3 مايو 2015
الدين والحياة
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(9).
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا
يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ
وكأن وسيلة الإتصال بالله العلي العظيم الذي ليس كمثله شيء هي التسبيح بحمد الله والإيمان به ….
سبحانك ربي وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، والله إنه أكبر عطاء من السميع العليم أن يشركنا مع الملائكة ويخبرنا بحالهم قولا وعملا… لذلك جاء أمر الله تبارك وتعالى:
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى
سبحانك اللهم وبحمدك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك، إعلم رحمك الله أن هذه اللحظة التى تقرأ فيها كلام ربك هي من أهم لحظات حياتك، ففيها لك من الله رسالة وعطاءا كبيرا ونعمة ظاهرة وأخرى باطنة، فالآيات من نعمه الظاهرة، وما أخفاه الله لك إن تدبرتها هي نعّمّه الباطنة، هذا والله أعلى وأعلم.
وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا
يقول الدكتور النابلسي جزاه الله عنا خيرا، أن رحمة الله قد وسعت كل شيء، وكذلك علمه قد وسع كل شيء، ولا نملك ربنا إلا أن نقول سبحانك اللهم وبحمدك كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ
وكأن استغفار الملائكة يستلزم توبة إلى الله واتباع سبيله، بمعنى أن يكون حالنا الدائم هو التوبة والرجوع إلى الله الواحد القهار وأن نترك ونبتعد عن كل سبيل آخر حتى لو كان شيئا نحبه ونتمناه.
فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7)
إذا فالتوبة إلى الله واتباع سبيله تنجينا من العذاب النفسي في الدنيا، ودعاء الملائكة لنا تنجينا إن شاء الله من عذاب الجحيم .
رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8)
إذّّا أنت هو حلقة الوصل في محيط أسرتك ومجتمعك، علينا أن نصلح ولا نفسد بأن نتبع خطوات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ونبتعد عن خطوات الشيطان فنحُسن إلى أبوينا وندعو بالخير وبظهر الغيب لإخواننا وذرياتهم. سواء كنت متزوجا أم لا.
وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(9).
[سورة غافر]
أقوى شيء سينفعنا في ذلك اليوم هو دعاء الملائكة بأن يقينا ربنا السيئات، فقللوا منها بقدر المستطاع، ولنكثر من الصالحات، وخير عمل يقربنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم المعاملة الحسنة للناس والكلمة الطيبة والخُلق الطيب الحميد، والتوبة والإستغفار هما أكسير الحياة، بهما نتذوق حلاوة الطاعة لله رب العالمين.
سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوبك إليك