31 dic 2012

بداية الزمان كما صورها الرحمن ونهاية مطاف الإنسان


بداية الزمان كما صورها الرحمن

ونهاية مطاف الإنسان
بسم الله الرحمن الرحيم
 من رحمة المولى عز وجل بالإنسان .. أن صور له كل الماضي، من تاريخ الأمم السابقة..وكل الأحداث الكبيرة والمهمة والتى غيرت حياة الأمم تغيير شامل.. وأيضا أعطى صورة مشرقة بالأمل للحاضر الذي نعيشه، ثم صور لنا نهاية المطاف في الحياة الدنيا تصوير دقيق ومؤثر جدا في كل النفوس..
وكل ذلك من الماضي{ تاريخ الأمم السابقة} والحاضر{ حاضر كل إنسان في العصر الحالي.. إهتماماته، طموحاته، وأهدافه،} بل وصور لنا الحالة التى عليها كل الخلق، من سعادة وشقاء.. ثم في النهاية يصور لنا نهاية الدنيا.. تصوير دقيق ومخيف.. صادق وأمين.. بغير مبالغة أو تزوير.. وكل ذلك في سورة صغيرة من سور القرآن الكريم،.. إنها سور الفجر...هيا بنا نعيش معها لحظات.. فمن بعدها ربما استطعنا أن نحدد طريقنا الصحيح إلى النجاح و الفلاح في الدنيا والآخرة...
وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)
يقسم المولى عز وجل بخمسة أشياء، يقسم بالفجر.. وهو قسم في غاية العظمة والأهمية.. فالفجر يعلن عن بداية يوم جديد من عمرنا.. يسعد فيه من سعد، ويشقى فيه من شقي، ويقسم المولى عز وجل بالليالي العشر وبالشفع والوتر، وبالليل إذا يسر... لست هنا مفسرا للآية.. ولكن فقط أريد منك عزيز القارئ أن تعيش هذه اللحظات من الحياة لأنها تحمل من الأهمية بمكان حيث أقسم بها الخالق العظيم { سبحانه } .
هناك ملايين من الناس ينتظرون بذوغ الفجر لينطلقوا إلى عملهم.. وهناك ملايين أخرى يعيشون هذه اللحظات الفارقة.. التى تفرق بين سكون الليل و ضجيج النهار.. يعيشونها وهم يصلون ويسبحون ويذكرون ربهم..
 كما أن هناك ملايين الملايين من الحيوانات والحشرات يخروجون للبحث عن رزقهم مع أول ضوء ..إذا ففي الفجر ينقسم فيه العالم أجمع إلى قسمين، قسم عابد لله ذاكرا ومسبحا له، أو ساعيا إلى شيء من فضل الله، والقسم الآخر قد غفل عن تلك اللحظات فهو إما غارق في النوم ، أو لاهيا غافلا عن ذكر الله.{ أو غارق في المعاصي }.
    كما ٌيقسم المولى عز وجل بالليالي العشر.. قال علمائنا الكرام أنها العشر من ذي الحجة.. فهي ليال مباركة محببة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم  ومن سار على نهجه، وبعضهم قال أنها العشر الأواخر من رمضان.
   كما يٌقسم العلي العظيم بالشفع والوتر،ثم يقسم بالليل إذا يسر.. عندما يدخل الليل رويدا رويدا.. وكما أن النهار له ما له من أهمية، فإن الليل لا يقل أهمية وانتظارا.. فيه نرتاح.. وفيه نستشعر لحظات الهدوء والراحة.. وفيه نجتمع بمن نحب من أهلنا، وفيه يحصل المؤمن على تشريفه من الله بقيام الليل، ثم يوجه الخالق الواحد القهار سؤلا لمن خلق من الإنس والجن:..
هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)؟
يسأل المولى عز وجل هل في كل ما أقسمت به كفاية لمن لديه عقل لكي ينتبه ؟؟
إذا المولى سبحانه وتعالى سيقص علينا شيئا في غاية الأهمية .. لذلك أقسم سبحانه بأشياء خمسة، وهي من أعظم الأشياء والتى يعرفها الكبير والصغير من الجن والإنس.. ثم يوجه سؤاله .. هل هناك من يعتبر ..هل هناك من سيعطينى إهتمامه ويستمع ليتعظ.. هل هناك عاقل يسمعنى ؟؟
 نعم يارب العالمين .. كلنا آذان صاغية.. لك الحمد ربي حتى ترضى.. حمدا للطفك ورحمتك بنا.. أخذتنا الدنيا وغرقنا في المعاصي.. وها أنت تنادينا لتدلنا وتمد لنا حبل النجاة ..
  هل قلتم معي لبيك ربي وسعديك .. هل قلتم معي كما قال الأولون سمعنا وأطعنا..إذا فلنتابع ونرى ماذا أراد بنا ربنا:..
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ(10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)
هنا يصور لنا المولى تبارك وتعالى المصير التى صارت إليه الأمم السابقة، وكيف كانت قوتها وحضارتها وظلمها، ثم كيف أنتهت...نحن هنا أمام تاريخ حقيقي، غير مزور، وليس به لبس ولا نفاق، تاريخ يقصه علينا العلي العظيم، خالق الخلق، قال عن أرم ذات العماد أنها لم يخلق مثلها في البلاد.. هل كانت أكبر مدن الكرة الأرضية؟ هل كانت اقوى وأعظم من أمريكا؟ هكذا أخبرنا المولي عز وجل، لأن كلمة يخلق هي فعل مضارع، ودقة التعبير القرآني لايمكن لأي عاقل أن يساوره شك فيها.
الآن ما سيأتي هو الأهم .. فأرجو أن ندقق وننتبه..
فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)
هذه نقلة كبيرة وفي غاية الأهمية .. الآن المولى عز وجل يحدثنا عن إنسان هذا العصر والعصور المقبلة.. ذلك المخلوق العجيب الذي خلقه بيده وجعله خليفة في الأرض وأسجد له ملآئكته.. خلقه سميعا بصيرا، وذو إرادة حرة، وعقل هو من أعظم المخلوقات الظاهرة على وجه الأرض.. يحدثنا سيدنا على ابن ابي طالب رضي الله عنه، عن العقل عندما سألوه عن أكبر المخلوقات الظاهرة على الأرض، فقال هم عشرة:
1.       الجبال الرواسي. {{ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)}} .  
2.  الحديد يقطع الجبل. .{{ يَا جِبَالُ  أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ(10سبأ }}
3.       والنار تأكل الحديد .{ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ}.    
4. والماء يطفئ النار{ وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ } الأعراف
5.      والسحاب يحمل الماء{ وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ} الرعد          
6. والهواء يحمل السحاب.{ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} البقرة
7.   والعقل يتوارى من الريح..{{ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }} النحل
8.  السكر يغلب العقل.{ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ}النساء
  9. النوم يغلب السكر..{ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا } الفرقان  
10.  والهم يغلب النوم..وأعتقد أن الهم كلنا يعرفه، فهو من أقوى جنود الله،الهم والخوف والجوع، كلها أقوى من النوم.
سبحانك ربي علم الإنسان ما لم يعلم.. الآن أصحاب الحضارات المتغطرسة، لم يصلوا بعد إلى علم هذا الصحابي الجليل علي ابن أبي طالب، الذي لم يدرس في السوربون،ولا في أي جامعة أوروبية، ولكن علمه شديد القوى الذي خلق الإنسان علمه البيان.. إن اقصى ما وصلوا إليه هؤلاء المتغطرسون هو ما أسموه { LOS CUATRO ELEMENTOS } اربعة مصادر رئيسية للغذاء.. الأرض والهواء والماء والنار }.
       الآن نعود إلى القصد من هذه السورة الكريمة التى يخاطب فيها المولى عز وجل الضمير الإنسان وعقله الواعي :..
فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ
طبعا شيء طبيعي أن يقول الإنسان رَبِّي أَكْرَمَنِ لأنه فعلا أكرمه الله ثم نعمه.. ولكن المسألة ليست كذلك.. ولنستمر مع الآية التالية حتى نعرف المراد من الخطاب..
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)
هذا صنف آخر من الناس .. يشعر بسوء حظه.. يشعر بأنه أهُين.. إنه غير راض.. له مشكلة كبيرة.. ولكن ألا نرى الغالبية العظمى من الناس في هذا العصر ينقسمون فعلا إلى قسمين.. قسم يقول لك أنا ربنا كارمني والحمد لله، والآخر يقول لك .. أنا مش عارف أنا عملت إيه في حياتي .. رزقي ضيق وحظي سيئ.. أنا لا أقول كل الناس هكذا .. ولكن معظم الناس نسمع منهم هذا الكلام .. هذا الأمر أصبح واقع حياتنا الأليم.. وهيا بنا نسمع بماذا رد الله على الطرفين.. على الذي قال ربي أكرمن، والآخر الذي قال ربي أهانن..
كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18)
قال الله كلا .. كلا هي الكلمة النافية نفيا مطلقا.. كلا لمن قال رب أكرمن، وكلا لمن قال رب أهانن، بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ .. كان يجب عليك أن تكرم اليتيم كما أكرمتك.. وأن تأمر أهلك وعمالك بتقديم الطعام لكل مسكين.. شرطان وضعهما لمن يشعر بكرم ربه له.. عليه أن يخرج حق النعمة.. لقد أنعم الله عليك لتكون سببا لإسعاد الآخرين.. لقد أكرمك الله ونعمك لتكرم أنت بدورك من هم دونك من خلقه والشيء القوي حقا هنا أن الله لم يأمره بإطعام المسكين فحسب بل بالحض على إطعامه، إذا يوجد عندنا صنفان من الناس.. صنف يقول ربنا أكرمني.. وهذا وضع له المولى عز وجل شرطان:
      1ـ   إكرام اليتيم كما أكرمك الله.            2.  والحض { أي الأمر  } بإطعام المساكين.
       والآن تعالوا بنا نسمع ماذا قال ربنا للصنف الثاني من الناس، للذي قال:  { رَبِّي أَهَانَنِ }
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20)
أما أنت يا من تعتقد أن الله أهانك .. ها هو المولى برحمته يتولاك ويدلك على العلاج لتتخلص من هذا الشعور بالنقص والإهانة..
1.   لا تأكل التراث.. أي لا تكذب، لا تسرق، لا تقتل .. لأن المال إبتلاء.. أي إمتحان.. وقد عافاك الله من هذا الإبتلاء الذي هو السبب الرئيسي لكل ما يحدث في البشرية الآن من ظلم وقتل وسلب ونهب...
2.   أرضى بما قسم الله لك وانزع من قلبك حبك للمال والماديات.. أرضى بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.
هل نتخيل مجتمع بهذه الصورة الجميلة والأسس البديعة العادلة، التى وضعها رب الناس لكل الناس.. لو كل منا أكرم يتيما وأطعم مسكينا.. لعاشت البلاد والعباد في سعادة وهناء. لذلك يجب أن نكون على مستوى المسئولية التى حملها الله للإنسان، ليرقى بحياته، ويكون في عون أخيه الإنسان. فيستحق بذلك أن يكون خليفة الله في ارضه.
            والآن نأتي إلى نهاية المطاف... المستقبل الذي ينتظر العالم، كل البشر سيجدون أنفسهم وجها لوجه مع هذا المشهد العظيم :
كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26)
         ثم يصور لنا المولى عز وجل، الموقف الذي يرتاح إليه ويتمناه كل إنسان، فبعد أهوال يوم القيامة ينادي الله سبحانه وتعالى على احباب أ حبابه:
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة (27)ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي .30.

28 dic 2012

لك من الله مع كل ما يصيبك رسالة تنقذك من سوء عملك


وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)
 وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16) النحل
جعل الله سبحانه وتعالى لكل شيء علامة .. ستجد علامة قربك أو بعدك عن الله في حياتك.. طريقة تفكيرك .. كلماتك.. تصرفاتك .. مشاكلك.. المشكلة التى لديك  هي من نفس نوع تقصيرك  مع الله..  .. كل ما أصابك مما ينغص عليك حياتك  هو بمثابة  رسالة من ربك أنه سبحانه وتعالى معك يسمع ويرى ويتابعك ولا يريدك أن تبتعد كثيرا .. فلبي واستغفر وتب إليه تنجو من العذاب والضلال والهلاك .
لقد
جعل الله
 تبارك وتعالى لكل
 شيئ حقيقة وعلامة
جعل لإستغفارك علامة، وهي أن يذهب
عنك وطأة الذنب فترتاح وجعل لتسبيحك علامة وهي أن
 تستشعر في نفسك عظمة الإسم لذي به تسبح  ربك ثم إذا غلبت نفسك وقمت ليلا والناس نيام فصلي وتأمل فاتحة الكتاب ستجد أنك أمام أعظم الأسماء.. ويكفيك زخرا وفخرا وحبا وسعادة أن تستشعر حلاوة كل اسم من اسماءه سبحانه
 وهذا في حد ذاته يجعل نفسك تعرف وتلمس معنى  الحب والنور
 والجمال  فكل نفس قد جبلها ربها على حب الكمال والنوال
 والجمال وستجد قلبك وقد رق وهام وغرق في مشاعر
 العرفان وبصراحة بعد معرفة ربك ولو بإسم واحد
 من  اسماءه ستتغير حياتك بالكامل .. ستشعر
 بأنك  كنت  في عداد  الأموات
فذكر الله وكلامه
حياة دونها
الموت.
الحمد لله رب العالمين .. إن الحمد كله لله .. الذي هو رب العالمين .. أي يربينا.. يتابعنا.. ينظر إلىينا بعين رحمته.. يرسل إلينا كلمات ليلفت نظرنا، ونحن نمضي ولا نلتفت.. فيرسل إلينا إنذارا أقوى.. ونبدأ نهتز من الداخل.. مصيبة حلت .. أو شبح مصيبة قادمة.. أو ضعف وهوان ..
كل هذه هي رسائل من الرحمن لنا ليردنا إليه، وهذا كله يتطلب مزيدا من الصلاة، ومزيدا من الإستغفار، ومزيدا من البعد عن المعاصي..
كلنا من النوع الذي يرتكب المعصية دون أن يدري.. فنظرة قاطبة إلى أبويك معصية كبيرة تغضب ربك .. تكلمت على شخص ما، هذه نميمة وغيبة، وهي كاآكلي لحوم البشر..
أريد أن يطمأن الجميع، إتصالك بالله بذكره وتسبيحه وبالإستغفار تكون قريبا جدا من رحمته.. أرمي بهمومك وأحزانك بين يدي الرحمن الرحيم تائبا منيبا إليه سبحانه.. سيأخذ بيديك ويصلح لك قلبك وعقلك وحياتك كلها وحياة كل من تحب وتدعو له بالصلاح..
إصلح ما بينك وبين الله.. يصلح الله ما بينك وبين الناس
هذه سنة الله في خلقه.. كلما واجهت مشاكل مع الناس.. كلما أساءوا إليك.. كلما واجهت أي مشكلة.. فهذا له معنى واحد فقط هو أنك في حاجة أن تعود إلى ربك وتصلح ما بينك وبينه.. ليصلح لك هو حياتك كلها برحمته وفضله وعظيم سلطانه.
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) البقرة
كل خوف يصيبك، وكل مرة تجوع فيها، وكل مرة ينقص فيها مالك أو يذهب عنك عزيز لديك.. كل مرة يزداد حزنك.. أي شيئ ينغص عليك حياتك.. كل هذا من فعل يديك .. ويعطيك الله الفرصة كاملة لتعود إليه إذا قلت بصدق:  { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }..
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
 في التو واللحظة تتنزل عليك رحمته .. ويرسل لك ملائكته لكي يطمأنوك بأن الله معك يسمع ويرى.. ويبشروك بالهداية.. تشعر أنت بأن الله معك قد هداك.. وأهداك راحة بعد عناء.. وهدوءا بعد حيرة وشقاء..
كل هذه الرحمات والنفحات الربانية من أثر الصبر والصلاة.. لن أتكلم فيهما الآن.. حتى نكون جاهزين ومستعدين تماما .. لأنهما من أعظم وأكبر عطاءات الرحمن للإنسان..
بعد قليل سندخل على التمرين الثالث.. تمرين محبب إلى قلوبنا جميعا.. تمرين سيفتح لنا أبوابا وطرقا في الآفاق الربانية.. تمرين سيغير حياتنا... سيجعلنا نشعر بأننا أحياء ولأول مرة .. سيجعلنا نرى ونستطعم ونتلذذ بالحب الصادق الخالد والذي لم يعرفه إلا قليل من عباد الله المخلصين...
لهذا أقول لكم جميعا لا تتغيبوا عنا  فالمرحلة القادمة مرحلة فاصلة .. إذا ما اتبعناها بصدق ستنير حياتنا وتغيرها تغييرا شاملا كاملا بإذن الله وبفضله ..
وإلى ذلك الحين استودعكم الله دينكم وأماناتكم داعيا الله عز وجل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. وأن يجعلنا هداة مهتدين داعين إليه بالحكمة والموعظة الحسنة والعمل الصالح.. وأن يجعلنا ممن يقوا أنفسهم وأهليهم نارا وقودوها الناس والحجارة ...
والحمد لله رب العالمين ..
الجمعة 28/12/2012







26 dic 2012

هل تريد أن تحقق الفلاح الذي هو اكبر من النجاح وتفوز بالفردوس الأعلى


إلى أي شيئ تسعى في حياتك
إلى النجاح.. أم إلى الفلاح.. وهل تعرف الفرق بينهما
الثلاثاء 25/12/2012
كلنا يتوق للنجاح في مشوار حياته.. وكل منا يبذل وسعه ليصل إلى غايته.. وكثير منا تعثر وقام ثم تعثر ثم قام.. وكثير منا أيضا تركوا الصراع واستسلموا.. وآخرون استطاعو بقوة إرادتهم التغلب على الفشل...وبما أن الله يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر.. وبما إنه سبحانه هو خالقنا ومولانا.. قد وضع لنا أسسا يسيرة للوصول إلى ما هو أجمل وأشمل وأكبر وأدوم من النجاح ألا وهو الفلاح. وجعل ذلك في قرآن يتلى إلى يوم الدين .. وجعله وسيلة مهذبه ومؤكدة للوصول إلى غاياتنا بنزاهة ورجاحة عقل
وأجمل من
هذا وأعجب أنه
سبحانه خصص لنا في
كل بقاع الأرض من ينادي علينا
كل يوم خمس مرات بأعلى صوته حي على الصلاة
حي على الصلاة ... حي على الفلاح... حي على الفلاح
ربي ما أرحمك وما أعظمك أن جعلت فينا وفي كل لحظة من
عمر الدنيا من ينادي علينا ويذكرنا بما فيه صلاحنا ونجاحنا وفلاحنا .
النجاح قد عرفه كل من نجح من البشر،أن نتجح في عملك ، في دراستك، في مشروعك، في علاقة اخوية أو أسرية أو زوجية.
ولكن هذا النجاح قد يستمر لفترة معينة وينتهي... وقد يصاحبه فشل في جانب آخر من جوانب الحياة.. مثل الأب الذي ينجح خارج بيته في كل شيئ ثم يفشل مع زوجته وأسرته إلى آخر كل تلك الأمثلة التى نراها في واقع حياتنا كل يوم.
ولكن الفلاح يختلف تماما، الفلاح هو أن تنجح في الدنيا والآخرة،  فلاحا يصاحبك فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، فلاحا يهديك إليه ربك،  فلاحا له ثمرة لا تنتهي تقطفها في حياتك ومماتك ويوم تعرض على ربك... فلاحا ينعم به كل من حولك.. كل من تخاطبه.. كل من تقوم بنصحه، كل من أحبك ، وكل من يتبعك .
        هذا الفلاح لا يمكن أن يأتي بعده إخفاق أبدا مادمت خاشعا في صلاتك لله... فلاحا لايتركك وحيدا أبدا... فهو دائما معك كظلك.. وربما يسبقك بسيرتك العطرة إلى كل من يهتم بأمرك أو تهتم أنت بأمره.... فلاحا وضع الله شروطه في سورة المؤمنون، وهو أيضا فلاح في الحوار المهذب الناجح الفعال والمحبب إلى كل الخلق من كان منهم صديقا أم عدوا،  فالعدو العاقل يحترم كل ماهو جيد ومتقن وجميل.
وفي النهاية هو فلاحا يجعلك من ورثة الفردوس التى اعدها الله للخاشعين
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)المؤمنون.
احبابي واخوتي في الله .. هل رأيت بعيني رأسك كيف أن الإستغفار والتسبيح ووذكر الله يحملنا إلى الخشوع لله رب العالمين .. هنيئا لمن استغفر الله بصدق وبكت عيناه من كثرة ما فرط في جنب الله .. وهنيئا لمن ذكر الله في نفسه ووجل قلبه ودمعت عيناه من ذكر الله.. وهنيئا لمن فحص بعقله مواطن الغفلة في نفسه ومواطن الضعف عنده ثم استغفر الله لما كان منه وتاب إليه وتضرع أن يقوي ضعفه بالإيمان..
هنيئا لمن كان هذا حاله فإنه أول طريق الخشوع الذي يقربك من ربك ويجعلك من ورثة الفردوس الأعلى.. فعندما نصحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسأل الله الفردوس الأعلى كان يقصد أن نخشع لله في صلاتنا وأن  نعرض عن اللغو، ونخرج الزكاة ونحافظ على فروجنا وآماناتنا وعهودنا.
 ثم نحافظ على صلاتنا بعد كل ذلك فقد عرفنا قيمتها واصبحت هي أثمن مالدينا واعظم نعمة اعطاها لنا ربنا بعد أن استدعى لها نبينا صلى الله عليه وسلم إلى مافوق سبع سماوات ليعود إلينا بالهدى والصلاح والحب والمودة والقرب من العزيز الجبار المتكبر الذي لا شريك له في الملك .. سبحانك ربي وبحمدك .. هنيئا لمن قرأها ووعاها وعمل بها فسيكون الفلاح من نصيبه بإذن الله تعالى وبفضله ...
إذا تقرَّب العبدُ إليَّ شِبرًا تقرَّبتُ إليه ذِراعًا
عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، يَرويه عن ربِّه ، قال :
( إذا تقرَّب العبدُ إليَّ شِبرًا تقرَّبتُ إليه ذِراعًا ، وإذا تقرَّب إليَّ ذِراعًا تقرَّبتُ منه باعًا ، وإذا أتاني مَشيًا أتَيتُه هَروَلَة (
الراويأنس بن مالك المحدثالبخاري المصدرصحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:7536
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
كل مخلوق على وجه الأرض يتمنى بل ويسعى جاهدا ليحقق النجاح في حياته .. وكثير جدا من الناس قد حققوا فعلا النجاح في حياتهم ، ويقص علينا التاريخ قصص نجاحهم وكيف نجحوا وعوامل النجاح في هذه الدنيا.. ولكن العزيز الجبار المتكبر الذي خلق الإنسان وأسجد له ملائكته قد وضع له في كتابه شروط الفلاح والذي هو اكبر من النجاح مليارات المرات.. وهذه الشروط سهلة وبسيطة وفي قرآن يتلى إلى يوم الدين ..فعش معها دقائق فربما تمنيت أن تفوز بالفردوس الأعلى.



24 dic 2012

... تسبيحك لله بصدق ينور قلبك ويطرد منه كل سكان الظلام مثل الحقد والغل والحسد والعذاب والهوان واليأس  والبغضاء 

22 dic 2012

التسبيح يخرجك من دوامة الحياة إلى الأسرار الكبيرة المتناثرة في ملكوت الرحمن


التسبيح يخرجك من دوامة الحياة إلى الأسرار الكبيرة
المتناثرة في ملكوت الرحمن
أذكركم بأننا نعمل على محاور ثلاثة
العقل..الذاكرة.. لندخل بهما على تقوى الله والتى تلزمنا بمعرفته
فإذا عرفناه سبحانه أحببناه، وإذا أحببناه أطعناه
فالمحب لمن يحب مطيع
السبت 22/12/2012
**********
الذاكرة
*****
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) { آل عمران }.
بكى النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الآيات ثم قال:” ويل لمن قرأها ولم يتفكّر فيها
اليوم سنستخدم ذاكرتنا بصورة قوية .. لنستخرج منها كل مواقف الرحمة التى نزلت علينا من ربنا.. ونتفكر في كل نعمة ظاهرة من نعمه سبحانه .. وكل موقف دعوناه فيه واستجاب لنا.. وسنتذكر كل متعة تمتعنا بها من نعم الله علينا.. فهو سبحانه الذي قال يذكرنا بعظيم رحمته وعظيم قدرته وعظيم رأفته وعنايته بنا :
ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9) السجدة.
هل هو عتاب من رب العالمين؟.. هل هي تذكرة لنا قبل فوات الآوان؟ .. طيب هل نحن شكرنا الله وحمدناه على كل تلك النعم؟ ياترى هل نعرف كلنا كيف نشكر الله على نعمه؟  لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك.. حتى نتبعه ونفعل كما فعل ونشكر ربنا الذي أنعم علينا بنعم لا تعد ولا تحصى، قال صلى الله عليه وسلم :
قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى تورَّمَتْ قدَماه ، فقيل له : غفَر اللهُ لك ما تقدَّم من ذَنْبِك وما تأخَّر ، قال :
( أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا ) .
الراوي: المغيرة بن شعبة المحدث: البخاري  - المصدر: صحيح البخاري - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكر ربه.. بكثرة السجود خاشعا مخبتا منيبا لله رب العالمين .. فهل فعلنا نحن ذلك ؟... نقول  لا ولكننا في طريقنا إلى فعله.. فعندما نخرج من الدوران في الدنيا مع عقارب الساعة وندور مع الكون المسبح مستغفرين تائبين نادمين.. وعندما نعيش مع أسماء الله الحسنى، على الأقل التى نقرأ بها في صلاتنا.. الله.. الرحمن .. الرحيم .. مالك يوم الدين ..
استعمل ذاكرتك لتخرج لك كل المواقف التى وجب عليك شكر الله فيها ولم تفعل... ثم استعمل ذاكرتك لتخرج لك كل المواقف التى نجاك الله منها من هلاك مؤكد.. ثم استعمل ذاكرتك لتخرج لك كل ما استمتعت به
وحصلت عليه مستخدما نعم الله عليك .. وهكذا تستطيع أن تعيش في تسبيحك له حالة العبد الشكور.. فعندما تقول سبحانك اللهم وبحمدك.. ستدرك مدى نعمه عليك وسيزيدك الله من فضله لأنه سبحانه قال لأن شكرتم لأزيدنكم .. ثم علينا أن نفكر لحظة في حال من لم يتمتعوا بما متعنا به ربنا، وجاء ذكرهم في الآية التالية:
فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) الأنعام.
ربما الآن سبحته بقلبك .. فتتلاشى همومك .. وتذهب عنك أحزانك.. ويحدث لك الإنسجام الواجب عندما ندخل مع المسبحين في كون الله ونشاركهم في تسبيح مولانا الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
وأذكركم ونفسي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من كانت الآخرة همه 
من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، و جمع له شمله ، و أتته الدنيا و هي راغمة ، و من كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، و فرق عليه شمله ، و لم يأته من الدنيا إلا ما قدر له
الراويأنس بن مالك المحدثالألباني المصدرالسلسلة الصحيحة
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ
الآن سنعيش مع الآية الكريمة لحظات، يخبرنا المولى عز وجل بالطريقة المثلى لتسبيحه وذكره والتقرب إليه والتعرف عليه سبحانه، وهي تدبر القرآن والتفكر في خلق الله.. حتى نمحو من عقولنا وقلوبنا الجهل به تبارك وتعالى.. فنتعرف على عظمته وقدرته عن قرب في التفكر في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار...وهذا لا يكون إلا لمن عنده رجاحة عقل وقليل من العلم بقدرة الله وعظيم سلطانه.
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
ذكر الله المطلوب هنا هو أن نذكره سبحانه وتعالى في جميع أوقاتنا، عندما نكون قائمين وقاعدين ومضجعين. هذه هي الحالات الثلاثة لحركة الإنسان في الأرض.

 وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
بعد أن حدد لنا المولى تبارك وتعالى الحالات التى نمر بها عندما نتحرك في الحياة، أخبرنا سبحانه بما يجب علينا فعله أثناء هذه الحركة، أن نتفكر في خلق السموات والأرض.. فلا يصح أن تشغلنا قطعة الخبز عن عظيم قدرة الله وعظيم قدره وعظيم سلطانه وعظيم نعمه علينا.
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
ثم يدلنا المولى عز وجل على صيغة تسبيحه المثلى.. ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك.. وأيضا يدلنا على أنه هو سبحانه الحق.. والسماوات السبع حق.. وكل مانرى بأعيننا هو الحق من ربنا.. وكل ما جاءت به الرسل هو الحق، والجنة حق والنار حق.. وبهذا يحق لنا أن نستعيذ بالله العلي العظيم من النار..
اللهم إنا نعوذ بك من النار ونسألك الجنة يارب العالمين يا أرحم الراحمين يا ولي الصابرين .. وأن ترزقنا حمدك وشكرك وتسبيحك .. وأن تجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه..
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين والحمد لله رب العالمين .

21 dic 2012

التسبيح يخرجك من ظلومات نفسك إلى أنوار الواحد القهار


التسبيح يخرجك من ظلومات نفسك إلى أنوار الواحد القهار
الجمعة 21/12/2012
{ 6 }
***********
فإذا ما وصلت إلى ربك فستجد عنده رسالة لك جاهزة لتأخذها وتضعها في حيز التنفيذ.. فتسعد بمهمتك الربانية والتى تمحو عنك الظلام وأثره في حياتك قبل وصولك إلى ساحة التسبيح والغفران...
ربما احتجت للتدقيق والتمحيص لترى رسالتك في الحياة التى أعدها لك ربك قبل أن تحصل عليها.. فالذي يخرج من الظلومات إلى النور المفاجئ يحتاج لوقت حتى يتعود على النور فيرى بوضوح...
وإن لم ترى رسالتك فعليك بالتضرع والسجود والدعاء ومزيدا من الإستغفار والتسبيح ... حتى يأخذ بيدك الرحمن الرحيم ... فيجعلك ترى ما لم تكن تراه من قبل لآنك كنت في ظلومات نفسك وظلومات الحياة..
هذه المعوقات التى تعوق رؤيتك لرسالتك في الحياة، هي سيرك مع عقارب الساعة وعكس دوران الكون المسبح لله.. ولكي تخرج من هذه الدائرة عليك بالدعاء تضرع وخفية، وكثرة السجود لله حتى يأخذ بيدك.
رسالتك قد أعدها لك ربك قبل ولادتك.. كثير منا عرفها وحصل عليها وحولها إلى حياة مليئة بالحركة والبركة والفلاح الذي هو أكبر مليون مرة من النجاح...
وكثير منا شغلته الهموم وراح اسيرا لأحزانه.. وأخذ يلوم الدنيا والزمن وكل من استطاع لومه من بني الإنسان.. فخيرا لك أخي في الله أن تدع اللوم وتعود إلى ربك مستغفرا ونادما ومسبحا وقائلا إنا لله وإنا إليه راجعون... فيكون حالك هو ما وصفه لك ربك في محكم آياته:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة.
أما عن رسالتك في الحياة والتى ربما أخفتها عنك همومك، فهي موجودة في دائرة حياتك.. قد تكون في صورة إنسان يحتاج منك الدعاء والعناية.. مثل زوجتك أو أبنك او زوجك او امك او اخوك او جارك .. شخص ما أو هدف كبير في الحياة قد جعل منه ربك رسالتك في هذه الدنيا.. مثلا كأن تكون طبيبا فتعالج المرضى في بلدك واسرتك.. أو مهندسا أو عاملا في مصنع أو حارسا .. كل تلك المهام والأعمال الدنيوية مهما كانت صغيرة أو كبيرة فهي من الرسائل والمهمات التى جعلها الله لمن آمن به سبحانه من خلقه، ليجزيهم عنها الجنة...
بالتسبيح نتحرر من كل تلك الظلومات
وهكذا نرى فائدة كبيرة من فوائد الإستغفار والتسبيح... وأول ما نشعر به هو تحررنا من القيود المؤلمة والأوهام المضيعة للوقت ولطاقة الإنسان... بالتسبيح نتحرر من كل تلك الظلومات فيخرجنا منها ربنا إلى النور الإلهي .. كما وعدنا في محكم آياته:
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) البقرة.
رابط  مدونتي في عمرو خالد

رابط ارشيف النادي

20 dic 2012

من اسرار التسبيح {5}


من أسرار التسبيح لله العلي العظيم
الخميس 20/12/2012
ــ 5  ــ
########
عندما نسبح بحمد الله .. ويكون حالنا كمن يسبح في ملك الله.. نشعر بجمال الكلمات ولذة السباحة.. فالسباحة رياضة محببة إلى كل نفس .. وكل عاقل لا يعرف السباحة يتمنى من أعماق قلبه أن يتعلمها..
هكذا يكون حالنا عندما نسبح بحمد الله ونعظمه ونقدره ونسجد له خاشعين مستغفرين تائبين ونادمين على كل لحظة مرت في حياتنا بعيدا عن غفرانه ورضاه سبحانه وتعالى...
وتسبيح الله العلي العظيم يحتاج منك إلى معرفة السباحة في كونه العظيم .. وهي سهلة جدا ورياضة محببة إلى النفس البشرية مهما كانت صفتها وحالتها...
طبعا في البداية ربما تتطلب منك السباحة في ملكوت الرحمن وتسبيحه  في البداية مجهودا إلى حد ما زائد عن المعتاد... لأن الماهر في السباحة يسبح وكأنه ولد في البحار..
وكلما كنت غارقا في الدنيا تدور مع عقارب الساعة، كلما كلفك هذا مجهود أكبر في التسبيح لله العلي العظيم، لأنك تكون كمن يسبح ضد تيار ملكوت الرحمن .. وهذا هو حال عقارب الساعة تدور عكس دوران الكون كله...
فإذا أردت أن تتعلم كيف تسبح في ملك الله .. عليك أولا أن تخرج من دائرة دوران عقارب الساعة.. وذلك بأن تتأمل في ملك الله.. تنسى همومك للحظات تردد فيها سبحانك اللهم وبحمدك..فمثلا لو رددت هذه الكلمة مائة مرة غفر الله لك ذنوبك ولو بلغت عنان السماء...
أول من تعلم السباحة في ملك الله ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء هو خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام..
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) الأنعام.
أول فائدة نحصل عليها عندما نسبح في ملك الله، ونسبح بحمده هي حصولنا على اليقين .. أن نكون على يقين من كل ما أنبأنا به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ...
قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الرعد.
كلما تعمقت في ملكوت الرحمن كلما زدت يقينا وإيمانا وثقة ونورا وحبا لله ورسله وأنبياءه.. وكلما رددت كلمات الحمد والشكر والتسبيح لله رب العالمين كلما زاد النور في قلبك وهربت منه السلبيات والنكت السوداء والران الذي يران على القلوب الغافلة... ثم يطمئن قلبك فتمضي في حياتك بخطوات ثابتة مطمئنة بذكر الله.
سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11) الفتح.
إياك أن تتخلف عن رسول الله بعدم صلاتك عليه صلى الله عليه وسلم واتباعك لسنته الكريمة، ثم إياك ألف مرة وأقول لك إياك أن تسبح لله فقط بلسانك وقلبك عن ذلك مشغول..
كل الكون يدور عكس عقارب الساعة .. حتى طواف الكعبة.. ونحن البشر ندور مع عقارب الساعة  فنتحول دون أن ندري إلى وقود للحياة الدنيا، يغرينا أهلها بالأمال العريضة والأهداف الكبيرة  حتى يتحول عمرنا إلى الساعات والدقائق التى تدفع الحياة  للدوران... ولكن عندما نجلس  بعد كل صلاة نذكر الله ونسبحه ونستغفره  فإننا نخرج من دائرة عقارب الساعة إلى ملكوت الله الكبير والعظيم والذي يوسع فيه ربنا كل يوم .
وهذا هو رابط مدونتي في عمرو خالد

نظرية جديدة في أسرار التسبيح


من أسرار التسبيح لله العلي العظيم
نظرية جديدة في التسبيح لله رب العالمين
الآربعاء 19/12/2012
{ 4 }
ـــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين النبي الأمي المبعوث هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم ...
ما لدينا هنا هو سر كبير جدا من أسرار الحياة المتوارية خلف آيات القرآن، فيها علاج لكل ما يعكر صفو حياة الذي آمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا..
دقق معي من فضلك ولا تفرط ولا تهمل ما سوف تسمع، فإن فيه نجاتك ونجاة كل من تهتم بهم من إخوانك وأحبابك..
بعد قراءتك لهذه عليك بالبحث عن الحقائق العلمية التى توصل إليها علماء طب النفس المسلمين في العالم العربي والغربي.. \
ولكن هنا فقط سأحاول أن ألقي الضوء على معلومة ونظرية جديدة في التسبيح.. في المقالة السابقة عرفنا أن الطواف حول الكعبة يكون عكس عقارب الساعة، ودوران القمر حول الأرض هو عكس عقارب الساعة، وكذلك دوران الآرض حول الشمس والكون كله إنما يكون عكس عقارب الساعة..
أيضا عرفنا أن دورة الدم في جسم الإنسان تبدأ من الشمال، أي عكس عقارب الساعة، الآن ياسيدي الفاضل تستطيع أن تستنج ما سوف أقول.. وهو أننا نسبح الله العلي العظيم.. الآن دقق معي من فضلك:
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16) فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) الروم
الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16)
يبدا المولى عز وجل الآية بتعريفنا موقف الذين كفروا.. الذين لا يؤمنون بالله .. لا يصلون ولا يذكرون الله ولا يسبحونه.. يعيشون معنا في كوكب الأرض.. نأكل مما يصنعونه من طعام وكساء ودواء.. وكل هذا يدخل ويتحول إلى عناصر تسير وتسبح في أجسادنا عبر دماءنا.. وربما من أجل هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " لأننا نتغذى ونتداوى ونلبس مما يصنع الكافرون..
ولكن إطمئن .. فإن الله معنا.. يسمع ويرى.. وهو سبحانه وتعالى أفرب إلينا من حبل الوريد.. قبل أن يختم الآية سبحانه وتعالى وضع لنا الحل في الآية التالية:
فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)
التسبيح .. هو الحل الوحيد لنتخلص من كل السموم التى عزت بطوننا وعقولنا وقلوبنا.. بتسبيح الله حين نمسي وحين نصبح نخرج من دائرة الكفرة ومصيرهم المشئوم...
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)
ثم إذا حمدنا الله بالصيغة التى إرتضاها لنا وعلمنا إياها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :
" سبحان الله وبحمده "
عندما ندخل في الصلاة ونقول بسم الله الرحمن الرحيم .. فقد أعطانا الله تبارك وتعالى الفرصة لنتعرف على ثلاثة أسماء من أسماءه الحسنى  "الله".. وهو الأسم الجامع الكامل الشامل لكل صفات الله تبارك وتعالى وجماله وكماله وتعظيمه .. اسم لو سمعه حتى من مات قلبه فإنه سيعشقه.. سبحانك ربي ما أعظمك وما أرحمك .. ثم نواصل قرآتنا في صلاتنا قائلين .. الرحمن .. الرحيم .. لو أننا في صلاتنا تدبرنا ما نقول لخرجنا من الصلاة كيوم ولدتنا أمهاتنا بغير ذنوب.. ثم بعد ذلك نقول : .. الحمد لله رب العالمين .. هنا نكون قد دخلنا مع الكون المسبح والحامد لله رب العالمين ..
وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)
يذهب بي فكري تلقائيا إلى الصلاة.. خمس صلوات في اليوم والليلة، هن خمس جلسات روحانية نستقبل فيها نفحات الرحمن ورحماته..نردد في كل جلسة ما دار من حوار وكلمات بين الله تبارك وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .. الصلاة هي أكبر وأطهر غذاء لأرواحنا.. هي تحفظ توازن الإنسان بين عقله وقلبه ونفسه ومشاعره وسمعه وبصره.. ثم هي تحملنا مع نسيم التسبيح في ملكوت الله.. عندما ندخل في الصلاة، عندما نقيم وجوهنا عند من خلقنا، ينظر إلينا ربنا ما لم ننشغل بغير ما نقرأ من قرآن.. وفي هذه النظرة من الله تبعث فينا الحياة من جديد..
عن الصلاة لي اكثر من 10 سنوات وأنا أحاول أن أصل إلى أي سر من أسرارها الكبيرة جدا..ولم يبخل على ربي ببعض ما أثلج صدري.. وأراح فؤادي.. وسأخبركم بسر صغير جدا من أسرار الصلاة، ثم أترككم على أمل اللقاء في تمرين آخر إن شاء الله..
صلاتك هي مقياس إيمانك، وهي علامة موقفك وموقعك من الله، وهي دليل تعظيمك لله من عدمه، وهي سبب سعادتك أو شقاءك.. وهي إما لك وإما عليك، إما أن تفتح لك الأبواب أو تغلقها..
سأدلك على سر كبير وطريقة سحرية تصلح بها صلاتك وتحسن بها وقوفك بين يدي خالقك.. أكثر من الدعاء في السجود، عش كل كلمة تقرأها، بل كل حرف من حروف القرآن، حدث نفسك أنك واقف بين يدي من يملك سعادتها وشقاءها، عافيتها ومرضها.. بيده سبحانه كل أمور حياتك وآخرتك.. ثم أدعوه كثيرا كثيرا كثيرا .
كانَ مِمَّا يدعو بِه النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ اللَّهمَّ أعِنِّي على ذِكرِك وشُكرِك وحسنِ عبادتِك
الراويمحمد بن المنكدر المحدثالبيهقي