29 mar 2013

احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ


فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: 
((كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا, فَقَالَ: يَاغُلَامُ, إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ؛ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْاللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَااسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ, لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ, لَمْيَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْالْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ))



احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ
الحديث يحمل معاني خطيرة جدا وعميقة جدا.. فإن أنت كأب حفظت الله واتقيته في سائر حياتك حفظ الله لك أولادك، وحفظ لك دينك، وحفظ لك إيمانك، وحفظ لك كل عمل صالح تعمله، وحفظ لك زوجك..
وأول ما يحفظ العبد هو لسانه، فإن صنته صانك، وإن امتنعت عن كل ما نهاك الله عنه وجدت حياتك سلسلة وكأنك تسبح في الفضاء، فلا ترى إلا كل ما هو راق{
وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}.
احْفَظْاللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ
ثم بعد ذلك تجد الله تبارك وتعالى إينما كنت يؤيدك ويؤازرك ويسدد خطواتك، ويوفقك في كل ما تسعى إليه..{مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ}.


إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ..وَإِذَااسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ
يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نكون رجالا نحفظ كرامتنا ونصون ماء وجهنا ونحفظ إيماننا بالله العلي العظيم .. فلا نسأل غيره فيغنينا بفضله عن الناس، ولا نستعين بغير الله فيصون لنا كرامتنا وعزنا وعفتنا ونزاهة سريرتنا.
وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ, لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ
ثم يمضي رسول الله صلى الله عليه وسلم في تكملة بناء شخصيتنا الإسلامية، حتى لا نتزلل إلى الناس، ونجمع خوفنا كله لله سبحانه وتعالى، فلا نخشى فوات الرزق، أو أذى الناس.ولا نستجدي منهم نفعا لأن النافع هو الله، وهو سبحانه الرزاق ذو القوة المتين.
وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ, لَمْيَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ
كذلك في الضرر لن يستطيعك إنس ولا جن مادمت لا تخشى إلا الله، لن يستطيع أن يؤذيك مخلوق مادمت مع الله تعبده وتسبحهه وتخشاه.
وهكذا نرى أن الإسلام عزة ورفعة وحصن حصين، يحمينا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. ويجعلنا بين الناس شامة وهامة ونزاهة وكرامة تسبقنا دائما إليهم بفضل الله وكرمه.

No hay comentarios:

Publicar un comentario