بسم الله الرحمن الرحيم 
كلما تقدمنا في عبادة الله الواحد القهار كلما زادت مسئوليتنا
لأن المهمة الأساسية لأمة الحبيب المصطفى هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله
ومن هنا تبدأ المشاكل والمعوقات... حيث كانت السلبيات متأصلة في حياتنا التقليدية... تجد الأب يدخن ثم ينهى ابنه 
أول صدمة أخلاقية ... وهناك أبناء قاموا بالرد الواضح والصريح فقالوا ولماذا أنت تفعل ؟ .. وهناك من توارى وفعل وقلد أبيه أو خاله أو عمه ... فاكرين أول مصادر البرمجة للعقل التى تلقيناها من الوالدين ثم من العائلة ثم من الجيران والمدرسة ووسائل الإعلام .. وكل هذه المصادر التى تؤثر في سلوك حياتنا وتتأصل فينا مع مرور الوقت ؟ طبعا فاكرين

عندما دخلت في هذا المجال المغناطيسي والذي يجذب بشدة كل الأفكار السلبية والمتأصلة في معظم من نتعامل معهم ونحن أولهم ... أجد نفسي وقد قذفت بها في خيوط كثيفة ومعقدة .. فينتابني الهلع والخوف... لذلك توقفت لأني رأيت بعضنا وقد قرأ في كل المجالات ولكنه لازال أسير فكرته السلبية ويعذب نفسه بها فهو حزين دائما

وهذا في حد ذاته يحزنني ... هنا فقط عرفت كم كان يعاني سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم 
حتى إنه عندما رأي جنازة يهودي حزن ووقف لها فقال له أصحابه إنه يهودي ومات على الكفر .. فقال 
رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أليست نفس ؟ ومصيرها إلى النار؟ .. ونحن نغوص في معاملات يشيب لها الرأس
وتحار فيها العقول .. ويعجب لها كل من عنده ذرة إحساس
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) سورة المجادلة


كم منا الآن يفعل ذلك بطرق ملتوية؟.. كم منا يظلم زوجته وابنته وكل نساء أسرته؟ .. فالعادات السيئة تلتصق سريعا بالنفوس الضعيفة.. وتسري كالمرض المعدي وتنتشر بسرعة رهيبة .. اللهم أحفظنا ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)

تحرير رقبة!!! صيام شهرين متتاليين!!! أو إطعام ستين مسكينا!!! وكل ذلك من قبل أن يتماسا!! العقوبة تبدو قوية ولكني أقسم بالله أن بها رحمة كبيرة جدا من الله ... والحمد لله رب العالمين 
يقسم عليها لو فعلت كذا فأنت طالق 
وهي تفعل ضاربة عرض الحائط
وهو وقت حاجته ينسى فعلته
اللهم احفظنا يا كريم

إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)


والآن الآية واضحة، الذي ينسى أو يتناسى أو يغفل عن آيات ربه فمصيره والعياذ بالله في هذه الآية واضح
يارب رحمتك ... رحماك ربي فقد خلقتنا من ضعف .. ومن عجل .. فاغفر لنا وارحمنا والحمد لله 
أن رحمتك قد وسعت كل شيء .. ونعوذ بك من غضبك وعذابك 
يا أرحم الراحمين 

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)



الآن دخلنا في جزء معقد جدا وخطير جدا .. يارب رحماك .. فقد أصبحت حياتنا كلها نجوى
مسلسلات تأتينا من جميع أنحاء العالم ... والشبكات والإتصالات وكل ما ابتدعه الإنسان
أليست كل هذه المساءل من النجوى؟ ألم نتأثر بها سلبا أو إيجابا؟

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)

والآن أستطيع أن أقسم أن هناك من يناجي الشياطين سرا بمجرد أن يرى صورة يتعلق بها وجدانه
وربما أكد نجواه بمكالمة تليفونية... وربما بموعد .. وقد يتطور الأمر

لقد أصبحت موضة بين الشباب أن يلقوا علينا تحية من هنا وهناك .. 
وهناك كلمات خبيثة مبتدعة وتسري بينهم بغير حياء



أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)



وهذه ست البيت المكبوتة والمظلومة من زوجها وأولادها وأبيها وجيرانها عندما تنفعل مع أحد المواقف فإنها تناجي 
وقد تنسى ربها .. وتنسى أن الله معها .. لأنها تعيش في محيط أسرة ما يعلم بها إلا الله 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) 

وهكذا يدلنا ربنا على الوسيلة المثلى لينقذنا من نجوى الشيطان... فنحن عندما نستمع ونتأثر فإن عقولنا تعمل بصورة تلقائية بما تأثرنا به سلبا أو إيجابا ... وها نحن أمام ربنا الرحمن يقول لنا تناجو بالبر والتقوى .. 
ثم يأمرنا أن نتقي الله ... ليقينا عذابه ... رحماك ربي 
يسر لنا ذكرك وشكرك وحمدك 
وادخلنا برحمتك في 
عبادك الصالحين
آمين 
إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
(10) المجادلة

وهنا نعرف أن أي حزن دنيوي أصابنا فهو من الشيطان 
نعوذك بجلال وجهك الكريم 
وبسلطانك القديم 
من الشيطان 
الرجيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)


وهنا يذكرنا ربنا أن هناك مجالس علم .. ومجالس يذكر فيها اسم الله العزيز الحميد ..
وأن كل علم تعلمناه وعملنا به فإنما يرفعنا الله به الدرجات
اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا 
برحمتك وكرمك وعزتك وجلالك
يا أرحم الراحمين 


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)




والآن عليكم بزيارة صفحة على خطى الحبيب للسيدة الفاضلة آمة الجواد وعيشوا لحظات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدموا صدقات باسمه وسيضعها ربنا إن شاء الله بين يديه 


صدقة بكلمة أو آية أو حديث أو موقف شجاع أو خٌلق نبيل 


وحتى نلتقي إن قدر لنا الإله لقاء استودعكم الله دينكم وآماناتكم وكل ما تعلمتم 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 



أقسم بالله أن كل ما تعلمتم إنما هو رزق ساقه الله إليكم وما أنا إلا عبد فقير الله
فلا تعطوني أكثر مما استحق فيضيع أجري الذي انتظره من الله 
العلي العظيم ذو الملكوت والجبروت 
والعزة والكبرياء