14
رمضان
الطاقة هي مصدر سعادتك
أو شقائك
فهي إما نورانية من الله
وإما سلبية مظلمة من الشيطان
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ
آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا
أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ
أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)
عندما نتجه إلى الله بقلوبنا، عندما
نعبد الله حامدين شاكرين له نعمه التى لا تعد ولا تحصى، عندما نرفع أيدينا إلى
السماء راجين رحمته، فهو سبحانه وتعالى يمدنا بطاقة نوارنية إيجابية قوية تحركنا
وتدفعنا دفعا إلى مزيدا من النور...
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي
حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ
هذا أتاه الله ملكا كبيرا، فطغى
وتملكه شيطانه فهو في الظلومات، لا يمكن أن يرى الحقائق، هو لعبة في يد شيطانه،
يسلطه الشيطان على من يشاء من خلق الله، فهو أعمى وغبي لا يسمع ولا يرى.. حاله حال أهل الظلام والعياذ
بالله قد مات قلبه فأصبح أعمى وأصم ...
إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ
رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ
لقد استدركه سيدنا إبراهيم، فطبيعة
الموقف نستطيع أن نتصورها، ابراهيم عليه الصلاة والسلام في حضرة هذا الطاغية
المظلم، وسط حاشيته وجنوده وجلاديه ، يأمر بقتل هذا ويطلق سراح ذاك، مستعرضا قوته
أمام خليل الرحمن، فاستدركه سيدنا إبراهيم إلى هوة سحيقة مظلمة فقال الطاغية:
قَالَ أَنَا
أُحْيِي وَأُمِيتُ
قالها سريعا بلا تفكير، فشيطانه معه
يؤزه أزا، فوقع هو وشيطانه في هوة سحيقة مظلمة..{ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} رد يدل على غباء صاحبه، وهنا بادره سيدنا إبراهيم بما أظهر عجزه وعجرفته
أمام حاشيته، وأمام جلاديه وخدمه وحشمه، ومما لا شك فيه أنهم احتقروه وسخر منه
شيطانه وضحك عليه ..
قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ
اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ
الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)
البقرة.
ضربة قاضية ..أنهت الموضوع بسرعة
البرق، وبهت الذي كفر.. صعقه سيدنا إبراهيم .. بل سحقه جعله غثاءا أحوى لا فائدة
منه.. وهذا هو حال كل من أعرض عن ذكر الله فهو في خذي وقلبه مظلم ومغلق لايدخل
إليه الإيمان ولا يخرج منه الكفر والعياذ بالله...
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ
قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ
آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ
أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)
عندما يعرض الإنسان عن ذكر ربه ويكفر
بآياته والعياذ بالله يموت قلبه ويفقد مصدر النور ثم تسيطر نفسه على عقله وكافة جوارحه وتستعبده
استعبادا، فيظلم القلب وينكمش ثم يموت،
وتكون السيطرة للنفس التى تستسلم للشيطان الرجيم وتستمد طاقتها منه والعياذ
بالله ..
وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ
يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) الأعراف.
اللهم نور السموات والأرض، أنت الرحمن
وأنت الرحيم أجعلنا اللهم من المعتوقين من النار في رمضان ونور قلوبنا بنور
الإيمان، واحفظ لنا سمعنا وبصرنا وأفئدتنا وتوفنا مع الأبرار...
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ
يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى
الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) الحج.
القلب يستمد نوره من الإيمان بالله
العلي العظيم، فيسيطر على العقل والفكر والمشاعر والفؤاد، وكل أولائك يستمدون
طاقاتهم من النور الإلهي... بعكس القلوب المظلمة والتى تولاها الشيطان والعياذ
بالله العلي العظيم فتسيطر عليها النفس الآمارة بالسوء لتأمر صاحبها وتتحكم فيه وتهبط
به من ظلام إلى ظلام أشد حتى يتوب ويرجع إلى ربه ، نسأل الله السلام والعافية ...
No hay comentarios:
Publicar un comentario