29/3/2013
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) . البقرة.
النداء الأول في خلق اللسان وأدب الحوار كما علمنا الرحمن
***
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25). إبراهيم
***
وهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمم لنا مكارم الأخلاق التى بُعث عليها ويدلنا على سبل النجاة والهداية والتى لا يمكن أن تبدأ إلا بخلق اللسان.. فهيا بنا نعيش لحظات مع نصائح وشمائل قائدنا ومعلمنا وأسوتنا الحسنة والذي بعثه الله هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم ...
((إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ, ومَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ, فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ, ومَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ, فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ)). 
[أخرجه ابن ماجه في سننه, وابن حبان في صحيحه, والحاكم في مستدركه]
الكلمة التى تنطق بها تحدد مصيرك في الدنيا والآخرة فهي إما تجلب لك رضا ربك، أو تجلب عليك سخطه والعياذ بالله

  • هل تدرك الآن خطورة الكلمة؟
  • هل أدركت أن كلمة واحدة تقولها تكون سببا في رضا ربك أو سخطه إلى يوم أن تلقاه؟
  • هل ستراجع نفسك الآن قبل أن تتكلم؟
  • هل ستراقب نفسك، حتى لا تقع في المحظور؟
  • هل ستلبي نداء ربك لترقى بنفسك وتتمكن من لسانك فتكون سفيرا للإسلام بأدبك وحلاوة كلامك وطلاقة لسانك وتمكنك من إدارة الحوار بما تعلمته من نداء الرحمن؟


مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) فاطر.
إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: 
((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ, وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ))
[أخرجه الترمذي في سننه]
صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يارسول الله .. لقد وضع لنا المنهج الإسلامي كله في حديث من سطر واحد، حتى يسهل علينا الأمر...
اتق الله فيما تقول، وإن أخطأت فسارع بالتوبة، وسارع بصدقة أو عمل صالح يمحو بها الله سيئتك، ثم عليك بأن تثبت للناس حُسن أخلاقك، وأن لك دين يحكمك ويوجهك، وأن لك ربا مطلع عليك وقد أمرك بتقواه، وكل ذلك سيصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستقبلك على الصراط يوم القيامة وهو فرح بك وفخور باتباعك خطواته.

((لَا تَحَاسَدُوا, وَلَا تَنَاجَشُوا, وَلَا تَبَاغَضُوا, وَلَا تَدَابَرُوا, وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ, وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ أخْوَانًا, الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ؛ لَا يَظْلِمُهُ, وَلَا يَخْذُلُهُ, وَلَا يَحْقِرُهُ, التَّقْوَى هَاهُنَا, وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ, بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ, أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ, كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ؛ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)) [أخرجه البخاري ومسلم .
ما سبق هو منهج أخلاقي كامل متكامل، وهو دليل الإيمان، وهو مصيبتنا الكبرى في هذا العصر، فقليلا ما تجد من يخلو من كل تلك المساوئ التى حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا ما رحم ربي.
الكلمة في الأصل هي فكرة ونية وعزم ثم عندما تنطق بها تصبح فعلا قوي التأثير.
الآن نريد أن نبدأ بأنفسنا، فعلينا أن نراقب كلامنا، ولا ننسى أن الله يراقبنا فهو سبحانه الرقيب علينا، وصدقني لو قلت لك أن المسألة سهلة جدا، وذلك بأن تعود لسانك على أحلى الكلام وهو ذكر الرحمن، ليل نهار، كلما تذكرت ربك استغفره وسبحه، وستجد نفسك عندما ينتهي يومك وقد تلاشت من صفحتك أكثر من خمسين بالمئة من الكلام الفاحش.
وهكذا مع مرور الأيام ستنسى أنك كنت يوما تتكلم بتلك الألفاظ النابية، والتى أصبحت تشمئز منها الآن .. وكل ذلك بفضل ذكرك لله وتسبيحه ومعرفة أنه يراقبك.
اللهم أجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، واقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معصيتك.