حي على الفلاح
كثيرا
من الخلق يتكلم عن النجاح ... وقد رأينا على مدار التاريخ الإنساني
كثيرا من الناجحين ..وقد حدثنا الكتاب والمفكرين والفلاسفة والمثقفين عن
كيف نصنع النجاح .. وعن كيف نجح الناجحون.. وكل ذلك كلام منطقي وجميل جدا..
وكل ما قرأنا وسمعنا عن أسس النجاح كلام واقعي وقد رأيناه فعلا...
ولكن الخالق العظيم قد حدث عباده المؤمنين عن شيء هو أكبر من النجاح ..
وهو دائم ومستمر، وله ثمار يجنيه صاحبه في الدنيا قبل الآخرة .. وهذا
الشيء الذ هو أكبر من النجاح هو الفلاح.. وكلمة الفلاح على حسب علمي البسيط
والمتواضع وكما سمعت شرحها من فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله .. هي
العملية التى يقوم بها الفلاح عندما يفلح الأرض.. المزارع يفلح الأرض أولا
... ليتخللها اشعة الشمس .. فتقتل الحشرات الضارة وتغذي التربة.. ثم يضع
البذرة، ثم يرويها، ثم بعد ذلك تكبر الثمرة حتى يوم حصادها .. وهذا هو
الفلاح.. أن يكون لعملك ثمرة ... وتلك الثمرة ينتفع بها كل الناس ... واسمع
معي رحمك الله ما جاء في القرآن الكريم عن الفلاح.. الذي هو عند الغرب
نجاحح...:
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)
هنا
يقول لنا خالقنا العظيم .. أنك إذا أردت أن تفلح في الدنيا والآخرة فعليك
أن تزكي نفسك ... أما عن النجاح في الدنيا ووسائله فله أهله ممن يؤثرون
الدنيا على الآخرة .. وذلك بدليل الآية التى تلي هذه:
وفي
موضع آخر يلفت نظرنا المولى عز وجل أن من أراد الفلاح فعليه أن ينظر إلى
نفسه أولا .. فيعرفها ويمهد لها طريق الفلاح .. فإنك مهما اتخذت من أسس
وتدابير للنجاح لن تصل إليه إلا إذا اعددت نفسك كما أمرنا المولى عز وجل :
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)
هذا
وهناك سورة وضعت خصيصا للمؤمنين.. سميت بأسمهم فهي سورة المؤمنون...
وفيها يحدثنا خلقنا العظيم عن أسس النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة:
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
وعلى
مدار القرآن الكريم هناك آيات تساند من اتخذ الإسلام دينا وأراد النجاح في
حياته العملية .. كما يساند أيضا كل من له طموح في الحياة ... فإن الله
سبحانه وتعالى يمهد له طريقا ممهدا ميسرا ومؤمنا إلى أي غاية يريد.. ومن
هذه الآيات ما يلي :
وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ
من
يؤمن بالله ويخلص من قلبه لله فقد ضمن الله له الهداية ... وهداية الله
للعبد تجعله يرى الحقائق مجردة، واضحة وخالية من كل ريب وشك....
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
إذا
توكلت على الله فهو حسبك .. أي دليلك إلى الصواب.. وهو وكيلك في كل
الأمور.. وهذا أكبر ضمان على وجه الأرض من ملك الملوك القوي العزيز الجبار
والقاهر فوق عباده..
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
إذا اتقيت ربك جعل لك من كل كرب فرجا.. ومن كل ضيق مخرجا... ثم يرزقك من حيث لا تدري ولا تتوقع ..
لذلك
من أراد أن يتمتع بكل ذلك فعليه أن ينظف قلبه من كل ما علق فيه ، ويفرغه
تماما ليدخل الإيمان مع نور الله إلى قلبه ولا يخرج أبدا مادام لله عابدا..
No hay comentarios:
Publicar un comentario