة عميقة جدا خلاصتها أن الطفل يسمع ويشعر حياة امه الخارجية...
لذلك نجد الطفل بعد شهور قليلة وقد اصبح  مرحا جدا يضحك ويملأ البيت حركة وحيوية.. ونجد آخر منطوي على نفسه .. دائما يبكي .. وإذا لاعبه أحد ينظر إليه بخوف شديد..
ثم تأتي مرحلة اخرى في منتهي الخطورة .. وهي التى تتكلمون عنها الآن.. الطفل أما ان يكون خجولا أو جريئا لدرجة السب واللعن..
هذا راجع لعدة اسباب ولعدة جوانب سأذكر منها جانب واحد هو بالنسبة لي واضح كالشمس في كبد السماء..
عندما يكون الوالدين على درجة من الأخلاق.. لم أقل على درجة من الدين لأن هناك متدين بلحية ويعظ ثم نراه يسب ويلعن زميله الشيخ..فهذا أبعد ما يكون عن الدين وعن الأخلاق،أقول عندما يكون الوالدين على درجة معقولة من ا|لأخلاق الحميدة المتأصلة.. لأن هناك من يرتدي قميص الأخلاق ثم يخلعه عند اللزوم فيسب أو يسرق أو يرتشي.. وقبل ذلك كان مؤدبا مبتسما ومهذبا في كلامه... هذا منافق... وإنما انا اتكلم عن أسرة على خلق حميد .. الأخلاق متأصلة فيهم.. هذه الأسرة تجد أولادها وكأنهم نموذج للأطفال المثاليين..
أما عن لماذا لأنهم قاموا بتنفيذ وصايا ربهم في سورة الأنعام الآيات رقم 153،152،151، يقول فيها المولى ألا تشركو به شيئا وبالوالدين أحسانا ولا تقتلوا أولادكم...هنا نحن أمام أب وأم قد أحسنوا إلى والديهم وكذلك ستكون ذريتهم .. سيحسنون إليهم, والعجب العجاب أن هذا الإحسان يبدأ وهم أطفال صغار، تجدهم ملتصقين ب
 
وهذه نقلتها لكم :
عشرون فكرة لتقوية علاقتك بطفلك
1.       امدح طفلك أمام الغير.
2.        لا تجعله ينتقد نفسه.
3.        قل له : لو سمحت.. وشكرا.
4.       4ــ عامله كطفل واجعله يعيش طفولته.
5.       5ــ ساعده في اتخاذ القرار بنفسه.
6.       6ــ أسأله عن رأيه، ثم خذ به في أمر من الأمور.
7.       اجعل له ركنا في المنزل لأعماله واكتب اسمه على إنجازاته.
8.       علمه ان يصلي معك واغرز فيه مبادئ الإيمان بالله.
9.       علمه مهارات إبداء الرأي والتقديم وكيف يتكلم ويعرض أفكاره
10.    شجعه على توجيه الأسئلة واحرص على الإجابة عليها كلها.
11.    أوف بوعدك له.
12.    علمه كيف يعمل ضمن فريقه.
13.    أفصح له عن أسباب أي قرار  تتخذه.
14.    أرو له قصصا من أيام طفولتك.
15.    علمه كيف يرفض ويقول لا عند رؤيته لتصرف خاطئ.
16.    علمه كيف يواجه الفشل.
17.    اعتذر له عن أي خطأ واضح يصدر منك.
18.    اجعل له يوما فيه مفاجآت,.
19.    عوده على قرآة القرآن كل يوم .
20.    اخبره انك تحبه وضمه إلى صدرك فهذا يزرع فيه الثقة بنفسه.