27 may 2014

هل اكتمل إيمانك؟

قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) { التوبة}

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
" فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " .
ولكن كيف يكون الله ورسوله أحب إلينا من سواهما؟ هذا سؤال كبير يدور في ذهن الكثير منا .. وفي الحقيقة أن لدينا حديث ربما اخرجنا من هذه الحيرة البالغة:
الحب بين المؤمنين لبعضهم بعضا يكون بالعقل الراجح التقي
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَال:
ثَلاثٌ مَنْ كَانَ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ : مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَالرَّجُلُ يُحِبُّ الرَّجُلَ لا يُحِبُّهُ إِلا فِي اللَّهِ 
رَوَاهُ النَّضْرُ ، وَهُدْبَةُ ، وَعَبْدُ الأَعْلَى ، عَنْ حَمَّادٍ .
يعني لا يوافقه على معصية ولا يجاريه في الكذب وقطيعة الرحم وإضاعة الوقت، ولكن يحبه بعقله لأنه رأى فيه استقامة على أمر الله...
عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " .
***
وعنه أنه قال:
" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ , لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ " .
***
طبعا الكل يحب الجنة، فإن رأيت نفسك على طاعة الله تسير وارتاح قلبك لما تفعله من خير، فإن الحسنات لها رائحة طيبة وآثار جميلة يحبها كل من يقترب منك، فإن وجدت نفسك هكذا فعليك بأن تدل أخيك على هذا الخير فيحذو حذوك.
فأنت تحب من كان تقيا، صادقا، مطيعا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فيكون مصيركما واحد، وغايتكما واحدة، لأنكما تسيران في نفس الطريق إلى الله العلي العظيم.
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤالا آخر وهو إن أحببت صديقا لي وكان على معصية أو ظالما لنفسه ولغيره ، والإجابة تأتينا في الحديث التالي:
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" أَنْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولُ اللهِ ، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا ، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ ؟ ، قَالَ : تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ " .
وقال الله تبارك وتعالى: 
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) { القرقان }.
والله إنها لتربية رفيعة الدرجات لكل من آمن بالله وكتبه وملائكته ورسوله واتبع سنة قائدنا ومعلمنا والرحمة المهداة من رب العالمين صلى الله عليه وسلم.

No hay comentarios:

Publicar un comentario