السر العجيب في كتاب العزيز الحميد لكل من يفكر في الزواج السعيد

إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) آل عمران.
***

رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40). 
إبراهيم 


***
وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)
الحجر.

***

وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) 
الشعراء

***

وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21) الروم.





بسم الله نبدأ وعليه نتوكل وبه نستعين.. إنه ولينا ومولانا، بيده كل أمورنا ومصيرنا إليه فلا مفر منه سبحانه إلا إليه... أما بعد أحبتي في الله.. فإننا بنظرة سريعة لما يدور في حياتنا الآن كمسلمين نجد أنفسنا وقد أعتصرنا الحزن وألمت بنا الحسرة ، وترحمنا على ماضينا الذي كانت فيه رؤسنا مرفوعة عالية يتصارع الناس لموالاتنا وتقديم فروض الولاء والطاعة، وقد نشر سادتنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم العدل والرحمة في جميع أنحاء المعمورة التى وصلوا إليها..


بنظرة سريعة لتسلسل الآيات عاليه، نرى أننا ننحدر من سلالة الأنبياء والمرسلين، ذرية اصطفاها رب العالمين، ثم ينبأنا العلي العظيم أنه جعلنا من أمة من كان يراه في الساجدين، صلى الله عليه وسلم، اصطفاء من اصطفاء، وطهر من طهور، وصدق من صدوق، ومحبة من محبين أتقياء أطهار ساجدين عابدين مسبحين وخاشعين لله رب العالمين... 


لهذا أخي في الله، لا يجب أن نستسلم لغير رسول الله، ولا يجب أن نسلم قلوبنا وعقولنا لغير الله، ولا يجب أن ندين بالولاء إلا لله رب العالمين ... هو سبحانه الذي قال لنا يخبرنا بخبر عظيم وأمل كبير، وخير ما بعده خير إلا رؤية الحق المبين... قال الله تبارك وتعالى يبشرنا ويطمأننا ويطيب جراحنا، ويهدئ نفوسنا ويقول لكل من تاه لا تقلق ولا تحزن ولا تبتأس .. هيا بنا نعيش معا تلك البشرى بكل مالدينا من أفئدة ومشاعر:
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)التوبة
يخبرنا المولى عزوجل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا، هو معنا، يحزن لحزننا، ويفرح بفرحنا، وهو حريص علينا، وهو بنا رؤف رحيم، فلا يصح أن نبتأس، وأن ندع كل ذلك ونتبع نهجا أو فكرا أو حزبا، أو جهة أخرى غير ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا

هذا هو موضوع دورتنا، سنكتشف سويا معا الأسرار التى ادخرها لنا مولانا العلي العظيم، حتى لا نشقى، وحتى لايضيع أولادنا كما ضعنا نحن مواليد الخمسينات وما بعدها، سنكتشف كيف أن الله تبارك وتعالى وضع لنا حبالا كثيرة للنجاة من النار، ووضع لنا مصدات قوية متينة لا تنهار تصد عنا كل محاولة يقوم بها الطاغوت..
سنكتشف معا ما يجب علينا فعله قبل الزواج، وسنكتشف معا ما يجب علينا فعله لتكون لنا ذرية صالحة طيبة طاهرة تكون في عقبنا يدعون لنا وربما سبقونا إلى جنات النعيم...
سنكتشف معا الدور الخطير للرجل والمرأة على السواء، كل فيما وهبه الله وأعده له.. سنكتشف معا كيف نعيش سعداء عابدين لله رب العالمين...
لايصح لمؤمن يسير على منهج الخالق العظيم أن يضيع أو يعاني، أو ييأس أو يهان ... لأن الله تبارك وتعالى عزيز سميع عليم وهو على كل شيء قدير.. بعث فينا خير خلقه ، واقترن اسمه صلى الله عليه وسلم باسم العلي العظيم ... 
تابعونا ولا تتخلفوا عنا فمعا سنحقق غايتنا التى ُخلقنا من أجلها والتى خصنا بها الله تبارك وتعالى في قوله:
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) آل عمران
هذه الأمة وضع الله لها المعطيات اللازمة لنحققها، وقد حققها من سبقونا بالإيمان، وهي ترتكز على الأب والأم والأولاد... وهذا ما نحن بصدده بحول الله وقوته وبإذنه... سنبدأ إن شاء الله الخميس 18/4/2013