28 nov 2013

{ كيف نتحول من الخوف من الله العلي العظيم إلى خشيته سبحانه وتعالى} - منتدى موقع مبدعون

كيف نتحول من الخوف من الله العلي العظيم إلى خشيته سبحانه وتعالى} - منتدى موقع مبدعون


{ كيف نتحول من الخوف من الله العلي العظيم إلى خشيته سبحانه وتعالى}
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم .. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا فإنك أنت سبحانك العليم الحكيم.. اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا واجعله خالصا لوجهك الكريم وأهدنا به آمين ..
احبابي في الله لا زلنا مع الخوف.. فهو يشكل جزءا كبيرا في حياتنا اليومية منذ الصغر وحتى نهاية العمر، فقد تحدث عنه علماء الدنيا والدين والفلاسفة والمفكرين والمصلحين والأتقياء وغيرهم، فهو يشكل أو يشغل جزءا كبيرا من حياة الناس على مختلف أعمارهم وألوانهم وتفكيرهم ومذاهبهم..
ولكن في الآية التى نحن بصددها يعلمنا الله تبارك وتعالى كيف نتغلب على الخوف من أي شيئ ونحوله إلى خوف من الله وحده، فإذا ما نجحنا في ذلك كان خوفنا من الله هو حبل النجاة من المهالك، ثم هو ذلك الدرع الواقي والسلاح الذي يفر منه كل من يحاولون تخويفنا، ولدينا هنا آية في غاية الروعة تعلمنا بأي سلاح نتسلح عندما نواجه الخوف من غير الله، فدققوا معي أثابكم الله :
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ
 فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) يونس
يعني بالعامية اجمعوا كل مالديكم من وسائل التخويف ثم تعالوا إلى فأنا في انتظاركم لأني توكلت على الله رب العالمين..
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
ما قاله نوح عليه السلام هو المعنى الدقيق للآية عاليه، إذا عندما نخاف من أي شيئ عليك أن تتذكر أن الله تبارك وتعالى هو ابتلاك بهذا الخوف لتعود إليه قائلا ومتذكرا ومقرا بأنك لله خلقت وإليه يرجع كل أمرك وفي نهاية مطافك الدنيوي ستقف بين يديه سبحانه بما عملت وقدمت لحياتك الحقيقية في الآخرة..
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
فمثلا عندما نخاف من أحد الناس علينا أن نتذكر أن الله أكبر، ونقول ما قاله من سبقونا بالإيمان :{ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل }
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) آل عمران
هنا ينتابني إحساس بأن الخشية هي مزيج من الخوف والرجاء، مثلا أنا في طريق مظلمة وقابلني شيئا خفت منه هنا سيتملكني الخوف، وسأتصرف اتوماتيكيا بناء على هذا الخوف، ستعمل الغدد في أفراز المواد اللآزمة لإعداد الجسد لمواجهة هذا الخوف..
أما الخشية هي التى تصاحب الخوف سواء تسبقه أو تأتي بعده، فأنا أخشى الحرب ولكني لا أخاف العدو مثلا.. ففي الحرب قد أخسر ما لدي من مال وعتاد، أما لو خفت العدو فسوف سواء كان إنسانا أو حيوانا فسوف يقتلني بسبب خوفي وليس شجاعة منه..
لذلك عندما يصيبنا الخوف من أي شيء  فنرجع إلى الله ويكون حالنا هو إنا لله وإنا إليه راجعون، ونعلم يقينا أن الله أكبر من كل ما نخاف منه فنستسلم لله بدلا من استسلامنا للخوف فسوف ينقذنا الله تبارك وتعالى لأنه من اجل ذلك ارسل إلينا الخوف من غيره لنعود إليه .. وعودتنا إلى الله تائبين مستغفرين ومستسلمين له وحده سبحانه قد تكون هذه هي الخشية من الله التى كان يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا:
اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ
وهذا هو ما يجب علينا فعله عندما نخاف على أنفسنا أو على أبناءنا أو على شيئ عزيز علينا، أو نخاف من أي شيئ فلنتذكر أن هذا الخوف الذي أصابنا ليس إلا رسالة من العلي العظيم ذو الجبروت الملكوت والعزة والكبرياء يقول لك فيها عد إلى عبدي أرف عنك خوفك، فهو سبحانه لا يخاف لديه المقربين بل بقربه ينعمون ويتمتعون.
قلَّما كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يقومُ من مَجلسٍ حتَّى يدعوَ بِهَؤلاءِ الكلِماتِ لأصحابِهِ : اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ ، ومن طاعتِكَ ما تبلِّغُنا بِهِ جنَّتَكَ ، ومنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَينا مُصيباتِ الدُّنيا ، ومتِّعنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا ما أحييتَنا ، واجعَلهُ الوارثَ منَّا ، واجعَل ثأرَنا على من ظلمَنا ، وانصُرنا علَى من عادانا ، ولا تجعَل مُصيبتَنا في دينِنا ، ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا ، ولا تسلِّط علَينا مَن لا يرحَمُنا
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3502 خلاصة حكم المحدث: حسن
بهذا الدعاء الجميل لسيدنا وقائدنا ومعلمنا وحبيبنا الذي بعثه الله فينا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا ما لم نكن نعلم صلى الله عليه وسلم .. بهذا الدعاء الجميل من نبي الرحمة والهدى اترككم في رحاب كلماته ونفحات دعاءه صلى الله عليه وسلم على أمل أن نلتقي على خير بإذن الله تعالى..
لا تعتبروها مجرد مقالة .. فما فيها من أيات وذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم هي آمانة عندنا نعمل بها ونعلمها لمن هم في محيط اسرتنا وأصدقاءنا والمقربون إلينا، فقد أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن نبلغ عنه ولو آية.

26 nov 2013

ماهو الخوف؟ ولماذا نخاف؟ ثم كيف نحوله إلى أمن وآمان من الله العلي العظيم - منتدى موقع مبدعون


ماهو الخوف؟ ولماذا نخاف؟ ثم كيف نحوله إلى أمن وآمان من الله العلي العظيم - منتدى موقع مبدعون



(3)
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ [الرعد 21]
***
أن الخوف من الله يحملنا إلى خشيته.. ثم الخوف والخشية ينتج عنهما الخشوع لله رب العالمين
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وانفعنا اللهم بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا وينفع الناس من حولنا، إنك أنت سبحانك ولي ذلك والقادر عليه...
ما الفرق بين الخوف والخشية؟
الخوف هو:
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا
هذه الآية تؤكد النظرية وتثبتها في عقولنا وقلوبنا إن شاء الله، عندما يصيبنا الخوف من أي شيء، مثل الخوف من الظلم أو من الناس أن يهضموا حقوقنا، فهذا معناه الوحيد أن هناك خلل في العمل نتيجة خلل في الإيمان، فيبتلينا الله تبارك وتعالى بالخوف، فإن لم نرتجع ونحتسب ونتوب ونستغفر حملنا الخوف إلى الجوع فيصيبنا الخوف والجوع، تجد الإنسان متعطش للفواحش، ولا يشبع من شيء، فعنده ملذات لا حصر لها ولكنه دائما جائع
والخشية هي:
وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.
يبدو أن الخشية درجات ومراتب ومراحل، لأنه لكي يهبط الحجر من خشية الله فهذا معناه شدة الخشية التى فيها الخوف والشفقة والزلزلة{ هذا والله أعلى وأعلم }.
إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ۚ.
وهنا الخشية بمعنى الخوف على وليس الخوف من، مثلا أنا لا أخاف من زوجتى ولكني أخشى أن تغضب من تصرفاتي، فأشفق عليها وأعاملها بحب وود واحترام.
وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا.
وهذه بصراحة نحتاج كلنا أن يفهمها بعمق شديد، فالقتل هنا هو ما نقوم به يوميا مع أولادنا دون أن ندري، يقول الدكتور ابراهيم الفقي رحمه الله أن الطفل يتكون عاطفيا بنسبة 70 بالمئة في أول عامين، ثم يزداد نمو شخصيته العاطفية { مشاعره } بنسبة 20 بالمائة قبل أن يبلغ من العمر خمس سنوات، ونحن في هذه الفترة تجد الطفل وحيدا مع الجيران أو الشغالة أو الخالة أو العمة فينمو فيه فراغ عاطفي كبير، يستعوضه تلقائيا من الخارج، وقد يحضر لنا أفكار سلبية أو كلمات سلبية، أو تصرفات سلبية إلى البيت،  وبهذا نكون قد دفنا فيه فطرته السليمة ليحل محلها ما اكتسبه من خارج الأسرة أو من أبويه ...
هذا بخلاف الكذب عليه، وسبه بألفاظ نابية أو نعته بصفات قبيحة مثل ياغبي أو يا أهبل أو يا حمار أو يا أبن كذا وكذا ... كل هذه المسائل هي وسائل قتل الأطفال وهي شائعة جدا في مجتمعاتنا العربية إلا ما رحم ربي.
قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا.
وهذا نوع آخر من الخشية، جبلنا الله تبارك وتعالى عليها لكي نعلم أن الخشية هي فطرة في كل البشرفلا نستطيع أن نقول بعدم استطاعتنا أن نخشى ربنا. فإن كنت تخشى الإنفاق إذا فأنت تستطيع أن تخشى الله بدليل أنك خشيت الإنفاق خوفا من الفقر وقد تخشى الناس.
إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ.
وهنا نأتي إلى مربط الفرس، في هذه الآية نجد الخوف من الله وقد اجتمع مع خشيته والإشفاق على أنفسنا من عذابه ومن النار ومن غضبه .. لدينا الآن مرتبة ودرجة عالية جدا تجمع لنا الخوف والخشية والإشفاق، فسبحان الله وبحمده له الملك وله الحمد وبيده الخير وإليه المصير .. لك ربنا سلمنا أنفسنا وفوضنا أمرنا ووجهنا وجوهنا وبك اعتصمنا واحتمينا وفررنا إليك ربنا فاقبلنا عندك واغفر لنا واقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معصيتك  إنك أنت الغفور الرحيم .
لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.
هنا لدينا الخشوع والخشية من الله العلي العظيم ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء.. ومن هنا نعرف شيئا آخر في نظريتنا عن الصبر:
أن الخوف من الله يحملنا إلى خشيته.. ثم الخوف والخشية ينتج عنهما الخشوع لله رب العالمين
هذا والله أعلى وأعلم
* أثنى الله تعالى على الذين يخافونه ويخشونه وفي صلاتهم خاشعون، ثم أخبرنا أنهم أهل الفلاح...قال تعالى:
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ.إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}
 

25 nov 2013

إذا لم نخشى الله ونخافه جاءنا الخوف من كل شيء حتى من أنفسنا

[1]
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين... صلى الله عليه وسلم
أبناءي وأحبائي في الله، هنا نكون قد وصلنا لأول بنود النظرية
كيف نكون لله رب العالمين
السر الكبير في نظريتنا يكمن في كيف نكون لله رب العالمين؟ نحن فعلا لله رب العالمين .. ولكننا لا نعيش وفقا لكوننا لله رب العالمين .. وإنما نعيش حسب الظروف.. نعيش وفقا لتيارات الحياة، نعيش على هوانا..
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ
لا يوجد إنسان على وجه الأرض إلا وعانى من الخوف.. والخوف هو جندي من جنود الرحمن، جندي يسلب الناس لبهم، ويتنزع عنهم هدوئهم، ويزلزلهم زلزلة شديدة وقوية، فتعالوا بنا نعرف الخوف من كتاب الله العلي العظيم ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء:
وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء 83]
 معنى جاءهم الخوف .. أي أرسله رب العالمين .. ويختم الله تبارك وتعالى الآية مشيرا إلى أنه سبحانه رحمنا من عدم اتباع الشيطان، لأن الإنسان عندما يخاف من غير الله يأخذه شيطانه ويلعب به في ملعب الخوف المملوء بالمحترفين الذين يملكون رقاب الناس فيخوفونهم بسلطانهم الزائل، هناك ناس تخاف حتى من خادم الوزير {اتكلم عن مصر بلدي}
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ [النحل 112]       
هذه قرية بالكامل غيروا ما بأنفسهم، بدلوا النعمة نقمة، كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان ورغدا أي بكثرة فكفروا بأنعم الله، غيروا فكرهم وبدلوا الحسن سوء، اتبعوا أهواءهم، أملى لهم شيطانهم فكساهم الله جوعا وخوفا ..
أحبابي في الله إن أصابك شيئا من هذا فقل { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } ثم استعرض شريط حياتك وغير كل أفكارك السلبية واجعل مكانها تلك الكلمات { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }أجعلها كرابط يعمل عليه عقلك الباطن ويطمئن به قلبك فتخرج من ظلومات  السلبيات إلى نور الإيجابيات بفضل الله وبفضل رجوعك إلى النقطة التى سقطت فيها من الأمن إلى الخوف.. وهذا معنى وإنا إليه راجعون.
إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
مهمة الشيطان في هذه الحياة هو تخويفك من غير الله، يحول خوفك من الله إلى خوفك من كل شيء، من المرض من الفقر من جارك ومن رئيسك وصديقك ومن كل شيئ.. فعد إلى ربك مسرعا متمسكا بحبل النجاة الذي مده إليك لينجيك من الخوف وهو [إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ].
لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ  ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ  يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ
عندما يستبد بنا الخوف من غير الله، كما يحدث الآن في معظم البلاد، تجد الفرد يخاف، والأسرة تخاف، والشركات والمصانع والدولة بكاملها تخاف من كل شيئ، لقد استبد بهم الشيطان يخوفهم من غير الله، الآن أنت أيها الإنسان شغل عقلك وامسك بحبل نجاتك واستغفر ربك وعد إليه منيبا مستغفرا محتسبا عنده مصيبتك، وليكن حالك هو :
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [31 الروم]
هنا نحتاج إلى الصبر الحقيقي، صبر مع الأمل والرجاء في الله العلي العظيم..  صبرا نتذوق حلاوته عندما ندعو الله منيبين إليه:
دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ
وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ [31الروم]
والبطولة الحقيقية هنا هي أن نظل عند ربنا منيبين إليه، ولا ننصرف عنه لنعود إلى حيث كنا قبل الدعاء، لا بل أمكث هناك عند ربك فيقيك ويقيمك ويقويك ويمدك بما تحتاج من الهدى والمغفرة.. وهذا في حد ذاته هو المعنى الحقيقي ل:[ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ].
أبنائي وأحبابي في الله ورفقائي على الطريق إلى الله، مع الصبر الجميل .. لقد دخلنا في النظرية، وسنتعمق فيها يوما بعد يوم، حتى تستقيم لنا الحياة.. أنتم الآن بعد كل تلك الممارسات ستصبحون بعون الله أساتذة وأئمة تعلمون أبناءكم وجيرانكم وأصدقاءكم المعاني الجديدة التى سنتكشفها في رحلتنا مع الصبر..
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
كل ابتلاء من هذه الإبتلاءات هي فرصة حقيقية لتبرمج نفسك من جديد، لتعيد حساباتك، لتبحث عن السلبيات التى اكتسبتها في مشوار حياتك لتغيرها، فيغير الله ما بك، هناك مشاعر يجب تغييرها واستبدالها بأخرى أرقى وأنظف، وهناك أفكار مظلمة سلبية مدمرة يجب أن نغيرها .. وهناك وجهات نظر خايبة بائدة وخبيثة .. كل ذلك وجب علينا تغييره بــ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ..فنعود إلى الله في حياتنا قبل مماتنا.. ونظل عنده نذكره كثيرا ونسبحهه.

[2]
الخوف جندي من جنود الرحمن
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)  البقرة
بسم الله العلي العظيم نبدأ .. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا .. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا.. يارب العالمين يارب محمد وإبراهيم عليهم أفضل الصلاة والسلام، نتوجه إليك في هذه اللحظات التى نقرأ فيها آياتك عن الصبر، معتصمين بك يارب العالمين وندعوك أن تفرغ علينا صبرا وأن تفقهنا في ديننا وأن تجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ربي نحن في حاجة شديدة إليك، لتصلح لنا أعمالنا وحياتنا وشأننا كله بعد أن أفسدناها بأيدينا ...
الْخَوْفِ :
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ
الخوف هو أول الإبتلاءات .. كل الإبتلاءات تبدأ بالخوف.. هل تعرفون لماذا نخاف من أي شيء؟
إن لم نرجع إلى الله العلي العظيم عند أول شعور بالخوف من أي شيء، مثلا عندما نخاف من المرض، تجدنا نعيش في حالة أسوأ من الحالة التى يصيبنا فيها المرض، لأن الإبتلاء يأتي ومعه لطف ربي.. أما الخوف من غير الله فيحملنا إلى الخوف من كل شيء...
من خافني في الدُّنيا أمَّنتُه يومَ القيامةِ
عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما يَروي عن ربِّه جلَّ وعلا أنَّه قال :
وعِزَّتي لا أجمعُ على عبدي خوفَيْن وأمنَيْن  إذا خافني في الدُّنيا أمَّنتُه يومَ القيامةِ ، وإذا أمِنني في الدُّنيا أخفتُه في الآخرةِ
الراوي: أبو هريرة المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/209 خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
عندما يأتينا الخوف من أي شيء علينا أن نحتسب ثم ننظر إلى حياتنا، مواقفنا الذهنية، ماذا قلنا أو فعلنا ولم نخاف ربنا...
وهذا في حد ذاته يحتاج لصبر، نصبر على أنفسنا التى تعترض وتثور، ونصبر على تحكمنا فيما نقول، فلا نقول إلا ما أمرنا به ربنا[إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ] ثم نبحث في غابر أيامنا ونستعرض شريط حياتنا، ولكن بغير أن ننسى بشرى ربنا.. ولننظر في مواقفنا لنرى في أي موقف تصرفنا ولم نخشى فيه الله تبارك وتعالى .. فنتوب إليه منيبين إليه فيغفر لنا إن شاء الله ونحقق لأنفسنا بشرى رب العالمين [وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[54 المائدة].
علامة حب الله لنا وحبنا له سبحانه وتعالى أن لا نخاف في الله لومة لائم.. تجد من أحبه الله لا يخاف إلا من الله، شجاعا مقداما ومهذبا، لأنه يخشى الله فلا يقول ولا يتصرف إلا في حدود الأدب مع الله أولا ثم مع نفسه فيحترمها ثم مع الناس فيحبونه ويحترمونه، حتى أعداءه يكنون له الإحترام مع العداء.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ[المائدة 94 ] .                                                                        في موسم الحج تجد الصيد سهلا جدا بسلاح أو بغير سلاح، وما هذا إلا لنثق في أنفسنا ونهذبها فلا نصطاد لتعرف النفس أن الله يراقبها ويختبرها.
وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ[51 الأنعام].
عندما نخاف على أنفسنا من يوم الحشر، ومن أهواله، ومن الحساب والعقاب يهب لنا ربنا تقواه فنستمر في الحياة بخطوات ثابتة متبعين في ذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ [21 الرعد].
الخوف من العلي العظيم ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء يربي فينا خشية الله، والخشية هي أول درجات الخشوع لله رب العالمين.. هذا والله أعلى وأعلم .
أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [النور50].
الخوف من غير الله يسبب مرضا في القلب فتجده يشك في كل شيء، وإذا دخل الشك حياة الإنسان دمرها، تجده يدمر حياته بنفسه، بشكه، بريبته، ومهما كان عاقلا ومتعلما فالشك هو الكارت الذهبي في يد الشيطان يدمر به حياة كل من اتبعه.. اللهم إنا نعوذ بجلال وجهك الكريم وبسلطانك القديم من الشيطان الرجيم ومن أن نخاف من غيرك أو نخشاه فلا معبود بحق سواك .
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك