الآن نستطيع أن نتخلص نهائيا من الخوف والهلع والجزع مع
تفعيل كل صفاتنا الحميدة بالمداومة على ذكر الله
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ
[سورة المعا رج]
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (91) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)
هذه الصفات أصيلة في الإنسان حيثما كان، فهو كثير الجزع شديد الحرص، وشديد الأسى على كل شيء يفقده.
ولكن الله تبارك استثنى من هؤلاء فئة من الناس وجعل لهم صفات معينة كلها حميدة بإذن الله، فهيا بنا نعرف ونتعرف على صفاتنا الأصيلة فينا التي خلقنا الله بها:
إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)
الذي يداوم على صلاته ليس هلوعا وإذا ابتلاه الله بما يكره فهو ليس جزوعا ولكنه صبورا، وكلما صبر اكتشف في نفسه صفات حميدة فهي أصيلة فيه ولكن المداومة على الصلاة تمدنا بالطاقة اللازمة لتفعيلها فتكبر وتنمو وتصبح ثابتة كجزع النخلة.
إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ
[سورة المائدة91]
أول شيء يقوم به الشيطان هو محاولة صدنا عن ذكر الله، فإذا انشغلنا عن الذكر هلكنا بما به انشغلنا.
وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)
أول مكافأة نحصل عليها من العزيز الحميد هي أن نتقي شُح أنفسنا، فيصبح الإنسان كريما رحيما ومعطاءاً.. ثم يستمر البناء علوا وسموا والصعود درجةً بعد أخرى.
وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)
إن الذي في ماله حق معلوم للسائل والمحروم هو على يقين بيوم الدين، وذلك بدليل الآية في سورة النور رقم 37:
رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ
ونلاحظ هنا وفي آيات كثيرة أن الذكر مقدم على الصلاة، وعدم ذكر الله أكبر خسارة للإنسان في الدنيا والآخرة، بل إن ذكر الله يجعلنا نشعر بأننا أحياء في عالم الأموات.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
هذا بجانب أن بذكر الله تطمئن القلوب، فإذا اطمئن القلب خشعت النفس والجوارح لله رب العالمين.
وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ(34)
وهكذا نستمر في الرقي والسمو وصعود الدرجات العلى درجة بعد درجة والنتيجة النهائية هي:
أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ( 35 )
لابد لنا أن نهتم بذكر الله لأنه أكبر عبادة، وبه تطمئن القلوب فإذا اطمئن القلب استسلمت له كل الجوارح وأصبح هو الحياة والسلطان والملك والحاكم.
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ
حافظ على صلاتك فهي سر نجاحك وفلاحك في الدنيا والآخرة، وهي الميزان الذي به تنضبط الحياة