28 nov 2013

{ كيف نتحول من الخوف من الله العلي العظيم إلى خشيته سبحانه وتعالى} - منتدى موقع مبدعون

كيف نتحول من الخوف من الله العلي العظيم إلى خشيته سبحانه وتعالى} - منتدى موقع مبدعون


{ كيف نتحول من الخوف من الله العلي العظيم إلى خشيته سبحانه وتعالى}
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم .. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا فإنك أنت سبحانك العليم الحكيم.. اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا واجعله خالصا لوجهك الكريم وأهدنا به آمين ..
احبابي في الله لا زلنا مع الخوف.. فهو يشكل جزءا كبيرا في حياتنا اليومية منذ الصغر وحتى نهاية العمر، فقد تحدث عنه علماء الدنيا والدين والفلاسفة والمفكرين والمصلحين والأتقياء وغيرهم، فهو يشكل أو يشغل جزءا كبيرا من حياة الناس على مختلف أعمارهم وألوانهم وتفكيرهم ومذاهبهم..
ولكن في الآية التى نحن بصددها يعلمنا الله تبارك وتعالى كيف نتغلب على الخوف من أي شيئ ونحوله إلى خوف من الله وحده، فإذا ما نجحنا في ذلك كان خوفنا من الله هو حبل النجاة من المهالك، ثم هو ذلك الدرع الواقي والسلاح الذي يفر منه كل من يحاولون تخويفنا، ولدينا هنا آية في غاية الروعة تعلمنا بأي سلاح نتسلح عندما نواجه الخوف من غير الله، فدققوا معي أثابكم الله :
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ
 فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) يونس
يعني بالعامية اجمعوا كل مالديكم من وسائل التخويف ثم تعالوا إلى فأنا في انتظاركم لأني توكلت على الله رب العالمين..
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
ما قاله نوح عليه السلام هو المعنى الدقيق للآية عاليه، إذا عندما نخاف من أي شيئ عليك أن تتذكر أن الله تبارك وتعالى هو ابتلاك بهذا الخوف لتعود إليه قائلا ومتذكرا ومقرا بأنك لله خلقت وإليه يرجع كل أمرك وفي نهاية مطافك الدنيوي ستقف بين يديه سبحانه بما عملت وقدمت لحياتك الحقيقية في الآخرة..
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
فمثلا عندما نخاف من أحد الناس علينا أن نتذكر أن الله أكبر، ونقول ما قاله من سبقونا بالإيمان :{ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل }
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) آل عمران
هنا ينتابني إحساس بأن الخشية هي مزيج من الخوف والرجاء، مثلا أنا في طريق مظلمة وقابلني شيئا خفت منه هنا سيتملكني الخوف، وسأتصرف اتوماتيكيا بناء على هذا الخوف، ستعمل الغدد في أفراز المواد اللآزمة لإعداد الجسد لمواجهة هذا الخوف..
أما الخشية هي التى تصاحب الخوف سواء تسبقه أو تأتي بعده، فأنا أخشى الحرب ولكني لا أخاف العدو مثلا.. ففي الحرب قد أخسر ما لدي من مال وعتاد، أما لو خفت العدو فسوف سواء كان إنسانا أو حيوانا فسوف يقتلني بسبب خوفي وليس شجاعة منه..
لذلك عندما يصيبنا الخوف من أي شيء  فنرجع إلى الله ويكون حالنا هو إنا لله وإنا إليه راجعون، ونعلم يقينا أن الله أكبر من كل ما نخاف منه فنستسلم لله بدلا من استسلامنا للخوف فسوف ينقذنا الله تبارك وتعالى لأنه من اجل ذلك ارسل إلينا الخوف من غيره لنعود إليه .. وعودتنا إلى الله تائبين مستغفرين ومستسلمين له وحده سبحانه قد تكون هذه هي الخشية من الله التى كان يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا:
اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ
وهذا هو ما يجب علينا فعله عندما نخاف على أنفسنا أو على أبناءنا أو على شيئ عزيز علينا، أو نخاف من أي شيئ فلنتذكر أن هذا الخوف الذي أصابنا ليس إلا رسالة من العلي العظيم ذو الجبروت الملكوت والعزة والكبرياء يقول لك فيها عد إلى عبدي أرف عنك خوفك، فهو سبحانه لا يخاف لديه المقربين بل بقربه ينعمون ويتمتعون.
قلَّما كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يقومُ من مَجلسٍ حتَّى يدعوَ بِهَؤلاءِ الكلِماتِ لأصحابِهِ : اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ ، ومن طاعتِكَ ما تبلِّغُنا بِهِ جنَّتَكَ ، ومنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَينا مُصيباتِ الدُّنيا ، ومتِّعنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا ما أحييتَنا ، واجعَلهُ الوارثَ منَّا ، واجعَل ثأرَنا على من ظلمَنا ، وانصُرنا علَى من عادانا ، ولا تجعَل مُصيبتَنا في دينِنا ، ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا ، ولا تسلِّط علَينا مَن لا يرحَمُنا
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3502 خلاصة حكم المحدث: حسن
بهذا الدعاء الجميل لسيدنا وقائدنا ومعلمنا وحبيبنا الذي بعثه الله فينا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا ما لم نكن نعلم صلى الله عليه وسلم .. بهذا الدعاء الجميل من نبي الرحمة والهدى اترككم في رحاب كلماته ونفحات دعاءه صلى الله عليه وسلم على أمل أن نلتقي على خير بإذن الله تعالى..
لا تعتبروها مجرد مقالة .. فما فيها من أيات وذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم هي آمانة عندنا نعمل بها ونعلمها لمن هم في محيط اسرتنا وأصدقاءنا والمقربون إلينا، فقد أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن نبلغ عنه ولو آية.