11 may 2016

ضع في دعائك كل ما تتمنى ثم لا تتنازل عن ما تريد من خير


الدعاءُ طاعةٌ لله، وامتثال لأمره
قال تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ". [سورة غافر: الآية 60]
الدعاء عبادة
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ". [رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني]
الدعاء أكرم شيء على الله تعالى
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ". [رواه أحمد والبخاري، وابن ماجة، والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي]
الدعاء سبب لدفع غضب الله
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ". [رواه الترمذيُّ، وابن ماجةَ، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني]
الدعاء سلامة من العجز، ودليل على الكَياسة
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنْ الدُّعَاءِ وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ". [رواه ابن حبان وصححه الألباني]
الدعاء سبب لرفع البلاء
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَمَا سُئِلَ اللَّهُ شَيْئًا يَعْنِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ الْعَافِيَةَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ". [رواه الترمذي وحسنه الألباني ]
الداعي في معيةُ الله
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يقول الله عز وجل: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي". [رواه مسلم]
فضل الدعاء في السجود
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ سَاجِدٌ ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ". [رواه مسلم]
فضل الدعاء بالليل
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ". [رواه مسلم]
فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ : وَلَكَ بِمِثْلٍ". [رواه مسلم]


7 may 2016

الحب أصل وغاية من أصول الحياة

الحب الإلهي الخالد
به نحصل على سعادتنا الأبدية
وبه تصحو فينا كل المشاعر النبيله
وبه تفتح لنا الأبواب في طريقنا إلى العلا
وبه تنمو وتترعرع الإنسانية وتتخلص من كل ماهو مزموم
اللهم إنا نسألك حبك وحب من أحبك وحب عملا يقربنا إلى حبك.
******
السلام عليكم ورحمة الله
لكل فارس نبيل غاية نبيلة، ولكل غاية نبيلة جنود من عند الله يجعلهم المولى عز وجل في خدمة الفارس أينما توجه...
وإن أجمل ما في الإنسان هو مشاعره النبيلة، لأن المشاعر النبيلة ثابتة لا تتغير، وكلما مر عليها الزمن بما يحمل من متغيرات وإبتلاءات كلما زادت رسوخا في النفس وتثبيتا...
وفي نهاية المطاف ينعم العبد بحب مولاه فيسمو ويرقي ويصعد ويسعد حتى يوم يلقاه، فهنيئا لمن بحب الرحمن قد فاز، فلا تبخل به على من حولك من الناس...
فالحب دفئ يسري في النفوس فيحيها، ألم تسمع قول ربك يحدث عن نبي الرحمة والهدى يقول عز وجل:
{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)} سورة الأنفال.
فبالحب استجبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالحب نحيا على ذكراه، وبالحب نتوق لرؤياه،  وبالحب نعطى وبالحب تتوحد الغايات النبيلة، وبالحب نصل إلى مرادنا من عطاء الله، وبالحب تأتلف قلوبنا وتتوحد وتنمو فينا المشاعر...
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ { آل عمر ان  }
*******
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)  آل عمران.
إذا المسألة ليست فقط صلاة وصوم .. إنما هي علاقة بين العبد وربه، أساسها الحب.. حب كبير .. منزه عن كل شيء .. حب إلهي ورباني .. حب خالد بخلود السموات والآرض.. حب متبادل ، قد  بدأ به المولى عز وجل، بدليل الآية.
أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)
عيون الإنسان العاقل، يكون أول نطباع يشعر به عندما ينظر إلى صفحات الكون، هو أن يقول سبحان الله فيما خلق وابدع...
فأنت يعقلك إن كان واعيا ويقظا لا تملك إلا أن تحب هذا الخالق العظيم... لأن الإنسان جبل{ أي خُلق } على حب الكمال والنوال والجمال... فأنت أينما وجهت عقلك فلا تملك إلا أن تقول تبارك الله أحسن الخالقين... وهذا في حد ذاته حب وأعجاب..
ثم إذا سمعت القرآن وأنصت له .. فإنك تجد نفسك قد ذابت وتلاشت وتضائلت من هول وعظمة ما سمعت من كلام الله....  وهذا في حد ذاته حب وأعجاب بالله العلي العظيم...
وأنت عندما تقرأ كتابا به كم هائل من المعلومات  الرهيبة، فإنك لا تملك إلا أن تقول سبحان من علم الإنسان ما لم يعلم، وهذا في حد ذاته حب وأعجاب وتقدير  لله العلي العظيم...
وأنت عندما تتزوج وتستمع بما أحل الله لك... فلو كان عندك قلب حي يؤمن بالله لسجدت لله شكرا على أن أنقذك من الحرام ومتعك بالحلال..... وهذا في حد ذاته حب وإعزاز وتقدير لله العلي العظيم ...
وعندما يهديك الله من فضله ثمرة هذا الزواج في صورة طفل جميل يدخل السعادة والسرور على كل من يراه... ويكون هو زينة تزين بها حياتك الزوجية، وتسعد بها إلى ماشاء الله، وتستشعر في أعماقك هذا الفضل من الله،  فهذا حب وتقدير لله العلي العظيم.
ثم إليك أخي في الله وأختي في الله كلام رب العالمين الذي يتكلم فيه كلاما واضحا وضوح الشمس عن الحب....
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ التوبة 24
العاقل هو من يوجه حبه لمن أعطاه القدرة على الحب، فيشكر له أولا ويتوجه إليه سبحانه مع من أحب عابدين طائعين لله العلي العظيم وحده... فهذا هو الحب الحقيقي الذي لا تخبت طاقته، حبا يضيئ لك حياتك وحياة من أحببت، لذلك الحب في الله هو من علامات الإيمان الصادق القوي.
ثم إليك مزيد من الآيات التى تثبت محبة الله للعبد.... والإنسان عادة يحب من أحبه... ويحب من أحسن إليه...
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ
فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ
أيات كثيرة  تدلنا على كيفية الحصول على حب الله لنا... ثم كيف بالله عليك أن يكون هناك عاقل يتمتع بعقل سليم ولا يخر ساجدا لله العلي العظيم ...
إن القلب يؤمن بالحقائق لأنه يراها أكثر يقينا ووضوحا من العقل الذي يعتمد على الحواس الخمس، ... ومع ذلك فكثيرا من الأحيان يقع الإنسان في حب الله بعقله قبل قلبه... لأن العقل قد أدرك حقائق الكون بالنظر والبحث فيها فعرف قدرة الخالق العظيم سبحانه فأحبه...
حتى الذين هم بعيدين كل البعد عن الدين والإيمان.. عندما يتكلمون عن الحب فإنهم يصنفونه إلى صنفين ، صنف عاطفي ، أن يحب الإنسان بعاطفته، وصنف عقلي بحت، وهو أن يحب بعقله....
أما المؤمن فكل خلجة فيه تحب خالقها.. كل شعرة في جسده، كل نفس، كل ضخة دم تجري في قلبه، كل عاطفة ، .. وإن لم تكن تصدق ذلك ، فاسمع كلام ربك:
إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) مريم
هنا يخر  ساجدا لله  من شدة تأثره بما سمع من آيات الله... لكن قل لي بالله عليك لماذا يبكي؟ .. أنه يبكي من شدة الوجد.. يبكي لوعة وحسرة على ماضاع من عمره بعيدا عن مولاه وطاعته،  يبكي خوفا وطمعا.. ويبكي شوقا وحبا.. يبكي لوعة من البعد، يبكي متمنيا رضا ربه.... هذه حال المحب المطيع لربه وخالقه...
إن أحببت شخصا بشدة، وخفت فراقه، وأردت الإحتفاظ به دائما في حياتك، أجعل حبك له في الله، خذ بيده وسيروا معا في طريق مرضاة الله والتفكر في آيات الله وخلقه، تقربوا إلى الله بعبادة مشتركة تقومان بها معا، ولينظر كل منكما إلى نعم الله عليكما الظاهرة والباطنة ، ثم كونوا مع الراكعين... تفكرا سويا في الآية التالية:
وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) الروم
هنا أجتمع الزوج والزوجة وكل منهم يرى في الآخر آية من آيات الله.. هو يسكن إليها، وهي تحتويه بحنانها وعطفها، هو يقوم على خدمتها، وهي تسهر على راحته، هو يقدم لها أغلى ما حصل عليه من عمله خارج بيته، { وهو الكسب الحلال والعمل الصالح} وهي ترفع يديها لله داعية له أن يجازيه عنها خيرا...
وكلما مرت الأيام بينهما زاد حبهما لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم  ولكل خلق الله...
كلما مرت الشهور بينهما زادت رؤيتهما معا للحقائق، ومعالي الأمور... وكلما مرت السنون بينهما كبرت وترعرت في بيتهما الحكمة والعدل والآمان... فنعم الله لا تعد ولا تحصى فصدق من قال:
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) النحل.
اللهم اجعلها خالصة لوجهك الكريم، واجعلها دليلا على الحب في الله وبالله ولله، فهذا هو الحب الخالد الحقيقي الذي يزداد نورا وتأصلا كلما مرت به الأيام.

6 may 2016

راحة قلبك لا يملكها إلا ربك


رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ ‏لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)‏
ثم يفصل لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيثيات إجابة هذا الدعاء القرآني العظيم:
عَنْ ابْن عبَّاس رضي اللَّه عنهما أيْضاً أَنَّ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ يقُولُ ‏‏:
‏‏«" اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَنْ أَضِلَّ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ " »
((متفقٌ عليه)) .‏
دائما وأبدا يضع لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث في صورة خطوات أو معطيات أو حيثيات ثم بعد ذلك يبين لنا النتيجة، فتابعونا رحمكم الله لتتأكدوا معي من هذا:
·        ‏‏اللَّهُم لَكَ ‏أسْلَمْتُ (( خطوة أولى )).
·        وبِكَ آمنْتُ ، (( خطوة ثانية ))
·         وعليكَ توَكَّلْتُ، (( خطوة ثالثة ))
·         وإلَيكَ أنَبْتُ (( خطوة رابعة أو سبب من الأسباب المتبعة)).
والنتيجة الحتمية هي:
وبِكَ خاصَمْتُ
يعني لو أننا أسلمنا واستسلمنا حقيقة لله سيتحقق لنا الإيمان به سبحانه، وإن تحقق لنا الإيمان فعلا أي بصدق وعزم ونية خالصة فسوف نتوكل عليه، فإذا توكلنا عليه سيجعلنا ذلك بصورة تلقائية منيبين إليه، أي دائما نعود إليه ونرجع في كل أمورنا.. الآن دققوا:
دليل كل ذلك هو:
<< وبِكَ خاصَمْتُ >>
الآن هل نخاصم بالله وفي الله ولله ؟ إن كان ذلك كذلك فقد صحت خطوات الإيمان بإذن الله وبفضله..
الآن وجب على كل منا أن ينظر في خصامه.. مع من يتخاصم ولماذا؟ وسوف نجد ما سوف يجعلنا في دهشة قوية وندم ورغبة في الرجوع إلى الله..
فكل ما يحدث بين البشر هو إما إتباع هوى النفس أو خطوات الشيطان، يتخاصم الأهل والأصدقاء لأتفه الأسباب.. وهذا دليل عدم اتباع الخطوات التى أوضحها لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه ..
إذا فنحن نتخاصم مع أهلنا وأصدقاءنا وجيراننا للأسباب التالية:
·        لم نطبق ((اللَّهُم لَكَ ‏أسْلَمْتُ)).
·        ولم نطبق ((وبِكَ آمنْتُ)).
·        ولم نطبق ((وعليكَ توَكَّلْتُ)).
·        ثم لم نطبق ((وإلَيكَ أنَبْتُ)).
·        وبالتالي لا نستطيع أن نقول بصدق ((وبِكَ خاصَمْتُ)).. لأن الخصومة المقصودة هنا هي أن نخاصم في الله، أي كل من خالف أمر الله حتى ولو كان ذا قربى.
ثم من رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا أهل هذا العصر والعصور المقبلة يضع لنا الحل الأمثل ويترك لنا بابا كبيرا واسعا لنعود منه إلى الله العزيز الحكيم والغفور الرحيم في ختام دعاءه
((أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَنْ أَضِلَّ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ)).
قصة نقلتها لحضراتكم من صفحة لفضيلة الدكتور النابلسي في شرح هذا الحديث:
تروي الكتب: أن رجلاً صالحاً اسمه حاتم الأصم، هذا الرجل أراد أن يحج بيت الله الحرام، ويبدو أنه لا يملك ما يكفي للنفقة على عياله، وتاقت نفسه إلى الحج، فاستأذن أولاده وزوجته فلم يأذنوا له: إلى أين؟ إلى مَن تتركنا؟ إلا أن بنتاً له صالحةً, قالت له:
يا أبتِ اذهب فأنت لست برازق، الله يرزقنا، فيبدو أنهم سكتوا، وكأن كلمتها ألقت على قلبه طمأنينةً, فرحل، وذهب إلى بيت الله الحرام حاجاً، بعد أيامٍ نفد الطعام والشراب، فدخل أولاده وزوجته على هذه البنت الصالحة الطيِّبة ليعنِّفوها: أين الطعام؟ مَن يأتينا بالطعام؟ أنت قلتِ لأبيكِ: اذهب وحج بيت الله الحرام فإنك لست رزَّاقاً، ماذا نفعل؟.
تروي القصة: أن هذه البنت دخلت إلى غرفتها، وتوسلت إلى الله عز وجل أن يرزقها ، فالذي حصل أن أمير المدينة كان في جولة تفقدية، وصل إلى بيت حاتم الأصم, فشعر بعطشٍ شديد، فقال لأحد رجاله: آتوني بكأسٍ من الماء،
طرقوا باب حاتم الأصم, وقالوا: الأمير يطلب كأس ماء، أهل البيت اجتهدوا أن يكون الكأس نظيفاً، والماء بارداً, هذا الأمير شرب حتى ارتوى، وأذاقه الله أطيب طعمٍ لهذا الماء، فلما انتهى من شربه قال: بيت مَن هذا ؟.
قالوا: بيت حاتم الأصم.
قال: هذا الرجل الصالح؟.
قالوا: نعم.
فقال: لنسلم عليه.
قالوا: هو في الحج.
قال: إذاً له علينا حق، معه صرة من ذهب فأعطاهم إياها، ولم يكتفِ بهذا، قال لمَن حوله: من أحبني فليفعل فعلي.
فجأة انهالت الدنانير الذهبية على أهل هذا البيت، واغتنوا لعام تقريباً، دخلوا على هذه البنت الصالحة، فإذا هي تبكي، قالوا لها: ما لكِ تبكين، وقد أغنانا الله عز وجل؟!.
قالت: أبكي لأن إنساناً نظر إلينا فأغنانا، فكيف لو نظر إلينا خالق الأكوان؟!:
﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴾
[سورة النمل الآية: 79]

5 may 2016

أحفظ قلبك عن طريق عينيك وإلا لم تحفظه أبدا

وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250)
( سورة البقرة )
إذا علينا كمسلمين أن نواجه كل معضلة تواجهنا، وكل أمر عظيم من أمور حياتنا بالتضرع إلى الله أن يفرغ علينا صبرا وأن يثبت أقدامنا وقلوبنا على دينه ..
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا هَنَّادٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ :
" يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ "
الآن لي فهم خاص جدا في هذا الحديث استخلصته من عالم جليل منذ أكثر من 40 سنة من كتاب له ( مع الأسف الشديد لا أذكر أسمه ) عن نظرية إيمانية قوية جدا عن القلوب، ( من الظلومات إلى النور ) قال :
أن الإنسان عندما يعبد الله يكون قلبه متجه إلى أعلى حيث النور، ولكن عندما نغفل أو نرتكب معصية فإن القلب ينقلب إلى أسفل حيث الظلام.
والآيات التالية ستشرح لنا ذلك بالتفصيل:
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
( الأنفال آية رقم 2)
في كثير من الأحيان نذكر الله ولا توجل قلوبنا، والسبب أنها هناك مع الناس، مع الأولاد والزوجات والأهتمامات الأخرى ( حيث مرتع الشياطين والعياذ بالله ) فكل هم الشيطان أن يملأ قلوبنا عداوة وبغضاء.. بدليل الآية التالية :
وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
‏ ( الأنفال )‏
إنه القلب أهم مالدينا، به نقابل ربنا، وبه نؤمن، وبه نحب ونكره، وقد قال عنه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ )).
وقال الله تبارك وتعالى :
يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
قال الله سبحانه وتعالى:
(( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ))
القلب السليم هو القلب الخالي من النفاق والرياء والضغينة والحقد، وهو سليم لأنه استسلم لله فسلم مما يصيب عامة الناس.
وقال أيضا سبحانه وتعالى:
((  وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ))
أواب حفيظ أي رجاع إلى الله بالتوبة والإستغفار، وحافظ لحق الله فيه.والقلب المنيب هو القلب المخلص المقبل على طاعة الله.
القلب له عبادة خاصة جدا، عبادة هي تاج من نور فوق رأس صاحبها، ألا وهي الإخلاص لله رب العالمين .. وهذا المعنى نجده في الآية التالية:
(( فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ))
(( غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ))‏
(( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا ‏وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ ‏الْكَافِرِينَ )) ‏آخر سورة البقرة.
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُوسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ الْأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
{{ " الْآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ " }}
في كتاب رأيت الله لفضيلة الدكتور مصطفى محمود رحمه الله قرأت نصيحة قد حفرها الزمن في قلبي .. وأنصح بها كل من امتلأ قلبه بهموم الدنيا:
(( أحفظ قلبك عن طريق عينيك وإلا فلم تحفظه أبدا ))
‏(حديث مرفوع) (حديث موقوف) حَدِيثٌ ( حم ) : حَدِيثٌ ( حم ) : ‏
‏" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْظُرُ إِلَى مَحَاسِنِ امْرَأَةٍ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، ثُمَّ يَغُضُّ بَصَرَهُ ، ‏إِلا أَحْدَثَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةً يَجِدُ حَلاوَتَهَا "‏
ونختم بدعاء جميل جدا لعله يكون من نصيبنا:
(( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ))

3 may 2016

الدعاء المستجاب

لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
( سورة البقرة )
(حديث مرفوع) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ ابْنُ صُهَيْبٍ ، قَالَ : سَأَلَ قَتَادَةُ أَنَسًا أَيُّ دَعْوَةٍ كَانَ يَدْعُو بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ ؟ ، قَالَ : كَانَ أَكْثَرُ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا يَقُولُ :
" اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "
قَالَ : وَكَانَ أَنَسٌ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ دَعَا بِهَا ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدُعَاءٍ دَعَا بِهَا فِيهِ " .
وهذه اتخذها أنا كنصيحة نصحنا به ربنا، دعاء بسيط ولكنه يحمل خير الدنيا والآخرة، حتى أن أنس إذا أراد أن يدعو الله بحاجة له كان يفتتح بهذا الدعاء ثم يدعو بحاجته لأنه عرف قيمة الدعاء فهو من العزيز الحميد ونزل على قلب رسوله الكريم الذي بعثه الله بالحق هدى ورحمة للعالمين  صلى الله عليه وسلم .
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ:
((رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ))
‏عن أبي داود عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ:‏
((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَعَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ))
روى الإمام الترمذي وابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِنْ الْوُضُوءَ ثُمَّ لِيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ لِيُثْنِ عَلَى اللَّهِ وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لِيَقُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ لَا تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمًّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ)).
الآن سنربط بين هذا الحديث والآيات في صدر الصفحة، لكي نتعلم كيف ندعو ربنا فيستجيب لنا، فأرجو المتابعة بصدر رحب فربما نفعنا ربنا بها وتكون تذكرة لنا:
يقول الله تبارك وتعالى:
فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا ‏آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاق‏(200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
الإنسان حينما يتحدث عن والده فهو عادة ما يذكره بخير، ويذكر أولا محاسنه وفضله عليه في حسن تربيته والإنفاق عليه وتعليمه وتزويجه وكل تلك المساءل التى نعتز بها في ذكر الأباء ..
لكن الذين آمنوا أشد ذكرا لله، أي أشد حبا لله، أي أشد اعترافا بفضل الله عليهم، وهذا ما سنجده في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الآن سنفصل الحديث خطوة بخطوة:
((مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ ))
إذا توجهنا إلى الله لابد وأن يكون توجه المحتاج الضعيف والفقير إلى الله تبارك وتعالى.
(( فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِنْ الْوُضُوءَ ))
أكد نبينا وقائدنا ومعلمنا صلى الله عليه وسلم على أن نحسن الوضوء، فمع قطر الماء يخرج منا كل ما هو سلبي من الذنوب والآثام، فنكون بذلك مستعدين لإستقبال الطاقة النورانية من العزيز الحميد.
((ثُمَّ لِيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ لِيُثْنِ عَلَى اللَّهِ وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))
قبل الدعاء نقف بين يدي الله، في ركعتين، نقرأ فيهما ما تيسر، أكاد أن أقسم أن من علامات القبول هي تلك الآيات التى يذكرنا الله بها في صلاتنا، فإذا كان ذلك منك فصلى وسلم وبارك على نبيك الصادق الوعد الأمين الذي بعثه الله هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم.
ثُمَّ لِيَقُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ لَا تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمًّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ)).
وهكذا يعلمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كيف ندعو ربنا، فالحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام، والحمد لله رب العالمين على نعمة البيان، والحمد لله رب العالمين أن جعل فينا رسولا منا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا ما لم نكن نعلم صلى الله عليه وسلم، والحمد لله رب العالمين أنه سبحانه علمنا واختار لنا الحمد لله رب العالمين.
تمت بحمد الله .. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
والحمد لله رب العالمين.