18 jun 2013

النجاح الذي يسوقك إلى جنة الفردوس الأعلى


النجاح... من أخطر المواضيع التى تؤثر في حياة الناس، تأثير قوي.. سلبا وإيجابا... عندما ينجح إنسان ما يشعر بسعادة بالغة... ويشعر بنشوة النجاح.. ويشعر بلذة النجاح.. ويلتف حوله الناس.. يهنئونه ويقدرونه ويزداد إحترامهم له...
لذلك النجاح شيئ جميل .. وشيئ مهم في حياة الإنسان.. وفي الحقيقة أن النجاح له أسس ومبادئ .. قد استخلصوها العلماء من دراسة حياة كل من نجحوا في الحياة.. وكل علماء الأرض اتفقوا على أن النطام هو أساس النجاح..
لماذا النطام هو أساس النجاح؟  لأنك بمنتهى البساطة لو نجحت في أن تنظم وقتك وحياتك فسوف تنجح بعد ذلك في أي شيئ آخر...
وبما إننا لنا رب اسمه الكريم .. وهو الودود الغفور..ذو الرحمة الكبير المتعال..الذي  خلق الإنسان علمه البيان.. قد وضع لنا ما يساعدنا على تنظيم حياتنا لنحقق النجاح وكأننا نلعب ماتش كورة... هل هناك من يسألني كيف؟؟
أنا أقول لك كيف... علم الله أن شباب هذا الزمان، في كل مكان، سيواجه قلة الوقت، وضيق ذات اليد، وكثيرا من المغريات والأغراءات مثل النيت والسينما والتليفزيون إلى آخر كل تلك المسائل التى تقتل الوقت قتلا بلا رحمة ولا هوادة..
من أجل ذلك وضع لنا الله العلي العظيم نظاما في حياتنا منذ الساعات الآولى من الصباح وحتى المساء... هذا النظام هو خمس صلوات في اليوم والليلة.. خمس صلوات أستدعى لها خير خلق الله كلهم صلى الله عليه وسلم إلى ما فوق سبع سموات ليعود إلينا بأجمل هدية من السماء... وهي الصلاة.
كيف تنظم الصلاة حياتنا؟
أخوتي في الله..لو نظرنا إلى عدد الصلوات وأوقاتها لوجدنا العجب.. أنت تستقبل يومك في الصباح الباكر... وتبدأ يومك بصلاة الفجر... وقد ثبت علميا أن الهواء الملوث بعادم محركات السيارات ومخلفات المصانع والدخان  والبلاوي الزرقاء هذه كل ذلك يقوم بتنقيته الأشجار والنبتاتات وبعض الكائنات الأخرى.. هذه واحدة..
إذا أنت في صلاة الفجر ... تملئ رئتيك بهواء نقي مليئ بالأكسجين، الذي بدوره يغذي الجسد..ماشي وماذا عن الثانية؟ خليك معايا واحدة واحدة لأن الكلام ده مهم جدا وسيعجبك كثيرا إنشاء الله..
مع صلاة الفجر... تصعد الملائكة بأعمالك إلى السماء .. وتنزل ملائكة أخرى تظل معك حتى صلاة العصر... وبنظرة سريعة هكذا ستعرف أن هناك ملائكة قد ذهبت بأعمالك إلى الله، وملائكة أخرى جاءت إليك بيوم جديد ورزق جديد وحياة جديدة ...وطاقة جديدة،  وكل ماهو جديد له فرحة ونشوة وسعادة...
ونجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن الله سبحانه وتعالى يبسط يديه قبيل الفجر ويسأل هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له... ماشي الكلام..
طبعا كل الكلام ده أنتم عارفينه..ثم نأتي لصلاة الظهر.. أنت قضيت نصف يوم مع كل أصناف البشر... الصالح والطالح.. الطيب والخبيث.. الضار والنافع.. الصديق والعدو.. وقد أتعبوك واستنفذوا جزءا كبيرا من طاقتك... أنت الآن في حاجة إلى الراحة..
تأتي صلاة الظهر، تذهب لتتوضأ فيخرج من يديك كل ذنب وتعب مع قطرات الماء المتساقطة.. ثم تغسل وجهك ويديك وقدميك .. وأنت تذكر الله وتستغفره... في هذه اللحظات إن لم تشعر بأنك ولدت من جديد، بمعنى إن لم تشعر براحة نفسية، فعليك بإعادة الوضوء ولكن خلص قلبك وذهنك مما يشغلك واستسلم لله واطلب منه العون..
أثناء صلاتك .. أو قبل أن تدخل في الصلاة يقول لك ربك :
يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) الأعراف
المولى عز جل يريدك نظيفا وسعيدا ومبتهجا... أغتسل وأرتدي أنظف ثيابك ثم أذهب إلى ربك وأنت مسرور بما أنعم عليك به.. أدخل عليه دخول العبد الذي أغرقه سيده بالنعم والهبات.. من صحة ومال وبيت وعمل وأولاد واصحاب وزوجة ...
وعندما يقول لك المولى عز وجل ::{ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } معنى هذا أنه سيحبك إن لم تسرف، وهذا لأن الله حيي غفور رحيم ودود...
النجاح الذي يأتي بعده الفلاح
الجزء الثاني:
تكملة لموضوع النجاح.. أرجو أن تدققوا معي بعض الشيئ... لأن الموضوع محتاج لتركيز لكي نستوعبه..
رأيت أنكم وضعتم كتاب الدكتور ابراهيم الفقي رحمه الله .. هذا الرجل موسوعة علمية.. وهو مثل طيب لكل مسلم .. لقد أشبع الغرب كله بمحاضراته في أهم ما يخصهم، وهو النظام والتفاءل وكل ما هو إيجابي... رحمه الله وأكرم مثواه الأخير.
نعود لموضوعنا وسأضع في اعتباري المفاتيح العشرة للنجاح رغم إنني لا أرى غير تسعة .. الآن تعالوا بنا نسترجع ما كتبه الدكتور ابراهيم الفقي رحمه ونحاول أن نرى إذا كان سيتطابق مع ما كتبت أم لا...
  1. 1.   الدافع.  2.   الطاقة.  3.   التخيل.  4.   الفعل. 5.   التوقع. 6.   الإلتزام. 7.   المرونة. 8.   الصبر.
  2. 9.   الإنضباط.
الآن سنحاول ترتيب تلك المفاتيح وفقا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ...إن الصلاة هي عماد الدين. من أقامها فقد أقام الدين .. ومن هدمها فقد هدم دينه.
تعالوا بنا نرى عندما نقيم الصلاة ماذا نحتاج من تلك المفاتيح التسعة....
1. الدافع.. عندما نقيم الصلاة فإننا نقيمها بدافع مرضاة الله وطمعا في رحمته وجنته، وطلبا للسعادة وراحة البال.. وهذا هو الهدف الكبير الذي يكون كل ماسواه صغير وسهل المنال.
2. الطاقة.. نحن عندما نقتطع من وقتنا للصلاة.. فقد أستخدمنا الطاقة اللازمة لإقامتها، مع الرجاء في الله وإلتماس قبولها.. وهذا في حد ذاته يحمل راحة كبيرة للقلب، فإذا ما ارتاحت قلوبنا وبالنا أقبلنا على الدنيا بنهم وحيوية ونشاط.. كما إننا في صلاتنا نستقبل طاقة ربانية نوارنية تمدنا بكل ما نحتاجه لمواجهة كل المغريات والمهالك والغرائز التى تهلك الحرث والنسل، وهنا المولى عز وجل يحثنا إلى مافيه صلاحنا وصيانة أنفسنا وأسرتنا ومجتمعنا، يقول عز وجل:

 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) }
بعد ما نستمد طاقتنا من الصلاة، ويدخل النور إلى قلوبنا حينئذ نستطيع أن نسعى وننتشر في الأرض نبتغي مزيدا من فضل الله.
3. الفعل.. بتنظيم حياتنا وفقا لأوقات الصلاة... هذا في حد ذاته يعتبر فعل وهو إيجابي إلى أقصى درجة.. ومن الصلاة نستمد الطاقة المباركة اللازمة لمواصلة مشوار حياتنا العملية..وهكذا نكون قد فعلنا أهم ما يوجب لنا النجاح بتنظيم حياتنا وفقا لأوقات الصلاة.
4. الإلتزام... إذا إلتزمنا بالصلاة وبأخلاق الصلاة فهذا هو الإلتزام الذي يتمناه كل من وضع قوانين للبشر ليلتزموا بها. فالمؤمن يلتزم دون أن يضع عليه أحد مراقب، لأنه يعلم أن الله يراقبه، ويعلم أنه سيحاسب... فهذا هو الإلتزام المثالي الذي لو عرفه الغرب لركع وسجد واستسلم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
5. الإنضباط.. لو نظرنا للمؤمن الذي يؤدي حق الله في نفسه وماله وولده ومجتمعه لوجدنا أن ما وضعه الله في الصلاة هو أنسب وأرقى وأكمل وأشمل صورة للإنضباط.
وأعتقد أن الدكتور ابراهيم الفقي رحمه الله قد استخرجها من أركان الإسلام الخمسة، ولكن بما إنه كان يتحدث مع غير المسلمين فلم يذكر شيئا هنا عن أركان الإسلام، ولكنه أخذ ما صلح منها ووضع لها الأسماء التى رأيناها في كتابه.ما هذا إلا مجرد ظن والله أعلى وأعلم.
الآن نأتي إلى ما بقي من مفاتيح للنجاح... وسأضيف لحضراتكم شيئا يهفو إليه كل مسلم.. ألا وهو الفلاح... فما أجمل أن يحملك نجاحك في الدنيا إلى فلاحك مع الله دنيا وآخرة.
لقد وضع الله سبحانه وتعالى لمن به آمن الطريقة المثلى ليمضي حياته وكأنه في رحلة قصيرة.. يحدث فيها ما يحدث فسوف تنتهي سريعا.. ثم يعود إلى بيته سالما غانما وفي رحاب ربه وما قد أعده له في جنات النعيم.. أسمعوا معي و لنعيش ثواني مع الحق فإنه مريح وفسيح ويسع كل من أراد لنفسه ولأهله النجاة.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) البقرة.
  1. الصبر والصلاة... بهما معا تتغلب على كل ما يواجهك من مصاعب وتحديات.. فالصبر والصلاة تكون في معية الله.. حيث لا يستطيعك جن ولا إنس.
  2. التخيل... أنت بالصبر والصلاة قد تصل إلى أرقى مستوى من التخيل.. لأنك ستتخيل الجنة.. ستتخيل سمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وزوجاته اللآتي هن أمهات المؤمنين.. ستتخيل النعيم المقيم وجنة الخلد... ستتخيل ما لا يستطيع تخيله غير المسلم. فالكافر أقصى ما يتمناه هو نعيم الدنيا الذي يزول ولا بقاء له.قال أحد الصحابة عندما سألوه قال أني اتخيل الكعبة أمامي والنار عن شمالى واسمع صراخ اهلها، والجنة عن يميني فيخشع قلبي وأتم صلاتي ثم لا أعرف هل قبلت مني أم لا.. وهذا هو الخشوع.
  3. المرونة... الصبر والصلاة وقربك من الله يجعلك ذو قلب كبير يتسع لكل خلق الله.. وبهذا تصبح في غاية المرونة معهم ما لم يرتكبوا ما يغضب الله.. لذلك تجد المؤمن التقي ذو قلب كبير وصبر جميل وابتسامة لا تفارق وجهه، وحلما وتأني من أجلهما يقبل الناس عليه ويحبوه.
  4. التوقع... بالصبر والصلاة أنت تتوقع التوفيق والنجاح في كل حياتك... لأن الله معك.. هو خالق الخلق.. هو الذي بيده أمرك، هو سبحانه الذي يأخذ بناصيتك .
 أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14)سورة محمد.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية ما كتبه الأستاذ ابراهيم الفقي ... لنصل إلى ماقاله المولى عز وجل عن ما هو أقوى من النجاح وأكبر من كل مقاييس النجاح التى عرفتها الجن والإنس.. ألا وهو الفلاح.... وهيا بنا مرة أخرى نعيش مع مبادئ وقيم ومنهج وضعه الله سبحانه وتعالى لمن أراد أن يعرف ويتذوق ثمرة  ما هو أكبر من النجاح...
أولا ما هو الفلاح؟ حدثنا فضيلة الأمام محمد متولي الشعراوي رحمه الله شارحا الفلاح.. قال أن كلمة الفلاح مأخوذة من عملية فلح الأرض.. تلك العملية التى يقوم بها من يحرث الأرض،فهو يقلب الأرض ويحرثها ثم يضع البذرة ويرعاها بالري وإزالة الأعشاب الضارة  حتى تنبت ويقطف ثمارها فيكون هذا هو الفلاح عندما نقطف الثمرة ويأكل منها ويستفيد الإنسان والحيوان فقد فلحنا في أهم وأكبر عملية في حياتنا وهي عملية الطعام...لإستمرار الحياة. {لذلك أطلقوا على الذي يحرث الأرض اسم الفلااااح}.
الآن وجب علينا أن نعرف الشروط التى وضعها الله سبحانه وتعالى خالق الخلق لمن أراد الفلاح في الدنيا والآخرة.. وهذه نقطة أخرى كدت أن انساها، أن الفرق بين النجاح والفلاح، هو أن النجاح في الدنيا يكون للصالح والطالح... أما الفلاح فلا يكون لغير المؤمن الذي يسير على منهج ربه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ...
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)سورة المؤمنون.
وإنشاء الله تعالى نتحدث عن الخشوع... هذا الذي جعل منه الله سبحانه وتعالى المدخل إلى الفلاح وأول شرط من شروطه...لنرث الفردوس الأعلى بإذن ربنا الذي خلقنا.
وفقنا الله وإياكم إلى ما فيه الخير لنا ولأهلنا ولأمة محمد سيد الخلق وخاتم الأنبياء والرسل الذي بعثه الله بالحق هدى ورحمة للمؤمنين خاصة والعالمين عامة وجعلنا الله من تابعيه بإحسان إلى يوم الدين.آمين
والحمد لله رب العالمين.

حي على الفلاح... حي على النجاح.. حي على العلو والسمو والرقي والإحترام والتقدير

حي على الفلاح
كثيرا من الخلق يتكلم عن النجاح ... وقد رأينا على مدار التاريخ  الإنساني  كثيرا من الناجحين ..وقد حدثنا الكتاب والمفكرين والفلاسفة والمثقفين عن كيف نصنع النجاح .. وعن كيف نجح الناجحون.. وكل ذلك كلام منطقي وجميل جدا.. وكل ما قرأنا وسمعنا عن أسس النجاح كلام واقعي وقد رأيناه فعلا...
            ولكن الخالق العظيم قد حدث عباده المؤمنين عن شيء هو أكبر من النجاح .. وهو دائم ومستمر، وله ثمار يجنيه  صاحبه في الدنيا قبل الآخرة .. وهذا الشيء الذ هو أكبر من النجاح هو الفلاح.. وكلمة الفلاح على حسب علمي البسيط والمتواضع وكما سمعت شرحها من فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله .. هي العملية التى يقوم بها الفلاح عندما يفلح الأرض.. المزارع يفلح الأرض أولا ... ليتخللها اشعة الشمس .. فتقتل الحشرات الضارة وتغذي التربة.. ثم يضع البذرة، ثم يرويها، ثم بعد ذلك تكبر الثمرة حتى يوم حصادها .. وهذا هو الفلاح.. أن يكون لعملك ثمرة ... وتلك الثمرة ينتفع بها كل الناس ... واسمع معي رحمك الله ما جاء في القرآن الكريم عن الفلاح.. الذي هو عند الغرب نجاحح...:
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)
هنا يقول لنا خالقنا العظيم .. أنك إذا أردت أن تفلح  في الدنيا والآخرة فعليك أن تزكي نفسك ... أما عن النجاح في الدنيا ووسائله فله أهله ممن يؤثرون الدنيا على الآخرة .. وذلك بدليل الآية التى تلي هذه:
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) . سورةالأعلى
وفي موضع آخر يلفت نظرنا المولى عز وجل أن من أراد الفلاح فعليه أن ينظر إلى نفسه أولا .. فيعرفها ويمهد لها طريق الفلاح .. فإنك مهما اتخذت من أسس وتدابير للنجاح لن تصل إليه إلا إذا اعددت نفسك كما أمرنا المولى عز وجل :
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)
هذا وهناك سورة وضعت خصيصا للمؤمنين..  سميت بأسمهم فهي سورة المؤمنون... وفيها يحدثنا خلقنا العظيم عن أسس النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة:
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

وعلى مدار القرآن الكريم هناك آيات تساند من اتخذ الإسلام دينا وأراد النجاح في حياته العملية .. كما يساند أيضا كل من له طموح في الحياة ... فإن الله سبحانه وتعالى يمهد له طريقا ممهدا ميسرا ومؤمنا إلى أي غاية يريد.. ومن هذه الآيات ما يلي :
وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ 
 من يؤمن بالله ويخلص من قلبه لله فقد ضمن الله له الهداية ... وهداية الله للعبد تجعله يرى الحقائق مجردة، واضحة وخالية من كل ريب وشك....
 وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ 
إذا توكلت على الله فهو حسبك .. أي دليلك إلى الصواب.. وهو وكيلك في كل الأمور.. وهذا أكبر ضمان على وجه الأرض من ملك الملوك القوي العزيز الجبار والقاهر فوق عباده..
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
إذا اتقيت ربك  جعل لك من كل كرب فرجا.. ومن كل ضيق مخرجا... ثم يرزقك من حيث لا تدري ولا تتوقع .. 
لذلك من أراد أن يتمتع بكل ذلك فعليه أن ينظف قلبه من كل ما علق فيه ، ويفرغه تماما ليدخل الإيمان مع نور الله إلى قلبه ولا يخرج أبدا مادام لله عابدا..