28 mar 2014

صلاتك إن صحت فلن يخاف عليك أحد وستجد من يقول لك لا تحزن إن الله معنا


إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
***
لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ
بعد هذه الآية الكريمة لا يمكن أبدا أن نحزن أو نتألم كما يحزن ويتألم من لم يؤمن بالله، لأن الله تبارك وتعالى قد جعل لنا أجرا عظيما عنده سبحانه، وكل ماعلينا حين تهاجمنا الأحزان هو أن نستسلم لله رب العالمين ونرتمي في دفئ التوبة والإستغفار وكلمات الصبر {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}وعلى الفور تتنزل علينا رحمات ربنا سبحانه وتعالى :
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
والحمدلله رب العالمين .

إذا عندما تصاب بشيئ من الألم أو الحزن، عليك أن تستغفر كثيرا كثيرا كثيرا، وتذكر ربك بكرة وأصيلا، وأن تجعل لك خلوة مع العلي العظيم ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء فيهبك من كرمه ويعطيك من فضله ويفيض عليك من جوده ورحمته.

كهف الآمان الذي فيه نُحسن الإختيار



وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)الكهف.
المجرمين، تعبير ترتجف منه أوصالي، كم في حياتنا من مجرمين، متعالين، متكبرين ، متخيلين أنهم أحسن الناس فكرا وعملا وقولا..
ربما اختارناهم لأننا كنا نعتقد أنهم كذلك، أنهم أحسن الناس مظهرا وقولا وعملا، كم شخص في حياتنا أخترناه شريكا أو رفيقا أو صاحبا أو زميلا يقاسمنا أفكارنا وأوقاتنا، ويعلم الله وحده مصيره ومصيرنا…
لدينا الآن نظريات وفلسفات وسياسات وأحزاب وأشكال وألوان من الناس، نتعايش معهم ونندمج معهم، تنتقل إلينا أفكارهم، ويقنعوننا بما لديهم، ثم الله وحده يعلم مصيرهم ومصيرنا…
لذلك قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(حديث مرفوع) :
حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ غَيْلَانَ ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ قَيْسٍ التُّجِيبِيَّ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، قَالَ سَالِمٌ ، أَوْ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
" لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا ، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ "
قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وهكذا نرى بوضوح كامل الطريقة التى يجب علينا إتباعها، وكأني بهذا الحديث هو لأهل هذا العصر والعصور المقبلة..
لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا
على فكرة المصاحبة لا تكون فقط بدنيا، ولكنها أيضا فكرية وعاطفية وسمعية وبصرية، وقديما قالوا : قل لي من تصاحب.. أقل لك من أنت .
وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ
صلى الله عليك وسلم يا سيدي يارسول الله، هو أديب وهو رحيم وهو على خلق عظيم، قدم لنا النصيحة الغالية بمنتهى الأدب، هذا لأن التقي سيرفض طعامك أن شك في مصدره الحلال، وفي الوقت نفسه التقي حقا لن يطعم إلا من حسبه كذلك.
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا
أختم بآية كريمة يأمرنا الله تبارك وتعالى فيها أمرا واجب النفاذ.. قال الله العلي العظيم :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) الحشر.
وهكذا نجد أنفسنا مجبرين أن نصحح اختياراتنا، من الناس ومن العمل ومن القول ومن المشاعر، علينا أن ندقق في كل شيء قبل اختياره، وعلينا أن نستعين بالله العلي العظيم في كل أمور حياتنا..
قرأت مرة دعاءا أو مناجاة لرب العالمين سكنت كلماتها قلبي:
رب أختر لي أنت لجهلي لمصلحتي بين يديك
إن الخير بك ومنك وإليك وبين يديك
ربي دبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير
ربي قومني واصلح لي شأني
أنا الميل كله
ربي إن الحياة لا تكون إلا في رحابك
فاعصمنا من أن نحيد فتتلقفنا الشياطين