يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)
يُصْلِحْ لَكُمْ
أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)
عندما تصبح سيارتك قديمة مستهلكة، ويصبها العطب، فإنك تذهب بها إلى من
يصلحها لك، وتظل مشغولا وربما مهموما طوال فترة اصلاحها.....فهذا شيئ طارئ يغير
روتين حياتك اليومية، فيضطرب عملك وفكرك ويؤثر ذلك فيك وفي كل من حولك من الناس..
هذا بالنسبة لسيارة... فما بالك عندما يصيب العطب قلبك، أو نفسك، أو عقلك، أو
عزيز لديك!!!! لا يوجد على وجه الأرض طبيب يعالج فساد النفوس... فكلها طقوس خالية
من الفاعلية المؤثرة...
وعندما يصيب العطب قلب عزيز لديك.. فيفسد حياته... ويمتد هذا الفساد ربما
إلى العائلة ، فيفسد أخواته وجيرانه، واصدقاءه، ماذا ستفعل أنت أيها الإنسان الذي
لا حول له ولا قوة...ربما تستطيع أن تذهب به إلى طبيب عضوي، أو نفسي، وهذا الأخير
إن لم يكن مؤمنا وتقيا فلن يفلح في علاجه...
يضع العزيز الجبار المتكبر برحمته وفضله وعظمته وكبرياءه وعلياءه ، يضع أما
أعيننا الحل الأمثل والمؤكد والمضمون النتائج.. { فقط عليك أن تتقي الله} وهو سبحانه سيصلح لك عملك ، من على وجه الأرض
من الملوك والجبابرة يستطيع إصلاح الأعمال؟ هل فكرت في ذلك ؟
اتَّقُوا
اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
عزيزي الشاب... أبنتي الشابة... إذا ما نظرت إلى ماضيك ووجدته قد فسد
وامتلأ بأعمال غير صالحة.. فلا تحزن ولا تبتئس.. فقط عليك أن تتوب إلى الله توبة
نصوحا.. ثم تترك كل ما كنت ترتكب من حماقات، ثم تدع قول الزور والكذب، فإن الكذب
مفتاح كل شر...
اتَّقُوا
اللَّهَ
من اللحظة التى تتوب فيها عليك بتقوى الله ،بدل اصدقاء السوء، وابحث عن
القلوب الطيبة النقية الطاهرة، فإن لم تجد فاعتزل اصدقاء السوء وعليك بالقرآن فهو
خير صاحب وخير أنيس وخير شفيع لك عند ربك واجعل من التقوى زادك وغايتك وملازك من
كل سوء.. فيلبسك الله لباس الطهر والصفاء والنقاء، وإن لم تصدقني فاسمع معي هذا
القول من ربك ، الواحد القهار، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا
احد:
" يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ
لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ
ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) الأعراف
".
وَقُولُوا
قَوْلًا سَدِيدًا
من الآن فصاعدا دع قول الزور والكذب، وتحرى الصدق تكن صادقا، ولا تتكلم
بكلام يحمل في باطنه معنى خبيث، ولا تدع في كلامك احتمالات الكذب حتى تسد بكلامك
منافذ الشيطان.
تقوى الله والقول السديد هما حبل نجاتك وهما الوسيلة المثلى المضمونة الأثر
لإصلاح ما فسد من أعمالك...
إن فعلت ذلك بصدق أصلح الله لك أعمالك وبدل سيئاتك حسنات، وذلك بدليل
الآية:
إِلَّا مَنْ
تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ
سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)الأعراف.
إذا عليك بالتوبة النصوحة، وأن تجدد إيمانك بالله، فتزيد من استقامتك على
أمر الله، وتبدأ حياة جديدة تصبح فيها كل أعمالك حسنات، فابتسامتك في وجه أخيك
حسنة، وإماطتك الأذى من الطريق حسنة، وقولك لا إله إلا الله حسنة، وكل حرف تقرأه
من القرآن حسنة... والحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، ثم يضاعف الله لمن يشاء
من عباده...
إن فعلت ذلك ستولد من جديد.. ستجد في نفسك وقد زال عنها كل ما كان يسؤك
وتخشى أن يراه الناس، الآن أصبحت مخلوقا جديدا تقيا، نقيا، صادقا، محبوبا من الله
ومن خلق الله، سيفرح الله بتوبتك، ويستقبلك استقبال المحب لمن يحب، وستعلن
الملائكة توبتك في عنان السماء، سيصافحونك سيكونون في خدمتك، وإن كنت في شك من هذا
فاسمع معي وعش هذه الآية الكريمة لحظات بقلبك وبعقلك وبكل كيانك:
إِنَّ الَّذِينَ
قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ
الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي
أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ
غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) فصلت
نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا
مبروك عليك التوبة... فقد نجحت في تبديل اصدقاء السوء فوهبك الله ملائكة
يتولون أمرك وأمر كل من تحب وكان على الهدى...
وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا
نفس الملائكة الذين جعلهم الله لك في حياتك الدنيا هم أنفسهم سيكونون معك
أمام ربك يشهدون لك، ويبشرونك بالجنة التى وعد الله عباده المؤمنين، ولك أن تتخيل
الجنة ونعيمها، اللهم أجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واهدي بها كل من
قرأها واصلح لهم اعمالهم، وادخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، والحمد لله رب
العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين الصادق الوعد الأمين صلى الله عليه
وسلم.
ملحوظة :
هل تتذكرون السور الذي
أقامه العبد الصالح في قصة موسى عليه السلام، كان تحته كنز لغلامين يتيمين فقام
العبد الصالح بإعادة بناءه ليحفظه لهما.وهكذا علينا كلما واجهنا مشكلة أن نقف..
ونحتسب ونقول إنا لله وإنا إليه راجعون ثم نتوب ثم نرضى بما اصابنا ثم نصبر وأثناء
ذلك علينا أن نبحث في الحياة من خلف اسوارها لكي نجد مخرجا او كنزا كبيرا حفظه
الله لنا .تابعوا معي المقالة أعلاه ثم أفيدوني بعدها بما وجدتم.
No hay comentarios:
Publicar un comentario