البطانة هو ذلك الشخص القريب منك، يعلم سرك ومعظم حركاتك في الحياة، فإن كان تقيا فهذا حظ عظيم، وإن كان غير ذلك فلبي نداء ربك التالي:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ
أي شرح لهذه الآية من جهتي قد يقلل من معناها الكبير جدا .. ولكني فقط أعود بحضراتكم إلى آية كريمة وما قيل فيها لتقرب المعنى إلى قلوبنا :
قال رب العالمين :
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وأقوى تفسير سمعته لهذه الآية أن المسلم الموحد بالله حينما يكون طائعا لله عابدا ومخلصا له الدين فإن قلبه يكون متجها إلى أعلى حيث النور .. فيسمع كأهل النور.. ويتكلم كأهل النور .. ويفكر مثلهم .. لأنهم جميعا في النور يذكرون الله ويعبدونه ويسبحونه .. فهم من أهل النور.. فهو يستقبل من النور، ويرسل إلى النور، لأنه يعيش فيه يتأثر ويؤثر.
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
أما عند المعصية فيتحول القلب إلى أسفل حيث الظلام .. وهنا يرى برؤية أهل الظلام، ويسمع بسمعهم لأنهم لا يتكلمون بكلام أهل النور ولا يشعرون بمشاعر أهل النور لأنه في الظلومات ووليهم هو الشيطان الرجيم العدو المبين الذي أقسم ليقعدن لنا الصراط المستقيم.
ثم نواصل السير مع الآية الكريمة لنعرف بالضبط أين نحن منهم وأين هم منا، فلكل له مقام معلوم إما في الجنة وإما في النار والعياذ بالله :
هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
{آل عمران }.
أخطر ما في الموضوع أننا نجد هذه المشاعر الخفية بيننا نحن المسلمين، تجده قد انتابه اليأس والقنوط وهو غير راضي عن شيئ في حياته، والمشاعر كالأفكار تتواتر وتتكاثر وتتوالد وتتعارف فيما بينها، وكل ذلك بمجرد نظرة وربما بمجرد ابتسامة مفتعلة تخفي وراءها ما تخفي.. أو كلمة ملونة مزينة والعياذ بالله.
أما الصابرون فلهم وضع آخر يختلف تماما فتابعونا رحمكم الله :
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
صلوات من الله بجانب رحمة من عنده سبحانه وتعالى، فهنيئا لكل من ابتلاه ربه فصبر وشكر لينعم بصلوات ربه ورحمته وصحبة صالحة من الملائكة والناس.
No hay comentarios:
Publicar un comentario