الأثنين /2015/3/30
درجات الوصول بالذكر الموصول
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
بسم الله الرحمن الرحيم
· وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
الأمر من الله واضح وصريح، ولا يحتاج لتفسير، ومن حيث خرجت، من أي مكان، ومن أي فكرة يجب أن نولي وجهنا شطر المسجد الحرام....
· وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ
وكأن الأولى هي الخروج بأفكارنا ونوايانا، وهذه هي للخروج من أي مكان نتواجد فيه، والله أعلى وأعلم، فإن صح هذا التعبير فنحن بدون شك مقصرين...
وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ
ماذا هناك في المسجد الحرام؟ إنها الكعبة، وقصة الإسلام التى بدأت ودارت هناك منذ عهد خليل الرحمن إبراهيم عليه أفضل الصلاة والسلام...
وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
إذا هناك الجذور، الأصل في الرسالة المحمدية، رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبالله عليكم كيف نصلي وكيف نتحرك في حياتنا دون أن تكون هذه الرسالة العظيمة المجيدة في بالنا دائما؟
· لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ
من الطبيعي أننا نتحرك في الحياة مع الناس، نبيع ونشترى، لهم دينهم ولننا ديننا، وهذا هو المهم أن لا ننسى أبدا أننا نحمل رسالة الإسلام في تعاملنا مع الناس.
· إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ
إذا هناك فئة من الناس سنجدهم دائما في طريقنا، وفي كل زمان ومكان وحتى تقوم الساعة، بعض الناس قد تعود الظلم والحياة في الظلام، فماذا نفعل معهم ياربنا ...
· إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي
لن ينجينا من الظلم إلا خشية الله، فخشيته سبحانه مرتبطة ارتباطا وثيقا بذكره وذلك نجده واضحا في الآية التالية:
طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا
إلا تذكرة لمن يخشى، هنا تكمن العبرة من الدين كله، ومن حركاتنا المتشعبة في الحياة، فكل سعي وكل حركة وكل فكر يجب أن يكون في إطار خشية الله إن كنا له عابدين.
· وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول في كل صباح ومساء:
<< مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ يَوْمِهِ وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ لَيْلَتِهِ " >>.
وهذا الحديث يدعم الآية، يأمرنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نؤدي شكر النعمة في الصباح والمساء وطول العمر.
ونواصل مع الآيات التى نحن بصددها اليوم، حتى لا نتوه في زحمة الكلام، والهدف والغرض الأساسي هو الحصول على مفاتيح الصبر والذكر لنصل إلى غاية العبادة وهي الإخلاص لله وحده، فتابعوا معي رحمكم الله:
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)
والخطوة التالية هي كالآتي:
· كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو فينا، وهو منا، وهو يتلو علينا آيات الله، في كل مرة أخي وأختي في الله تدخل في قلوبنا معنى آية من آيات الله سنتذكر على الفور سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن عليه نزل القرآن وفي قلبه سكن القرآن، فإن استحضرنا ذلك في قلوبنا عندما نقرأ القرآن فسنجد أنفسنا نتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأننا نراه أو نعيش معه.
· وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)
كل الأفعال جاءت بصيغة الفعل المضارع، يزكينا، ويعلمنا الكتاب والحكمة، ثم يعلمنا ما لم نكن نعلم، هذه سارية المفعول حتى تقوم الساعة، سنتعلم نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نكن نعلم، وسيتعلم من يأتي بعدنا ما لم يعلموا من الكتاب والحكمة، فصلوا عليه وسلموا تسليما، صلى الله عليك وسلم يا سيدي يا رسول الله.
· فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)
كل ما سبق هو خطوات تعلمنا كيف نذكر الله ونشكر له سبحانه نعمه التى لا تعد ولا تحصى، ومن لم يفعل فقد ستر نعم الله، أي حجبها عن الناس، فكل نعمة لدينا، كل علم وكل ملكة وكل موهبة يجب أن نجندها في خدمة البشرية والناس أجمعين، لنصبح خير أمة فعلا وقولا وعملا.
· يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
الآن سنستعرض سويا الخطوات التى تعتبر مفاتيح الإستعانة بالصبر والصلاة، ولكن هل تعرفون قدر الصلاة؟
لقد استدعى لها الله سيد الخلق وأكرمهم وأشرفهم وخاتم رسله وأنبياءه صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى ليعود إلينا بأول فريضة فرضت فوق سبع سموات، ومع ذلك قد ذكر الله تبارك وتعالى الصبر قبلها.
مفاتيح معية الله تبارك وتعالى باتباع الخطوات المذكورة في الآيات:
· وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
· وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ
· إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي
· وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)
· كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)
· فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)
· يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
ولكن لا يجب أن ننسى أننا بصدد الوصايا، وأن هذا النداء هو وسيلتنا الفعالة لعدم الشرك بالله العلي العظيم.
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ
· أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
لنا لقاءات قادمة إن شاء الله، لأن عدم الشرك بالله هو حبل النجاة من الظلم والظلومات لأن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.
No hay comentarios:
Publicar un comentario