28 dic 2012

لك من الله مع كل ما يصيبك رسالة تنقذك من سوء عملك


وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)
 وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16) النحل
جعل الله سبحانه وتعالى لكل شيء علامة .. ستجد علامة قربك أو بعدك عن الله في حياتك.. طريقة تفكيرك .. كلماتك.. تصرفاتك .. مشاكلك.. المشكلة التى لديك  هي من نفس نوع تقصيرك  مع الله..  .. كل ما أصابك مما ينغص عليك حياتك  هو بمثابة  رسالة من ربك أنه سبحانه وتعالى معك يسمع ويرى ويتابعك ولا يريدك أن تبتعد كثيرا .. فلبي واستغفر وتب إليه تنجو من العذاب والضلال والهلاك .
لقد
جعل الله
 تبارك وتعالى لكل
 شيئ حقيقة وعلامة
جعل لإستغفارك علامة، وهي أن يذهب
عنك وطأة الذنب فترتاح وجعل لتسبيحك علامة وهي أن
 تستشعر في نفسك عظمة الإسم لذي به تسبح  ربك ثم إذا غلبت نفسك وقمت ليلا والناس نيام فصلي وتأمل فاتحة الكتاب ستجد أنك أمام أعظم الأسماء.. ويكفيك زخرا وفخرا وحبا وسعادة أن تستشعر حلاوة كل اسم من اسماءه سبحانه
 وهذا في حد ذاته يجعل نفسك تعرف وتلمس معنى  الحب والنور
 والجمال  فكل نفس قد جبلها ربها على حب الكمال والنوال
 والجمال وستجد قلبك وقد رق وهام وغرق في مشاعر
 العرفان وبصراحة بعد معرفة ربك ولو بإسم واحد
 من  اسماءه ستتغير حياتك بالكامل .. ستشعر
 بأنك  كنت  في عداد  الأموات
فذكر الله وكلامه
حياة دونها
الموت.
الحمد لله رب العالمين .. إن الحمد كله لله .. الذي هو رب العالمين .. أي يربينا.. يتابعنا.. ينظر إلىينا بعين رحمته.. يرسل إلينا كلمات ليلفت نظرنا، ونحن نمضي ولا نلتفت.. فيرسل إلينا إنذارا أقوى.. ونبدأ نهتز من الداخل.. مصيبة حلت .. أو شبح مصيبة قادمة.. أو ضعف وهوان ..
كل هذه هي رسائل من الرحمن لنا ليردنا إليه، وهذا كله يتطلب مزيدا من الصلاة، ومزيدا من الإستغفار، ومزيدا من البعد عن المعاصي..
كلنا من النوع الذي يرتكب المعصية دون أن يدري.. فنظرة قاطبة إلى أبويك معصية كبيرة تغضب ربك .. تكلمت على شخص ما، هذه نميمة وغيبة، وهي كاآكلي لحوم البشر..
أريد أن يطمأن الجميع، إتصالك بالله بذكره وتسبيحه وبالإستغفار تكون قريبا جدا من رحمته.. أرمي بهمومك وأحزانك بين يدي الرحمن الرحيم تائبا منيبا إليه سبحانه.. سيأخذ بيديك ويصلح لك قلبك وعقلك وحياتك كلها وحياة كل من تحب وتدعو له بالصلاح..
إصلح ما بينك وبين الله.. يصلح الله ما بينك وبين الناس
هذه سنة الله في خلقه.. كلما واجهت مشاكل مع الناس.. كلما أساءوا إليك.. كلما واجهت أي مشكلة.. فهذا له معنى واحد فقط هو أنك في حاجة أن تعود إلى ربك وتصلح ما بينك وبينه.. ليصلح لك هو حياتك كلها برحمته وفضله وعظيم سلطانه.
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) البقرة
كل خوف يصيبك، وكل مرة تجوع فيها، وكل مرة ينقص فيها مالك أو يذهب عنك عزيز لديك.. كل مرة يزداد حزنك.. أي شيئ ينغص عليك حياتك.. كل هذا من فعل يديك .. ويعطيك الله الفرصة كاملة لتعود إليه إذا قلت بصدق:  { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }..
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
 في التو واللحظة تتنزل عليك رحمته .. ويرسل لك ملائكته لكي يطمأنوك بأن الله معك يسمع ويرى.. ويبشروك بالهداية.. تشعر أنت بأن الله معك قد هداك.. وأهداك راحة بعد عناء.. وهدوءا بعد حيرة وشقاء..
كل هذه الرحمات والنفحات الربانية من أثر الصبر والصلاة.. لن أتكلم فيهما الآن.. حتى نكون جاهزين ومستعدين تماما .. لأنهما من أعظم وأكبر عطاءات الرحمن للإنسان..
بعد قليل سندخل على التمرين الثالث.. تمرين محبب إلى قلوبنا جميعا.. تمرين سيفتح لنا أبوابا وطرقا في الآفاق الربانية.. تمرين سيغير حياتنا... سيجعلنا نشعر بأننا أحياء ولأول مرة .. سيجعلنا نرى ونستطعم ونتلذذ بالحب الصادق الخالد والذي لم يعرفه إلا قليل من عباد الله المخلصين...
لهذا أقول لكم جميعا لا تتغيبوا عنا  فالمرحلة القادمة مرحلة فاصلة .. إذا ما اتبعناها بصدق ستنير حياتنا وتغيرها تغييرا شاملا كاملا بإذن الله وبفضله ..
وإلى ذلك الحين استودعكم الله دينكم وأماناتكم داعيا الله عز وجل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. وأن يجعلنا هداة مهتدين داعين إليه بالحكمة والموعظة الحسنة والعمل الصالح.. وأن يجعلنا ممن يقوا أنفسهم وأهليهم نارا وقودوها الناس والحجارة ...
والحمد لله رب العالمين ..
الجمعة 28/12/2012







No hay comentarios:

Publicar un comentario