2 ene 2014

كهف الآمان من فتن الزمان 4

كهف الآمان من فتن الزمان [ 4 ]
بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ درسنا اليوم ، هي نظرية خاصة جدا بي، من اقتنع بها فالحمدلله رب العالمين، ومن لم يقتنع فليجتهد وسيفتح الله له أبواب الخير، وعليه أن يفيدنا ويعلمنا مما علمه الله ...
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)
يخاطب الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، ويخاطبنا نحن أبناء هذا العصر لأننا في حاجة شديدة للعلي العظيم ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحح لنا مسارنا، وليضعنا على الطريق السوي السليم والفكر الصحيح والفهم الجيد لبواطن الأمور وجوهرها..
أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ
أصحاب الكهف سيخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم بإذن الله تعالى في سياق السورة الكريمة، أما عن الرقيم فقيل فيه الكثير، وأنا أرتاح نفسيا وعقليا ومنطقيا إلى أن الرقيم هو كلبهم...
وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ
إذا كلبهم هو الذي يحدد رقمهم في أذهان الناس، كأن أقول مثلا عندي 5 عيال وامهم .. لقد أوضحت عدد أولادي بعددهم ولكني أضفت أجمالي الرقم بإضافة أمهم إليهم... هذا والله أعلى وأعلم.
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)
إذا هنا لدينا مجموعة من الشباب هربو وفروا من الظلم والظلام والجور والضلال والكفر بالله العلي العظيم، وربما خرجوا أفرادا، وربما لاذ كلا منهم إلى الكهف وهناك تم لقاءهم ...
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ
ما يهمنا أنهم فتية وأنهم لجأوا إلى كهف يحميهم، ياترى ماذا يفهم شباب الأمة من هذه الآية الكريمة، فتية  يفرون من قريتهم أو مدينتهم أو بلدهم أو أهلهم أو مجتمعهم قاصدين ربهم ...
إلى كل شاب وفتاة يقول رب العالمين ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فروا إلى ربكم، لا تنحاز لمخلوق، حرر عقلك من كل فكر ماعدا فكر القرآن وفكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنت لست أقل من هدهد سليمان عليه السلام، الذي راح يحلق بحرية وبعقيدة قوية فرأي وعلم مالم يراه ويعلمه سليمان عليه السلام. هذا مثال للعقل الحرـ فإذا حررت عقلك من كل غزو فإنه تلقائيا سيكون بمثابة العيون لقلبك وسيتحول إلى أجنحة لنفسك تحلق بها في ملك الرحمن فترى آياته سبحانه وتعالى.
[سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ].
فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)
أدخل كهفك وادعو ربك كما فعل أصحاب الكهف، نحن الآن في حاجة لأن يأتينا ربنا من لدنه رحمة، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا، انقسمت مصر وسوريا والعالم العربي بين مؤيد ومعارض ومتلفرج، والله وحده بيده الخير وإليه المصير، فلا تنتظروا الخير من غير الله، ولا تنسوا أن النصر من عند الله، وأن الله بالغ أمره... وأننا هنا في رحلة عبور إلى جنات الخلود والنعيم المقيم والحور العين ولحم طير مما يشتهون. كهفك هو حصنك من الفتن. فإذا وقعت فلا تلومن إلا نفسك يابطل.
فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)
في الحال استجاب لهم ربهم، أراحهم من عناء الحياة وضجيجها، نقلهم إلى عالم النقاء والصفاء حيث التسبيح والتحميد وعالم الملكوت .. ملكوت الرحمن .. فهو سبحانه ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء.
عندي لكم كنوز عظيمة، استخلصتها لكم من هنا وهناك، فتابعونا رحمكم الله، ولا تهجرونا ولا تحرمونا من فكركم وأرائكم وما فتح الله به لكم من علم نافع بإذن الله، فقد أصبحنا قلبا واحدا هدفنا واحد وربنا واحد وفكرنا واحد وغايتنا واحدة وهي العيش في كنف الرحمن تبارك وتعالى، والتخلص من الأفكار المدمرة والقاتلة.




No hay comentarios:

Publicar un comentario