تكرر أمر الله للملائكة الكرام بالسجود لآدم عليه السلام خمس مرات في سور مختلفة
ولنا في كل مرة أكثر من حكمة بالغة ومعلومة جديدة ومهمة للغاية وسيظل
الذين آتاهم الله العلم يستخرجون لنا من الحكمة البالغة حتى تقوم الساعة
وسنستعرض هنا سويا تلك المواقف الخمسة لعلنا نهتدي لما يسره الله لنا
الموقف الأول
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ
إذا الإباء والإستكبار صفتان من صفات الشيطان الرجيم، وقد أقسم على أن يستخدمهما كسلاح فتاك ليفتك بإيماننا بربنا، فاستعذ بالله ولا تتكبر، واتبع سبيل المحسنين، يقيك الله كيد الشيطان وأعوانه.
الموقف الثاني: { سورة الأعراف الآية 11}:
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يا أَيُّها الناسُ ! إنَّ اللهَ قد أَذْهَبَ عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليةِ ، وتعاظُمَها بآبائِها ، فالناسُ رجلانِ : رجلٌ بَرٌّ تَقِيٌّ كريمٌ على اللهِ وفاجرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ على اللهِ ، والناسُ بَنُو آدمَ ، وخلق اللهُ آدمَ من ترابٍ
ربنا سبحانه وتعالى حذف عنصر العنصرية من بني آدم فكلنا تراب.
الموقف الثالث: { سورة الإسراء 61}:
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65) رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66).
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا
لاسلطان له علينا والحمد لله، فقط علينا أن نكتفي بالله العلي العظيم وكيلا في كل أمور حياتنا. فإذا كان هذا فلن يستطيعنا إنس ولا جن ولن نضل أو نشقى.
***
الموقف الرابع: { سورة الكهف 50}:
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا
حكم مستفادة على السريع وعليك تدبر الأمر فلست مفسرا.
- وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا
- إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ.
- بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا
ياترى من ولينا في حقيقة الأمر؟ ومن نتبع؟ ومن نقلد ؟ ومن هو أسوتنا؟ وما هو هدفنا وغايتنا من الحياة؟ وبمن نختلي؟ وإلى من نستمع؟ وبمن نهتم ونوليه كل مالدينا من إهتمام وحب واتباع؟ أحذر نفسي وإياكم أن نقع في هذا البدل دون أن ندري، فقد جعل الله الشيطان وراءنا لنعود إلى ربنا مستغفرين تائبين ونادمين فيقوي إيماننا ويزيل ضعفنا، فنقهر شيطاننا ونزكي أنفسنا.
***
الموقف الخامس: { سورة طه 116}:
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117)
وهكذا عرفنا ربنا على عدونا، صفته ونعته وهدفه وما أقسم عليه، فهل نحذر ونتخذه عدوا؟ إنه يدخل إلينا من كل باب من أبواب الحياة فلنستعذ بالله العلي العظيم ولنجعل من الإستغفار ليل نهار وفي جميع أوقات حياتنا رصيدا لنا عند ربنا حتى إذا ما عدنا إليه تائبين كان لنا عنده سبحانه وتعالى رصيدا فهو لا يضيع أجر من أحسن عملا.
No hay comentarios:
Publicar un comentario