[ سورة الأحزاب]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)
[ سورة الأحزاب]
وهل يطمع شخص في أفضل من هذا الفوز العظيم من لدن العلي العظيم؟
من أجل أن تدوم العلاقة بين اثنين يجب أن يكون هناك هدف مشترك بينهما، ويجب أن يتعرف كل منهما على نقاط القوة في الآخر لينميها ويستفيد منها، مع العلم أن الطاقة الموجودة بداخلنا عندما نكتشفها وننميها فإنها تتوالد تماما كالخلية الحية تتوالد وتتكاثر ثم يأتي وقت حصاد ثمرها .
ومن فضل الله تبارك وتعالى أنه جعل لكل طاقة بداخلنا نكتشفها ونضعها في حيز التطبيق الجو والمناخ المناسب لتنمو وتكبر وتترعرع، وذلك بدليل الآية التالية:
رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ
[سورة إبراهيم 37].
لابد من الحركة، والأخذ بالأسباب، ولابد أن يعمل كل واحد من أجل راحة الآخر، وذلك لن يكون إلا إذا كان الحب في الله [ بمعنى أن يتقي الله فيها وتتقي الله فيه].
كلنا يعرف الآن الخير الوفير في مكة المكرمة، أجمل ما في العالم من كل شيء تجده هناك، إذا كل ما علينا عمله لنقتل الفتور الذي يصيب مشاعرنا وأفكارنا هو أن نفعل كما فعل سيدنا إبراهيم، نبحث عن سكن نفسي، وسكن روحي، وسكن فكري، مع من نعيش ونتمنى له الخير.
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ
[سورة محمد].
لا شك أن راحة البال هي غاية جميلة يتمناها كل إنسان، بل هي الهدف الأساسي الذي نبني عليه حياتنا العامة والخاصة، إنه الإستقرار النفسي والمادي والعاطفي والفكري كل ذلك من عوامل راحة البال..
كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ
إذا السيئات التى نرتكبها هي التى تقضي على راحة بالنا، ونشعر بعدم راحة البال عندما يصيبنا القلق من أي جهة، أو يصيبنا الفتور العاطفي أو الفكري، فيبدأ القلق، وتبدأ الوسوسة، والحل هو :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ " .
لو نظرنا في الآية السابقة وو ضعناها جنبا إلى جنب مع هذا الحديث النبوي الشريف لأستطعنا أن نرى بوضوح أن من طبيعة البشر أن يهوى راحة باله، أن يحب ما يسعده أن يتمنى أمنه وآمانه واستقراره وكل ذلك من عوامل راحة البال..
الآن دققوا معي رحمكم الله، سنضع الحديث الشريف جنبا إلى جنب مع هذه الآية الكريمة ونتدبرهما معا تدبر القلب المحب المطيع لمن يحب...
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ
" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ "
سنكتشف أن كلمة الإيمان أحيانا يكون معناها الحب، وأحيانا تحمل معنى زيادة الإيمان، وأحيانا تعني الإقبال على الله، وأحيانا تعنى الطاعة والإخلاص لله، فالإيمان مرتبط ارتباطا وثيقا بمشاعرنا وعقيدتنا وأفكارنا ، فعندما نرتاح في علاقاتنا مع الله فإننا نهوى ونعشق هذا ولا نستطيع العيش بدونه..
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ
مما لا شك فيه أن كل واحد من الزوجين يهوى شيئا في الآخر، والذي يحدث أننا ننشغل عن ما نهوى، فيتلاشى رويدا رويدا من حياتنا، وتأخذنا بل تقتنصنا العادات والأعمال والروتين اليومي، ويتحول هذا الروتين إلى العلاقات الزوجية، فهو قد اعتاد ما تفعل هي، وهي كذلك..
ولكن المرأة جعل الله فيها خاصية مهمة جدا، فهي تشعر بنقص الحب، ونقص الإهتمام، وفتور المشاعر...
وفي الوقت نفسه جعل الله في المرأة قدرة فائقة تجذب بها زوجها وتشده شدا، ولكن ضغوط الحياة ومشاكلها تضغط بشدة على هذه الخاصية في المرأة، فبدلا من استعمالها واستغلالها فهي أحيانا تكتفي بالشكوى ولا تتقدم خطوة واحدة من أجل إنقاذ حياتهما أو حبهما، ثم تفعل مثله تماما وتلقي اللوم عليه أو عليها.
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا
( سورة النساء 128)
يا سبحان الله، لقد حمّل الله المرأة المسئولية في الحفاظ على زوجها، فهي إن رأت منه إعراضا أو جفاءا أو أهمالا أو ميولا إلى أخرى عليها أن تحاول إصلاح هذا فإن فشلت فلتستدعي أحد الناس من أهل الخير وأهل الثقة.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
لا يجب بحال من الأحوال أن يترك أحدهما أو كلاهما التعامل بعفوية، وبصدق وأمانة، ويجب الأخذ بكل أسباب الإستمرار .. حتى إذا نفذت أسباب أحدهما دعى الله مخلصا له الدين أن يصلح لهما حالهما .. القول السديد كالعصا السحرية في يد الساحر أو [ EL MAGO ]
No hay comentarios:
Publicar un comentario