إن استطعنا أن نعفو عمن ظلمنا ونصل من قطعنا
فنحن من المحظوظين
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ
[ سورة الأعراف ]
الإقبال على الله يتطلب الإمتثال لأمره .. وهنا لدينا أمر من العزيز الحميد الواحد القهار بأن نأخذ العفو، لأننا بغير عفو نكون في نفس دائرة المسيئين ..
بجانب أن العفو الحقيقي هو بمثابة عملية تفريغ لكل المشاعر السلبية تجاه الناس .. فإذا ما استطعنا أن نعفو عن الناس سيكون سهلا علينا أن نأمر بالعرف ..
وسوف يأتمر بهذا الأمر كل من آمن بالله ورسوله واليوم الآخر.. ثم بعد ذلك لدينا تصريح من العزيز الحميد بالإعراض عن الجهل والجاهلين..
وقد أعطانا الله سلاحا فتاكا يدفع بالشياطين وبالسوء وأهله إلى حيث يجب أن يتواجدوا في الظلام .
ثم يعلمنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصايا قيمة جدا وفعالة كيف نستطيع أن نعفو بسهولة عن الناس:
(حديث مرفوع) (حديث موقوف) قَالَ عُقْبَةُ : ثُمَّ لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَابْتَدَأْتُهُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي بِفَوَاضِلِ الْأَعْمَالِ ، فَقَالَ :
" يَا عُقْبَةُ ، صِلْ مَنْ قَطَعَكَ ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ ، وَأَعْرِضْ عَمَّنْ ظَلَمَكَ " .
عندما نروض أنفسنا ونصل من قطعنا نكون قد كسرنا حاجز الكبرياء والإباء فإنهما صفتان اتصف بهما الشيطان الرجيم كما في الآية التالية:
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)
[ سورة البقرة]
فعندما نصل من قطعنا سنشعر بأننا انتصرنا على الشيطان وتخلصنا من صفة كئيبة من يتصف بها تمنعه من دخول الجنة، إن فرحة تخطي سور أو حاجز القطيعة فرحة كبيرة جدا، فرحة تشاركنا فيها الملائكة فيبشرونا ويطمئنونا ويجعلو البركة في كل خطوة وكل كلمة وصل ووصال.
No hay comentarios:
Publicar un comentario