1 jun 2013

وصايا الرحمن لعباده الكرام


وصايا الرحمن الرحيم  
لمن أراد منكم أن يستقيم
نداء من الله ووصايا لمن به آمن واتبع ملة إبراهيم حنيفا... وسار على نهج الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم،
يا أهل بلدنا ..يامن تريدون التغيير.. يامن قمتم بإقتلاع الرأس، أستجيبوا لربكم واستعينوا به ليقتلع الجذور أو يصلحها لكم.
لقد أمر الله العلي العظيم رسوله الكريم أن يقول لكم تعالوا.... تعالوا عن ما أنتم فيه، تعالوا عن ما أنتم عليه الآن، تعالوا عن التطاحن والصراع، تعالوا عن الكذب والخداع، تعالوا عن الغش والنفاق، تعالوا عن الإسفاف والإنحطاط، تعالوا إلى العزيز الحميد، الذي قد وضع لكم قانون الكرامة والإنسانية في 10 بنود، ووصاكم بها ثلاث مرات.
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ
1. أَلَّا تُشْرِكُوا.
2. وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا.
3. وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ.
4. وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.
5. وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ.
ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)
6. وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ.
7. وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا.
8. وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى.
9. وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا.
ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)
10. وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)
ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)
مرة قال لكم فيها: { لعلكم تعقلون } ، ومرة لعلكم تذكرون أنكم حصلتم من الله على شهادة منه سبحانه بأنكم عاقلين فلا تنسوا وتخونوا أنفسكم فتذلوا وتشقوا وتعودوا إلى أسوأ مما كنت عليه من قبل، ثم يعود ويوصيكم وصية أخيرة فيها أمر ونهي لكل من كان ضميره ينبض بحياة... وقال ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون.
إن الطفل الصغير يفهم من هذه الوصية أنكم إن اتبعتم السبل فلستم من المتقين، وكذلك كل ذي بصيرة وكل ذي فهم، وكل ذي قلب ينبض بحياة يفهم أن أي طريق غير الذي حددها لكم ربكم ليست بالطريق المستقيم، ومن يتبعه ليس من المتقين، وغير المتقين مصيرهم عند ربهم معروف في الدنيا وا|لآخرة...
لقد وضع لكم ربكم دستورا لتتبعوه، فهجرتموه، ووضع لكم ربكم قوانين أزلية لا تبديل لها ولا تحويل، فتجاهلتموها،ووضع لكم ربكم وصايا ونصائح، ولا حياة لمن تنادي، نصلي ونصوم ثم نسب ونلعن ونكفر ونعرض عن وصايا ربنا ونداءاته... ثم بعد ذلك ننتظر أن يغير الله ما بنا...أجهلتم قول ربكم :{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11) } الرعد.
لقد أطاح الله برأس الفساد، لعلنا نفيق من غفلتنا ونعود إلى الواحد القهار... مليار ونصف من المسلمين، ولا يوجد في بيت واحد وصايا رب العالمين، بل تجد الصور والبراويز والإطارات والشعارات، وحين يحين الأجل تجد الأب يوصي ولده بكل شيئ، وبأي شيئ ماعدا وصايا رب العالمين...
فهل يعقل ياسادة أن تخلوا عقول أبناءنا ونساءنا من وصايا ربنا؟؟ ... لقد قمت بإستفسار شباب ثلاث دول من المسلمين..مصر والمغرب واسبانيا... هل وصاك أبوك بوصايا ربك؟ والإجابة كانت لا... فقلت هل تعرف أن لله وصايا في كتابه وهي لك؟ فكان التردد والتذبذب .. وإلى هنا أفضل الصمت.. حتى لا ينطلق لساني بما لا يرضي....
فا بالله عليكم... أستحلفكم بالله ... أن تجيبوني بصدق وأمانة... هل أنت واثق من أنك لم تشرك بالله شيئا؟؟؟
سأعينك على الإجابة بوضع آية في كتاب الله أمام عينيك فتفكر وتدبر ثم أجيبني...
قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)  التوبة.
الآن أجيبني .. ولكن أحتفظ بالإجابة لنفسك... فيما سبق قد وضح لنا المولى عز وجل مواطن الشرك به... وفي آيات أخرى كثيرة، قد بين لنا فيها المولى عز وجل أننا من الممكن أن نصل إلى درجة الكفر بالله، ونحن نعتقد أننا مهتدون.. وهذا بنص الآية الكريمة التالية:{ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) }. الأعراف. يحسبون أنهم مهتدون... ليت قلمي... بل ليت شعري... بل ليتني استطيع تفسير كلام رب العالمين.. فأي تفسير له هو إقلال من معناه...
وهناك آية أخرى عندما أسمعها أخر خوفا ورعبا فإنها تخبرنا عن موقف إنسان وصل إلى يوم الحساب وهو يعتقد أنه من المهتدين... اسمع معي وتدبر أمرك... حتى لا نقع فيما لا يحمد عقباه:
 { وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39).} الزخرف.
أخي في الله قارئ هذه الرسالة ... أعمل على نشرها في موقعك وبين أصدقائك .. فهي وصايا رب العالمين... قد وضع فيها المولى عز وجل ملخصا كافيا وافيا شاملا للمنهج الإسلامي والعقيدة الإيمانية الصحيحة التى جاء سيد الخلق كلهم أجمعين صلى الله عليه وسلم ... أنشرها فلك الأجر.. ونحن أبناء هذا العصر في حاجة إليها...
بعد أن تكاثرت المناهج... وتصارعت القمم... وتطاحنت الأمم... وضاع منا المواطن البسيط ، وراح شبابنا يلهث وراء كل ما هو براق وكل ما زينته الشياطين، وذلك هربا من واقع أليم وجهل مقيم وظلم عقيم... فانشرها ربما يهدي بها الله من شاء منا أن يستقيم.

دعوة إلى الحق


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين ... 

ظهرت في الآونة الأخيرة من حياتنا في مصر وكثير من الدول العربية المفاهيم الخاطئة، والتعبيرات بكلام يعتبر لغويا غير صحيح..وكذلك شاعت تلك المفاهيم الخاطئة بين الناس وفي المساجد وجرت على ألسنة بعض المشايخ ، منها مثلا أحاديث موضوعة وقد شاعت بشدة بين الناس... وهناك مفهوم خطير يضرب عقيدة المسلم في الصميم بل ويخرجه من الإيمان إلى الشرك بالله والعياذ بالله... ومنها مسألة دخول الجن جسد الإنسان... وبنظرة سطحية مبسطة لهذا الموضوع { وهذه وجهة نظري الشخصية ولا ألزم بها أحد } بنظرة أولية بسيطة جدا إلى طبيعة خلق الإنسان  وإلى طبيعة خلق الجن، يقول الحق تبارك وتعالى في محكم آياته مخاطبا أبليس اللعين: { قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } 

أولا اختلاف طبيعة الخلقة بين الجنسين.

ثانيا تكبر ابليس ورفضه امر الله ، واتخذ على نفسه عهدا ليقعدن لنا الصراط المستقيم...{  إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) }وهنا يأمرنا الله بأن نتخذه عدوا.. ثم بعد ذلك تأتي نقطة اخرى في غاية الأهمية ألا وهي{ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)  } هو يرانا هو قبيلته من حيث لا نراهم نحن، أفمن المعقول بعد كل هذا أن يعطي الله سبحانه وتعالى القدرة لهذا اللعين الذي عدو الإنسانية الأول أن يدخل جسد إنسان؟؟؟؟ هو من نار ونحن من طين، هو يرانا ونحن لا نراه، هو عدونا وهو ولي الذين كفروا... ثم بعد ذلك يعطيه الله القدرة ليدخل إلى أجسادنا؟ هذا لوحدث فهو ليس عدلا... ولكن هنا يشرح لنا المولى عز وجل طبيعة هذا الموقف بالتحديد وبالتفصيل تفصيلا لا يقبل شك ولا ريب:{{  أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) مريم }} الشياطين لا يؤثرون إلا على من أشرك بالله أو كفر... أما من آمن بالله فهاهو موقفهم كما وضحه المولى عز وجل...:{{ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86) مريم  }}.... أخي في الله هذه فقط كانت مقدمة لما أردت أن أوجه حضراتكم إليه.. لقد تصدى لهذا الموقف وهذه المفاهيم بحزم وبمنتهى العقلانية والمنطق فضيلة الدكتور محمد هدايا.. وله حلقات كثيرة  تم إذاعتها على قناة الشباب ... وارسل لحضراتكم رابط صفحته الخاصة حيث ستجدون كل محاضراته الشيقة والتى تنفض عن أذهاننا كل ماليس بمعقول وبعيدا عن الحق، فإن الحق واحد لا يتعدد، وإني لا أزكي على الله أحدا... ولكني وجدت السلوى في فقداني فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله عندما سمعت الدكتور هدايا فعرفت أنه استقي علمه من نفس مشكاة الحق التى ناولنا منها المرحوم الشيخ الشعراوي..إليكم رابط صفحته ومنها ستجدون كل ما يطمأن العقول الحائرة والقلوب الباحثة عن الحق. الرابط هو:http://hedayalovers.alafdal.net/t468-topic

أرجو من حضراتكم نشر هذه الصفحة بين أصدقائكم فإن العلم نور ونور الله يعصمنا من الباطل ... وياخذ بأيدينا إلى مرضاة المولى عز وجل.

اعتصم بالله تجد الدنيا كلها تحت قدميك


أعتصم بالله تجد الدنيا كلها تحت قدميك

إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟
(( ما من عبد يعتصم بي دون خلقي أعرف ذلك من نيته، فتكيده أهل السماوات والأرض إلا جعلت له من بين ذلك مخرجا، وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماوات بين يديه))
[ رواه ابن عساكر عن كعب بن مالك ]
ما أجمل أن يعتصم الإنسان بالله العلي العظيم، عندما تصيبنا مشكلة من المشاكل، عندما يجتاح قلوبنا الخوف، ويزلزلنا القلق، وتهزنا المصائب والمفاجآت.. نجزع ونفزع ويصيبنا الهلع، والحل الوحيد لدينا هو أن نعتصم بالله العلي العظيم، ولكن قبل أن نلجأ لسواه، فيكون اعتصامنا مهزوزا وفيه شك كبير، يذهب بإيماننا بعظمة الله العلي العظيم...
عندما كنا صغار كنا نهرع إلى أباءنا عندما يصيبنا شيئ، هذه غريزة وضعها الله فينا لأنه سبحانه سخر لنا والدينا وجعل فيهم حبا ومودة ورحمة...
ولكن عندما نكبر نستغنى عنهم، ونستغنى عمن بعدهم، ونظل في حالة الإستغناء هذه حتى نتصادم مع عجلة الحياة الطاحنة، وربما لم نجد أباءنا فقد رحلوا عنا، فنلجأ لمن هو مثلنا لا حول له ولا قوة فنضل ونشقى، ولا نجني غير كآبة القفا...
والبطولة هنا هو أننا نعتصم بالله العلي العظيم .. وهذا الإعتصام له شروط وضعها المولى في الآيات التالية:
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)
  1. الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)
  2. وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)
  3. وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)
  4. وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)
  5. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)
  6. وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32)
  7. وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33)
  8. وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34)

أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) المعارج.

إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ 
أدبالحوار كما علمنا الرحمن
السكينة والمودة والرحمة
نادي العضلات الإيمانية
دروس مهمة 

إن أخلصت لله العلي العظيم دينك ربما مع المصطفين



 السر العجيب في كتاب العزيز الحميد لكل من يفكر في الزواج السعيد

إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) آل عمران.
***

رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40). 
إبراهيم 


***
وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)
الحجر.

***

وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) 
الشعراء

***

وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21) الروم.





بسم الله نبدأ وعليه نتوكل وبه نستعين.. إنه ولينا ومولانا، بيده كل أمورنا ومصيرنا إليه فلا مفر منه سبحانه إلا إليه... أما بعد أحبتي في الله.. فإننا بنظرة سريعة لما يدور في حياتنا الآن كمسلمين نجد أنفسنا وقد أعتصرنا الحزن وألمت بنا الحسرة ، وترحمنا على ماضينا الذي كانت فيه رؤسنا مرفوعة عالية يتصارع الناس لموالاتنا وتقديم فروض الولاء والطاعة، وقد نشر سادتنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم العدل والرحمة في جميع أنحاء المعمورة التى وصلوا إليها..


بنظرة سريعة لتسلسل الآيات عاليه، نرى أننا ننحدر من سلالة الأنبياء والمرسلين، ذرية اصطفاها رب العالمين، ثم ينبأنا العلي العظيم أنه جعلنا من أمة من كان يراه في الساجدين، صلى الله عليه وسلم، اصطفاء من اصطفاء، وطهر من طهور، وصدق من صدوق، ومحبة من محبين أتقياء أطهار ساجدين عابدين مسبحين وخاشعين لله رب العالمين... 


لهذا أخي في الله، لا يجب أن نستسلم لغير رسول الله، ولا يجب أن نسلم قلوبنا وعقولنا لغير الله، ولا يجب أن ندين بالولاء إلا لله رب العالمين ... هو سبحانه الذي قال لنا يخبرنا بخبر عظيم وأمل كبير، وخير ما بعده خير إلا رؤية الحق المبين... قال الله تبارك وتعالى يبشرنا ويطمأننا ويطيب جراحنا، ويهدئ نفوسنا ويقول لكل من تاه لا تقلق ولا تحزن ولا تبتأس .. هيا بنا نعيش معا تلك البشرى بكل مالدينا من أفئدة ومشاعر:
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)التوبة
يخبرنا المولى عزوجل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا، هو معنا، يحزن لحزننا، ويفرح بفرحنا، وهو حريص علينا، وهو بنا رؤف رحيم، فلا يصح أن نبتأس، وأن ندع كل ذلك ونتبع نهجا أو فكرا أو حزبا، أو جهة أخرى غير ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا

هذا هو موضوع دورتنا، سنكتشف سويا معا الأسرار التى ادخرها لنا مولانا العلي العظيم، حتى لا نشقى، وحتى لايضيع أولادنا كما ضعنا نحن مواليد الخمسينات وما بعدها، سنكتشف كيف أن الله تبارك وتعالى وضع لنا حبالا كثيرة للنجاة من النار، ووضع لنا مصدات قوية متينة لا تنهار تصد عنا كل محاولة يقوم بها الطاغوت..
سنكتشف معا ما يجب علينا فعله قبل الزواج، وسنكتشف معا ما يجب علينا فعله لتكون لنا ذرية صالحة طيبة طاهرة تكون في عقبنا يدعون لنا وربما سبقونا إلى جنات النعيم...
سنكتشف معا الدور الخطير للرجل والمرأة على السواء، كل فيما وهبه الله وأعده له.. سنكتشف معا كيف نعيش سعداء عابدين لله رب العالمين...
لايصح لمؤمن يسير على منهج الخالق العظيم أن يضيع أو يعاني، أو ييأس أو يهان ... لأن الله تبارك وتعالى عزيز سميع عليم وهو على كل شيء قدير.. بعث فينا خير خلقه ، واقترن اسمه صلى الله عليه وسلم باسم العلي العظيم ... 
تابعونا ولا تتخلفوا عنا فمعا سنحقق غايتنا التى ُخلقنا من أجلها والتى خصنا بها الله تبارك وتعالى في قوله:
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) آل عمران
هذه الأمة وضع الله لها المعطيات اللازمة لنحققها، وقد حققها من سبقونا بالإيمان، وهي ترتكز على الأب والأم والأولاد... وهذا ما نحن بصدده بحول الله وقوته وبإذنه... سنبدأ إن شاء الله الخميس 18/4/2013


إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ 
أدبالحوار كما علمنا الرحمن
السكينة والمودة والرحمة
نادي العضلات الإيمانية
دروس مهمة 

الحب الإلهي العظيم وما يفعله في حياة البشر


الحب الإلهي العظيم وما يفعله في حياة البشر
الحب في الله يجعلك تعيش معنى الخلود، ويحملك أنت ومن تحب إلى مهد السعادة والمودة والهناء، وهو حب يباركه الله تبارك وتعالى ، ثم يظلكم بظله يوم لا ظل إلا ظله، وأقسم أنه لا يصح من الحب إلا إذا كان في الله وبالله ولله.
فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)سورة الروم .
هيا بنا نعيش مع تلك الآيات الكريمة التى أعدها الله تبارك وتعالى لنتدبرها ونتفهمها ونعيشها، فتصاحبنا في حياتنا الدنيا وحتى نلقى ربنا وهو راض عنا، وقد أعدها المولى عز وجل  لتصحبنا إلى الحب الإلهي الخالد، حب يجمع شمل الفرد والأسرة والمجتمع.. ويجمع بينهم وبين كل من حولهم من فئات المجتمع بحب ومودة واحترام متبادل... وأخلاق إرتضاها رب العالمين لكل من به آمن وعلى نهج نبيه  صلى الله عليه وسلم سار.. فهيا بنا نعيش الآية كلمة كلمة ..
فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ
حينما نصل إلى الليل، وعندما نفرغ من النهار وما به من أعمال وحركة، نستقبل ليلنا بقولنا سبحان من جعل بعد الحركة سكون، وسبحان من وهبنا قلوبا تحتوينا ونسكن إليها.. وسبحان من جعل من نسلنا من ينتظرنا بشوق ومحبة ومودة وابتسامة وسؤال عن كيف كان نهارنا...وسبحان من جعل فينا من يدعو لنا وينصح، وسبحان من رزقنا الولد والحفيد، ينتظرون عودتنا وما قد نحمله إليهم تعبيرا عن حبنا لهم وعدم نسياننا إياهم.
وَحِينَ تُصْبِحُونَ
ثم ننام فترتاح أجسادنا، وتظل قلوبنا تنبض بالحياة وتغذينا حتى ونحن نيام في ثبات عميق، وإن قدر الإله لنا مزيدا من الحياة، نصحو وقد أعد لنا برحمته نفحات ورحمات ومودة وإستجابة... باسطا يديه سبحانه يسأل عباده ليزيدهم من فضله... وكيف ننسى أن من علمنا هذا هو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، يا من بعثك الله بالحق هدى ورحمة للعالمين..صلوا عليه في كل أوقات حياتكم، فإن صلاتنا عليه هدى ورحمة ودعاء ورجاء .
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
كل من في السموات والأرض يحمد الله ويسبحه .. فلا تبخل على نفسك بالمشاركة المباركة في حمد الله وشكره جماعة ومع سائر خلقه... حتى لا تكون شاذا عن قاعدة الحمد فتحرم بركاتها ودرجاتها.. جعلنا الله وإياكم من الحامدين الشاكرين الذاكرين له ليل نهار. إن أجمل ما يقوم به الزوج هو التوجه إلى الله الغفار مع زوجه وأولاده صغارا وكبارا ليشتركوا معا في عبادة تجمع وتؤلف بين قلوبهم، فتنزل عليهم السكينة ويزيدهم الله من فضله.
وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ
عندما نجتمع مع إخواننا في صلاة العشاء، تحفنا ملائكة الرحمة والدعاء، وتأتلف قلوبنا بمحبة الله ومودة منه سبحانه، ثم نذهب إلى أهلينا ويسعد بنا المساء والعشاء والثمر وحلو الكلام.. ومداعبة الأبرار الكرام من الأطفال والأبناء والأحفاد...
اللهم يارحمن يارحيم... يالطيف اللطف ياغافر الذنب، ذكربهذا الخير العظيم والفضل الكبير كل من غفل عنه يارب العالمين... فإن حبك وحب رسولك حبا طاهرا لا يسكن إلا القلوب الطاهرة فطهر قلوبنا ياربنا حتى لانحرم من فضل حبك وكرمك فتعم الرحمة بيننا، وقنا شر أنفسنا وشر كل ما يغضبك، وردنا إليك جميعا ردا جميلا مباركا... وأيقظ فينا الإيمان بك وبكتبك وملائكتك ورسلك وباليوم الآخر وبقضاءك وقدرك.. فإن كل ذلك فينا بفضلك، ولكننا أنشغلنا بما قذفه غيرنا في عقولنا... فاغفر لنا ذلك وارحمنا وادخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)
وقت الظهيرة .. نأوى إلى بيوتنا... نبغي الراحة والغذاء { فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا } ومع الغذاء لابد من أن يكون هناك شيئ من الوفاء... فنشكر الله على مارزقنا من نعمة البيت والإيواء... ثم نشكر من جهز لنا غداءنا ومكان نومنا وسكننا، فإن كل هذا يدخلنا في زمرة المسبحين،{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}. هل الكفر والعياذ بالله هو عدم شكر الله؟ اللهم اجعلنا من الشاكرين الحامدين دائما وابدا يارب العالمين.
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)
عندما تأخذنا الأيام بلا هوادة.. ونجد أنفسنا وسط أمواج وتيارات الحياة، مرة تأتينا هادئة تداعبنا، ومرة تأتينا عاصفة تصفعنا، فلا تنسى مع كل ذلك أن الله يخرج الحي من الميت، فابحث على ما قد مات فيك وادعو الله أن يحييه، فإنه سبحانه يخرج الميت من الحي، ومادام قلبك بالدم ينبض فعمره بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم  فُيحيى  فيك  الله ما قد مات، كما أحي الله الأرض بعد موتها، ثم لا ننسى إننا سنخرج للرحمن عندما يدعونا للخروج.
وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20)
وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ
لايجب أن ننسى أننا من تراب وإلى تراب، فلا نتكبر على خلق الله، فلا فضل لنا في شيئ مما لدينا من النعم فهو سبحانه الذي خلقنا وجعلنا ننتشر في الإرض..
 إذا ما نجحنا في كل ما سبق، فقد اصبحنا مستعدين للإنتشار في الأرض ونشر دين الله والدعوة إليه.
حبك لله دليله معرفة كافة مخلوقاته.. والتعايش معهم في مودة ورحمة وتقرب ودعاء.. { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }سورة الحجرات.فالرحمة من الله عامة يخص بها من يشاء من عباده، وأولى الناس برحمة الله هم الذين يرحمون غيرهم من خلق الله، فبعد أن ذكرنا ربنا بكل ما مضى من آيات، فإنه سبحانه يأتينا بهذه حتى لا ننسى  أن نتأدب مع الله فنرحم خلقه ونعاملهم بالحسنى   { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ }، وكما ترون هنا أن المولى تبارك وتعالى قد قدم المعاملة الحسنة والكلمة الطيبة على الصلاة والزكاة.
وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)
وهنا نأتي إلى مربط الفرس، إلى أهم قضية في حياة الإنسان، كل ما سبق من آيات أراها أنا والله أعلى وأعلم أنها كانت تمهيدا لهذه الآية الكريمة، فالفرد هو نواة الأسرة، والأسرة هي نواة المجتمع، ومنهج الله هو الصيانة والغلاف الواقي من كل سوء وشر،وحتى نستطيع أن نستوعب هذا فأليكم الآيات كاملة حتى يسهل علينا الربط بينها:
فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ(19) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)سورة الروم .
لو أن كل شاب وفتاة، اتبع كل ما جاء في هذه الآيات الكريمة قبل زواجه، فسبح بحمد الله حين يُمسي وحين يُصبح وفي الظهيرة متبعا في ذلك كل ما علمنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذكار وتسابيح عند كل عمل نقوم به، عندما ننام، وعندما نستيقظ، وعندما نأكل، وعندما نسافر في ذهابنا وإيابنا، ويصبح كل ذلك قاعدة أساسية يتفق عليها الزوجان ويقومان بتطبيقها،جعل الله بينهما مودة ورحمة وأنزل عليهما السكينة ورزقهما الذرية الصالحة، وكانوا هم وأزواجهم وذرياتهم أعضاء صالحين في أي مجتمع يعيشون فيه..
ولتحقيق ذلك هناك شروط وضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم للآباء، منها قوله صلى الله عليه وسلم :
إذا خطب إليكم من ترضوْن دينَه وخُلقَه فزوِّجوه ، إلَّا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ " الراويأبو هريرة المحدثالبخاري .
هذا وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال بالنساء خيرا فقال:
 " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وأن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا. الراويأبو هريرة المحدثالبخاري المصدرصحيح البخاري .         
               لقد شرح الدكتور محمد هدايا هذا الحديث بإفاضه أكرمه الله وعافاه، فقال أن الضلع بطبيعته أعوج، وإن غاية صلاحه في إعوجاجه، فلو نظرنا إلى أعوجاج الضلع نجد أنه هكذا ليحمي القلب من الضربات الخارجية التى قد يتعرض لها الإنسان، وهذه هي طبيعة المرأة، أن تحمى الرجل وتكفيه وتصون عرضه وتعينه على الحياة السوية في عبادة الواحد القهار..
ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا كل الحرص على أن يعطينا كل ما نحتاج إليه من حكمة ونصائح فقد قال لمن يبغي السعادة الزوجية حدينا آخر في غاية الروعة:" "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " الراويعائشة المحدث المنذري.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى من المرأة  مهد الإنسانية، مصنعا للإنسانية، وهي تربة إن أصلحتها ورعيتها أنتجت لك أطيب الثمار، فلا تقسوا عليها بقول أو فعل، فإن أكرامهن من فعل الكريم، وإهانتهن من اللؤم والشؤم وسوء المنقلب.
فالمرأة هي في الأصل أما ، وهي الخالة والعمة والجدة، وهي أصل الحنان والمودة وهي الحضن الذي سخره المولى تبارك وتعالي لنستمد منه دفئ الحياة،  وهي خير ما يسكن إليه كل قلب ذاق طعم الكرامة.
ثم بعد ذلك هي البيت وهي الرونق وهي الراحة والإستقرار، وهي النظافة والنظام وهي عبيق الحب والعطف والحنان، فحرام عليك أن تهدر كل النعم بكلمة أو بفعل  تندم عليه بعد ذلك أما الرحمن.
وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) الروم.
ولو عشنا مع بقية الآية نعرف ونلمس ونرى أننا قد أصبحنا جاهزين لنخرج إلى العالم ونحقق قول الله فينا:
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ
تخرج الأمة بكامل أعضاءها، آباء وأمهات وأولاد وأحفاد، يخرجون للعالم الخارجي  بإيمانهم وأخلاقهم المحمدية ، يبرهنون للعالم أجمع جمال الإسلام وحلاوة الإيمان بالله العلي العظيم....
وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ. 110 آل عمران
وها هنا يلفت نظرنا المولى عز وجل أن العالم كله يحتاج إلى ما حبانا به الله تبارك وتعالى من هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
هذا ما وفقني إليه ربي ، فما به من صواب فمن الله ونحمده ونشكره على مارزقنا من كلماته وحكمته البالغة، وما به من خطأ فمني واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولسائر المؤمنين..
أخي في الله  بدافع الحب كتبت ما كتبت، وإنها آيات الله وحكمته مع بعض النصح وليس تفسيرا،  فلا تجعلها تمر أو تفلت من يدك بغير تمعن ودراسة وتفكر،فربما أستطعنا أن ندرك الغاية من العبادة، فقد قال الدكتور النابلسي قيامك بعملك على أكمل وجه هو خير عبادة، تربية أولادك وتعليمهم دينهم هو خير عبادة، وهكذا كل ماوكل إلينا الله من أعمال هي عبادة لا تقل أهمية عن الصلاة والصوم والزكاة...
هذا واصلي واسلم على خاتم الأنبياء والرسل المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين والحمد لله رب العالمين.
*****
الحب الذي هو ضالة البشر..قد جعله الله بالنسبة للقلوب غذاء، والقلب هو أغلى ما يملك الإنسان، فلا تضع فيه ما فسد من الحب حتى يظل قلبا سليما صحيحا نقيا وطاهرا.ولكي نفرق بين الصالح والطالح في الحب فاعلم أن كل إناء ينضح بما فيه.