8 may 2013

مدخلنا إلى الصبر في كتاب الله


مدخلنا إلى الصبر من كتاب الله
اليوم سنعيش برهة من الوقت مع الصبر
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) البقرة.
بودي لو عرفنا الصبر على حقيقته، بودي لو عشناه كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي أمرنا ربنا أن نتخذه أسوة حسنة{  لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) الأحزاب }.
 بمجرد أن نقرأ سيرته العطرة سنعرف بل سنلمس بأيدينا صبره الجميل، صلى الله عليه وسلم، بمجرد أن نستعرض شريط حياته صلى الله عليه وسلم سنرى صبره جهرة واضحا وضوح الشمس، وسأترك لحضراتكم حرية  استرجاع بعض الآيات التى نرى فيها صبره صلى الله عليه وسلم وهكذا ستعرفون بأنفسكم كيف كان الصبر رداءه وحلية تزين أخلاقه الكريمة صلى الله عليه وسلم ...
 وبهذه الطريقة تكسبون كثيرا من الحسنات وربما فتح لكم ربكم باب التدبر والتأمل في آيات الله فهذه عبادة من أكبر العبادة وقد هجرناها إلا من رحم ربي، أما الآن فنسعيش مع الآيات التى أراها مدخلا ممهدا إلى الصبر جعلها لنا ربنا الرحمن لنتعرف على الصبر الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ضياء وأنه أكبر عطاء:
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)
يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ
نلاحظ أن كل الأفعال جاءت بصيغة المضارع، ربما هو الآن يعلمنا، وربما هو الآن يزكينا، وربكا هو الآن يعلمنا مالم نكن نعلم، صلى الله عليك وسلم ياسيدي وقائدي ومعلمي يارسول الله ...
إذا تعلمنا تلاوة آيات الله، وزكينا أنفسنا، وتعلمنا الكتاب سيهبنا الله الحكمة وسيعلمنا ربنا ما لم نكن نعلم، وربما لوتتبعنا تلك الخطوات عرفنا الحكمة من الصبر، فهيا بنا نواصل مزيدا من الأبواب التى فتحها الله تبارك وتعالى لنا قبل أن ينادي علينا ويأمرنا بأن نستعين بالصبر والصلاة...
والحكمة هي ضالة المؤمن، وكل عاقل هو في حاجة إلى الحكمة، وقد يعطيها الله لغير المؤمن لينتفع بها عامة الخلق، ولكن الله سبحانه وتعالى إذا أعطاها للمؤمن فهي من أكبر عطاء وهي مما وهبه الله لخير خلق الله وخاتم رسله وأنبياءه عليه أفضل الصلاة والسلام.
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)
مدخل آخر قوي جدا، وقد أتى بعد أن عشنا لحظات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو ذكر الله، ثم شكره، ثم عدم الكفر بأي نعمة من نعمه..
في الحقيقة الشكر لله رب العالمين له أوجه كثيرة، يستطيع كل واحد منا أن يعرف كيفية شكر الله من خلال تعامله مع من يحبه ومع من يجزل له العطاء، فمثلا الأب السخي الكريم والذي من طبعه العطاء بغير حدود، والأم التى تضحي براحتها وصحتها وبكل مالديها من أجل أولادها، أنظر إلى نفسك كيف تعاملهما، ومن هذه المعاملة الكريمة لهما ستعرف كيف تشكر لله، فأبويك قد سخرهما لك ربك، وهو سبحانه الذي أعطاهم كل ما لديهم ولديك، فشكرك لربك يجب أن تتفنن فيه لتكسب رضاه وليزيدك من نعمه...
وليعلم الجميع أن كل موهبة وهبها الله لك، هي ليست ملكك وحدك، وشكرها يكمن في أن يمتد النفع بهذه الموهبة كل من حولك ويعيش في نفس مجتمعك...
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) البقرة.
الآن وصلنا إلى الصبر، وسأترككم هنا على بابه، تتفكروا فيه، وأنا واثق أن ربي سيفتح لكم كثيرا من أبواب الفهم عن الصبر، لأنه سبحانه ذكره قبل الصلاة، والصلاة فرضها ربي فيما فوق سبع سماوات، فهي عظيمة في شأنها، وقد ذكر الله الصبر قبلها وقرنهما معا فلا صبر بغير صلاة ولا صلاة بغير صبر...
وإلى لقاء قريب إن شاء الله أستودعكم الله دينكم وآماناتكم وصبركم، ولكن يجب أن تتفكروا في آيات الصبر في القرآن حتى إذا ما التقينا في المرة القادمة تكون عندمك فكرة عن الصبر، الذي ظلمناه بعدم فهمنا له، والذي فقدنا جماله وحلاوته بفقداننا رحيقه وعطره وأثاره الطيبة في كل من عاشه..






No hay comentarios:

Publicar un comentario